بدموع الحسرة.. مأساة ساكنة “عنق الجمل” بعد هدم منازلهم
يستعد حي «عنق الجمل» غير المؤهل للسكن، الواقع في نفوذ جماعة سلا، لعملية إخلاء وهدم ضمن مشروع تأهيل وادي أبي رقراق. وقد أثارت الإشعارات التي تلقتها الأسر القاطنة بالحي مخاوف كبيرة بشأن مستقبلها ومصيرها بعد الإخلاء. ويضم حي عنق الجمل حوالي 700 مسكن مبني على سفح تلة تطل على وادي أبي رقراق، ويؤوي ما يقارب 3,000 أسرة تعيش في ظروف معيشية صعبة، رغم إدخال شبكة الماء الصالح للشرب والكهرباء مؤخرًا. كما يتوفر الحي على مدرسة ابتدائية تابعة لوزارة التربية الوطنية، مما يبرز أهميته الاجتماعية لسكانه. ووفق معاينة كاميرا “مابريس”، باشرت السلطات المحلية عمليات إحصاء للأسر داخل المنطقة. وقد عبر السكان عن قلقهم العميق، مشيرين إلى أن المهلة الممنوحة لهم للإخلاء لا تتعدى خمسة أيام، دون تقديم ضمانات واضحة بخصوص حقوقهم أو وجهتهم المستقبلية. وذكر بعض السكان أن جزءًا منهم يمتلك المنازل بينما يعتمد الآخرون على الاستئجار. وأوضحوا: «لا نعلم إلى أين نذهب. ليست لدينا الإمكانيات لشراء أو استئجار منزل جديد. كل ما نطالب به هو احترام حقوقنا وإيجاد بدائل منصفة». وتشير مصادر مطلعة إلى أن السبب الرئيسي وراء الهدم هو دراسة أجرتها شركة “ريضال” تؤكد خطورة التربة في المنطقة، حيث قد يؤدي أي هطول غزير للأمطار إلى انهيارات أرضية تشكل خطرًا على حياة السكان. ويربط سكان الحي عملية الإخلاء والهدم بمشروع تطوير وادي أبي رقراق، في إطار استعدادات المغرب لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، مما يثير تساؤلات حول مدى تحقيق توازن بين متطلبات التطوير العمراني وحماية حقوق المواطنين.