لم يكن مسموحا لسواريز باللعب ليوفنتوس إلا بعد اجتياز امتحان اللغة، ليحصل في بضع ساعات على شهادة اللغة، التي تحتاج حتى ثلاثة أشهر وخاض امتحانا تم الاتفاق عليه معه مسبقا، حسبما تقول سلطات التحقيق الإيطالية.
يشتبه الادعاء العام في إيطاليا بتورط نادي يوفنتوس في مساعدة المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز بشكل غير قانوني في اجتياز امتحان اللغة الذي خضع له في شتنبر بهدف الحصول على جواز السفر الإيطالي.
وكان امتحان اللغة، الذي خضع له الأوروغوياني، الخطوة الأولى في إجراءات حصوله على الجنسية الإيطالية تمهيدا لانتقاله من برشلونة إلى يوفنتوس في صفقة لم تتم، فانتهى به الأمربالبقاء في إسبانيا للدفاع عن ألوان أتلتيكو مدريد.
وفتح الادعاء العام في بيروجيا تحقيقا لاشتباهه بأن المهاجم البالغ 33 عاما غش في امتحان اللغة بعدما « أظهر التحقيق أن المواضيع التي تمت مناقشتها أثناء الامتحان قد تم الاتفاق عليها مسبقا مع المترشح (سواريز) وأن العلامة مُنحت له حتى قبل الامتحان »، بحسب ما أفاد الادعاء العام.
« ينجح لأن راتبه 10 ملايين »
وبحسب وثائق الادعاء العام، قالت ستيفانيا سبينا، إحدى الأشخاص المستهدفين في التحقيق، « ما الذي تعتقدونه، هل سنجعله يرسب؟ اليوم كان لدي آخر درس (لغة مع سواريز) ويجب أن أعده لأنه لا يتكلم كلمة واحدة » باللغة الإيطالية.
وردا على سؤال من محاورها على المستوى الذي يجب أن يجتازه سواريز باللغة الإيطالية، أجابت سبينا « لا يتوجب عليه (أن يتجاوز أي مستوى)، سينجح، لأنه براتب 10 ملايين (يورو) في الموسم، لا يمكنك أن تجعله يرسب » في امتحانه « حتى لو كان لا يعرف كيفية تصريف الأفعال ويتحدث بصيغة المصدر ».
وفي آخر المستجدات، أصبح يوفنتوس تحت المجهر بعدما أفاد الادعاء العام في بيانه أن التحقيق سمح له بالتوصل الى استنتاج بأن « مديري نادي تورينو قاموا بخطوات، بما في ذلك على أعلى مستوى في المؤسسة (الجامعة في بيروجيا حيث خضع سواريز للامتحان)، من أجل تسريع الاعتراف بالجنسية الإيطالية لسواريز ».
وأكد يوفنتوس في بيان أمس الجمعة أن مديره الرياضي فابيو باراتيتشي استُهدف بتحقيق أجراه مكتب الادعاء العام في بيروجيا، مشددا « بقوة » أن عملاق تورينو « تصرف بشكل صحيح ».
وأبدى النادي ثقته بأن « التحقيق سوف يلقي كل الضوء على دوره في إطار زمني معقول ».
وبعدما اتهموا في شتنبر مديري الجامعة في بيروجيا بإعطاء سواريز الأسئلة مسبقا، كرر ممثلو الادعاء الجمعة الاتهام واقترحوا فصل مسؤولي الجامعة المشتبه في تورطهم لثمانية أشهر من وظيفتهم.
وتقرر إيقاف جوليانا جريجو، عميدة الجامعة، لمدة ثمانية أشهر، بتهمة انتهاك القواعد المهنية بهدف تحقيق ربح، إلى جانب تزوير وثائق رسمية.
وتسري العقوبة نفسها، ولنفس الأسباب، على سيموني أوليفيري المدير العام للجامعة، وكذلك على ستيفانيا سبينا، مدرسة اللغة الإيطالية، ولورينزو روكا الذي أجرى الاختبار لسواريز.
أثار مسار التقدم بطلب الحصول على الجنسية الإيطالية لسواريز انتقادات كثيرة لأن هذا الاجراء يتطلب عادة بين عامين وأربعة أعوام، لكن تم تسريعه خدمة لمهاجم ليفربول الإنكليزي السابق بغية مساعدته على الانضمام الى يوفنتوس.
والأمر لا يتعلق وحسب بالفترة الزمنية المختصرة للحصول على الجنسية، بل بنتائج فحص اللغة من المستوى « باء » والتي تحتاج عادة بين شهر وثلاثة أشهر لكي تصدر، لكن الأوروغوياني حصل عليها بعد ساعات معدودة.
ولم يكن انتقال سواريز إلى يوفنتوس ممكنا من دون الحصول على الجنسية الإيطالية لأنه من خارج الاتحاد الأوروبي، وبطل إيطاليا وصل إلى الحد الأقصى من اللاعبين المسموح بهم من خارج الاتحاد، ما اضطر ابن الـ33 عاما الى إجراء فحص اللغة الإيطالية من أجل نيل الجنسية بما أن زوجته إيطالية.