مابريس – ج و
اكتسح برشلونة غريمه التقليدي ريال مدريد على أرضه وأمام جماهيره برباعية نظيفة في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب سانتياجو بيرنابيو لحساب الجولة الـ12 من الدوري الإسباني، وهي نتيجة ستخلق أزمة كبيرة داخل الفريق المدريدي.
كلاسيكو الأرض كان بتحديات كبيرة بغض النظر عن الندية التاريخية بين الفريقين، فريال مدريد كان أمام فرصة لاستعادة الصدارة التي فقدها في الجولة الماضية خاصة وأنه يلعب على أرضه وأمام جماهيره، أما البرسا، فقد كان يعلم أن الفوز في سانتياجو بيرنابيو سيعطيه دفعة صاروخية للتغريد وحيدًا في الصدارة والاقتراب من لقب الخريف.
بداية المُباراة التي انتظرها أكثر من نصف مليار مُشجع عبر العالم كانت مُتكافئة نوعًا ما، حيث تمكن
من السيطرة في أول خمس دقائق قبل أن يضع برشلونة يده على الكرة ويكتسح بعدها اللقاء طولًا وعرضًا أمام ردة فعل شبه معدومة من الفريق الملكي.
أطوار النصف الأول من اللقاء كانت جلها (حتى لا أقول) كلها في صالح الفريق الكتلوني الذي استغل التقدم المُبالغ فيه لخط وسط الريال والمساحات بين خط الوسط وخط الدفاع لإلحاق ضرر كبير بمرمى الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس.
أول فرص اللقاء كانت عن طريق الفريق الملكي في الدقيقة التاسعة عندما انطلق كريستيانو رونالدو من الجهة اليسرى فاستغل سرعته من أجل التفوق على ماسكيرانو والتوغل لمنطقة الجزاء ثم تمرير كرة عرضية لقلب المنطقة المحرمة تعامل معها برافو بشكل جيد جدًا ليُبعدها عن مرماه.
لكن رد البلاوجرانا كان قاسيًا جدًا، حيث استغل سيرجي روبيرتو المساحات الكبيرة في خط وسط الريال لينطلق دون أي مضايقة تُذكر ثم مرر كرة بينية رائعة للويس سواريز الذي لم يتوان عن تسديد كرة رائعة بباطن القدم فتفوقت على كيلور نافاس وسكنت الشباك اليُمنى معطية التقدم للبرسا.
الهدف الأول لم يزد برشلونة سوى تفوقًا، حيث واصل رجال لويس إنريكي تطبيق كل ما قيل داخل غرفة الملابس، مع إضافة كبرى تجلت في نثر إنييستا لسحره في كل أرجاء الملعب، قبل أن تتاح فرصة من ذهب أخرى لسيرجي روبيرتو الذي تواجد في وضعية مثالية داخل منطقة الجزاء لإضافة الهدف الثاني، لكن تسديدته علت المرمى وسط سخط من لويس إنريكي.
ردة فعل ريال مدريد كانت مُحتشمة جدًا رغم أن البرسا اضطر في الدقيقة 28 للتخلي عن أحد قادة دفاعه “ماسكيرانو” بداعي الإصابة، فلم يتدخل برافو سوى في مرات نادرة وفي فرص كانت من أخطاء فردية للاعبي البرسا أكثر منها هجمات منظمة للاعبي الريال.
وسط كل ذلك، كان من الواضح أن برشلونة سيضيف الهدف الثاني، وهو ما تحقق في الدقيقة الـ38 حينما
تمكن نيمار جونيور من إضافة الهدف الثاني مستغلًا انطلاقة ثم تمريرة بينية رائعة من إنييستا لينفرد بكيلور نافاس عبر الجهة اليُسرى ويضع الكرة تحت ذراعه مضاعفًا تقدم فريقه وسط استغراب كبير في البيرنابيو.
لكن تلك الحصة لم تكن كافية للبرسا على ما يبدو، فلاعبوه كانوا قريبين جدًا من إضافة الهدف الثالث في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الأول بعد أن انطلق نيمار عبر الرواق الأيسر، فتلاعب بدانيلو ثم مرر كرة رائعة لسواريز الذي سدد الكرة في اتجاه المرمى فتفوقت على كيلور نافاس لكن رأسية مارسيلو أنقذت فريقه من فضيحة كبيرة منذ أول 45 دقيقة.
الجماهير الملكية رفعت المناديل البيضاء أثناء توجه اللاعبين مطأطئي الرأس لغرفة الملابس، فيما بدا لاعبو البرسا في أبهى حللهم…وهو ما أعطانا فكرة ولو نسبية عن ماذا سيحصل في غرفة ملابس الفريقين.
بداية الشوط الثاني عرفت بعض التحركات من ريال مدريد الذي تحصل على فرصتين في أول 5 دقائق، حيث وجد مارسيلو نفسه أمام مساحة كبيرة في الجهة اليسرى، فانطلق ثم سدد كرة ارتطمت بماثيو وتحولت لركلة ركنية…خاميس حاول إعادة فريقه للمباراة بدوره بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء، لكن يد برافو كانت في المكان المُناسب لإنقاذ فريقه.
رد برشلونة كان قويًا في الدقيقة 52 من ركلة حرة مباشرة نفذها نيمار من على مشارف منطقة الجزاء، فكادت تتهاوى الكرة في المرمى لولا تألق كبير لكيلور نافاس الذي عاد للظهور كمنقذ ريال مدريد…لكن تألق نافاس لم يكن كافيًا لمنع الريال من تلقي الهدف الثالث منذ الدقيقة الثالثة حينما تمكن برشلونة من تسجيل هدف رائع جدًا من مترابطة ثنائية بين إنييستا ونيمار، حيث أعاد البرازيلي الكرة بالعقب للرسام الذي أطلق تسديدة صاروخية على يسار نافاس الذي لم يجد لا حولًا ولا قوة للتدخل فتحولت النتيجة لثلاثية نظيفة لصالح البرسا.
ردة فعل الريال كانت مُحتشمة جدًا، وتلخصت في تسديدة من كاربخال ارتطمت في الدفاع قبل التحول للركنية،
ثم كرات لم تقلق راحة برافو اللهم انفراد لكريستيانو في الدقيقة الـ69 بعد هجمة مرتدة قادها بيل، لكن الحارس التشيلي تدخل بوجهه لينقد مرماه.
البرسا واصل خلق الرعب في مناطق الريال خاصة بعد دخول ليونيل ميسي الذي زاد مهمة الفريق الملكي سوءً، فكاد الهدف الرابع يأتي في أكثر من مناسبة، لكن تدخلات إعجازية من فاران حينًا وراموس حينًا آخر أجل ذلك، قبل أن ينجح سواريز في تعميق جراح البرسا في الدقيقة الـ74 مستغلًا مترابطة ثلاثية بدأت من قدم ميسي الذي أهدى ألبا تمريرة ساحرة، هذا الأخير لمح سواريز في العمق ليمرر كرة بينية وضعته وجهًا لوجه أمام كيلور نافاس الذي خسر المواجهة الثنائية مجددًا جراء تسديدة ذكية جدًا من الأوروجوياني الذي حول النتيجة لرباعية نظيفة.
اللقاء توتر في دقائقه الأخيرة، فكثرت صافرات الحكم وتعرض إيسكو للطرد في الدقيقة الـ84، علمًا أن بنزيمة تحصل قبلها على فرصة لإنقاذ ماء وجه ناديه، لكن رأسيته قوبلت بتدخل مميز لبرافو الذي أبى إلا أن يُحافظ على نظافة شباكه، فيما أضاع منير انفرادًا سهلًا، فانتهت المباراة بفوز البرسا برباعية نظيفة، وهي نتيجة رفعت رصيد البرسا لـ30 نقطة، فيما تجمد رصيد الريال في 24 نقطة بالمركز الثاني مؤقتًا.