برلمانيون مغاربة يكشفون عن الدروس المستفادة من أزمة “كورونا”
ما هي الدروس التي استخلصها المغرب من أزمة “كورونا”؟ وكيف يمكن استثمارها بعد نهاية الجائحة؟.. هذه واحدة من الأسئلة الرقابية التي وحدت الفرق البرلمانية، أغلبية ومعارضة، وهي تسائل الحكومة عما بعد نهاية الوباء.وعن استخلاص دروس فترة الحجر الصحي وسبل الإسراع بتحديث الإدارة المغربية ورقمنتها؛ طالب بوسلهام الديش، البرلماني عن فريق التجمع، الحكومة باقتناص الفرصة للإسراع بتحديث الإدارة المغربية وتعميم رقمنة خدماتها، مشيرا في سؤال له أن المغرب مقبل على فترة جديدة قد تسمو لنهضة حديثة في مختلف المجالات ضمن الخدمات الإدارية المقدمة للمواطنين.وفي هذا الصدد، قال البرلماني الديش إن جائحة “كورونا” فرضت على مختلف الإدارات العمومية التخلي تدريجيا عن التدبير الكلاسيكي، مشددا على ضرورة تطوير خدماتها والتعامل في الأمور الضرورية خلال هذه الفترة عبر تطبيقات محدودة تتيح التعامل عن بعد.من جهته، يرى رشيد القبيل، البرلماني عن فريق العدالة والتنمية، ضرورة استمرار وتطوير تجربة التعليم عن بعد، موضحا أنه “من الدروس المستفادة من أزمة جائحة “كورونا”، اكتشاف العديد من الأطر التربوية والتلاميذ لتقنيات التعليم عن بعد”.
ونبه البرلماني عن فريق البيجيدي إلى أن هذه التجربة التربوية تحتاج مزيدا من التطوير والتحسين، حتى تساهم بفعالية في تطوير الأداء التربوي بالمغرب، مطالبا الوزارة الوصية بالكشف عن خطة لاستمرار التعليم عن بعد، في حدود مواد أو وحدات معينة بعد انتهاء أزمة جائحة “كورونا”، قصد تطوير هذا الشكل التواصلي وتنويع العرض.أما البرلمانية حياة بوفراشن، عن فريق الأصالة والمعاصرة، فقد دعت إلى اعتمادBIG DATA “البيانات الضخمة” لتجميع بيانات المواطنين، موضحة أن “ظهور فيروس “كورونا” بصورة مباغتة، جعل عجلة اقتصاد العالم تتوقف بشكل مفاجئ، الأمر الذي أفضى بالعديد من الدول التي تفشى بها هذا الفيروس، إلى التفكير في ابتداع الحلول المناسبة والكفيلة بمحاصرة آثاره السلبية على الدخل الفردي والمؤسساتي”.
ودعت البرلمانية المعارضة إلى الاقتداء بتجارب كل من كوريا الجنوبية وتايوان والصين، التي اعتمدت، بالدرجة الأولى للخروج من هذه المحنة، على “البيانات الضخمة” والتدخل عبر الذكاء الاصطناعي للتحكم في الحركية السكونية، مشددة على فعالية وآنية الاعتماد على الرقمنة.وتساءلت بوفراشن، في سؤال للحكومة، “ألم يحن الوقت، ونحن نعتمد على الرقمنة في حياتنا اليومية خلال الحجر الصحي، لاعتماد المغرب على منصة مندمجة للبيانات الضخمة؟”.. داعية إلى اعتماد مقاربة التقائية في تجميع البيانات من المصالح الحكومية وشركات الاتصال ومؤسسات التأمين الصحي، وغيرها من المصادر التي من شأنها مَركزة بيانات المواطنين وإعداد السجل الوطني الموحد.
أما البرلماني عبد الله مسعودي، عن فريق التجمع الدستوري، فقد طالب الحكومة بالكشف عن التدابير التي سيتم اتخاذها مستقبلا لاستثمار نظام العمل عن بعد بالإدارات العمومية، مشددا على أهمية تقييم هذا النظام بالإدارات العمومية خلال فترة الحجر الصحي.ويرى البرلماني، المنتمي إلى الأغلبية، أنه في إطار التدابير الوقائية والاحترازية للحد من تفشي وباء “كورونا” المستجد، تمت إعادة تنظيم العمل بالإدارات العمومية، من خلال تطوير وتنويع الوسائل المتاحة للعمل عن بعد، مشيرا إلى أن هذا النظام استعمل في الحالات التي تتطلب تأدية الأعمال وإنجاز المهام من خارج مقر العمل، لضمان استمرارية المرفق العام في تقديم الخدمات العمومية.