بن كيران و”التبوريضة” على المعارضة في مجلس النواب .. !

0

MAPRESSTV

من حق بن كيران، أن يعبر عن فرحه بالانتصار على خصومه، بأي سلاح متاح في الممارسة السياسية حتى “التبوريضة”، التي ترجمها بامتياز على المعارضة، ولما لا يفخر بإنجاز أغلبيته في مجلس النواب، التي مررت قانون المالية ضدا على إسقاطه في مجلس المستشارين، الذي طعنت أغلبيته على تنصيب النسخة الثانية للحكومة، التي أجازها المجلس الدستوري، مما جعل الطريق سالكا أمام بن كيران، ليمارس “التبوريضة” على معارضيه بامتياز، وهو الذي عاش انسحاب حزب الاستقلال من تحالفه الحكومي، ووصل إلى الحكومة على فعاليات الربيع العربي، التي كانت تطالبه بالرحيل، لولا فوزه بالأغلبية النسبية في الانتخابات، بعد الاستفتاء على دستور 2011، والذي أنقذ حكومته من سقوطها، بتحالفه مع معارضه السابق، التجمع الوطني للأحرار، الذي دخل النسخة الثانية، بناء على أولويات جديدة في البرنامج الحكومي.

 

من حقه إذن، أن يشعر بالارتياح، ونشوة الفوز على خصوم الأمس واليوم، الذين لم يستوعبوا بعد وجوده على رأس الحكومة، التي وصفها الزعيم النقابي نوبير الأموي، بأنها ناقصة عقل، والتي راهن الكثيرون على سقوطها المبكر، ولماذا لا يمارس “التبوريضة” على المعارضة الحزبية والنقابية، التي لا تزال تتوعده ولم تتمكن من الحشد الجماهيري الكفيل بإسقاط حكومته ..؟ ولماذا لا يشعر بطعم الانتصار، وهو الذي يجيد التعبير في التصريحات النارية والمدوية في جميع الاتجاهات، بما فيها تأكيداته المستمرة، من أن الشعب المغربي معه، ولن يخرج إلى الشارع ضده، إلى آخر الخرجات البهلوانية، التي أصبح معروفا بها من قبل الجميع.

 

لا نملك في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلا أن نبارك له هذه الفتوحات المتواصلة ضد خصومه الواقعيين، وضد الثعابين والتماسيح، الذين يتخيلهم في كل حين، خصوصا بعد أن زكى المجلس الدستوري تنصيب حكومته الثانية, وأصبح طعن المعارضة في خبر كان، وهو الخبير في لغة الاستفزاز، التي يجيدها في ظل التفاوضات، التي تتميز بها المعارضة اليوم، والتي فشلت في التنسيق القبلي والبعدي في مواجهته، بعد أن استرجع زمام المبادرة، وأصبح يمتلك الانسجام والانضباط في صفوف أغلبيته الجديدة، التي تتشكل منها الحكومة التي يقودها الآن.

 

نحن في الأمانة العامة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نتمنى أن يكون فرحه دائما، من خلال انكبابه على معالجة أزمة تدبيره للشأن العام، الذي ازدادت أعطابه وآثاره الكارثية على عموم الشعب المغربي، الذي يشكل المسحوقون أغلبيته، ولا نريده أن يعبر عن هذا الفرح المرحلي المؤقت ضد خصومه، لأن هؤلاء معظمهم لا يعاني من مضاعفات سياساته العمومية الخاطئة والفاشلة، وأن أغلب هؤلاء محمي، ولا يواجه ضعف القوة الشرائية، وغياب وسائل الحماية من نتائج سياسته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي يعرف شخصيا أنه عاجز على تحقيق النجاح النسبي فيها، وله الفرصة ليتابع نتائج دراسات وتوقعات مندوبية التخطيط والإحصاء، وتقارير بنك المغرب، ومؤشرات تقارير المنظمات الدولية، عن هول الفقر والبطالة، والهذر المدرسي، وتعاطي المخدرات والجريمة، وارتفاع المديونية الداخلية والخارجية، التي تعكس جميعها ما يجعل هذا الفرح ضد معارضيه حافزا للتحرك قبل فوات الأوان، لأن الشعب، لم يعد يعترف بما يقوله، كما أن شعبيته التي يتحدث عنها دائما في طريقها إلى الاحتضار، سيما وأن عجز حكومته لم يعد في صالحه في مقابل التحديات المفروضة عليه، خلال ما تبقى من الزمن الواقعي لحكومته.

 

إذن، من حق بن كيران أن يمارس “تبوريضته” السياسية، ولكن من موقع الإنجازات والوفاء بالالتزامات، وتطبيق ما سطره في برنامج حزبه الانتخابي، ففي هذه المبادرات التنموية يمكن ل. بن كيران أن يمارس هذه “التبوريضة” التي يعرف أن المغاربة يمارسونها في المواسم، التي يقيمونها بعد انتهاء الموسم الفلاحي، وتكون مناسبة لاستعراض حصيلة العام الفلاحي، إلا إذا كانت ل. بن كيران معرفة أخرى “بالتبوريضة”، وننصح رئيس الحكومة أن يعي مضمون المفردات اللغوية، التي يلجأ إليها في أقواله وخرجاته، حتى

لا يحاسب عليها فيما بعد.

 

نعم .. ل. “التبوريضة” على المعارضة البرلمانية، التي تأكد للشعب أنها عاجزة على المواجهة، وعلى القيام بدورها الرقابي والتشريعي، وأنها فاشلة في تدبير خلافاتها وتناقضاتها، قبل أن تتمكن من استعراض عضلاتها على الأغلبية، التي يقودها بن كيران، وليس لنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أي مركب نقص، في إبراز أخطائها وإثارة انتباه أطرافها الحزبية والنقابية، إلى ضرورة مراجعة منهجية تعاطيها، سواء في البرلمان أو في المجال النقابي، لأن عموم المواطنين، أصبحوا على يقين من الضعف الكبير والواضح، في مواقفها ونضالاتها، ما لم تغير أداءها وتواصلها مستقبلا.

 

ختاما .. لم يبق لنا في النقابة، إلا أن نعيد تذكير رئيس حكومتنا الموقر، أن رفضه لجميع تعديلات المعارضة التي قبلها في غرفة مجلس النواب، لا يجب أن يتخلى عنها عقابا للأغلبية التي عارضت ميزانية 2014، في مجلس المستشارين، وأن المسؤولية الوطنية والسياسية والحكومية، تقتضي منه الاشتغال عليها، وتنفيذها، لما فيه صالح الوطن والمواطنين، أما رفضها فيعني ببساطة انعدام الضمير الوطني والشعور بالمسؤولية .. لذلك، يجب أن يكون التعاطي مع هذه التعديلات إيجابيا ما دامت أهدافها لصالح البلاد والعباد.

النقابة المستلة للصحفيين المغاربة

قد يعجبك ايضا

اترك رد