باكستاني شاب يحجز موقعا له بين أفضل المقرئين في العالم
اسلام اباد, 17-4-2021 (أ ف ب) – اتبع الباكستاني حسن علي كاسي ابن الحادية والعشرين من العمر نظاما قاسيا ليصبح قارئ قرآن لامعا ، مع تمارين صوتية طويلة وممارسة اليوغا وحمية غذائية خاصة… ويبدو أن جهوده أتت ثمارها.
فقد فاز الشاب أخيرا في مسابقة دولية جرت عبر الإنترنت لأفضل المقرئين في العالم بعد منافسة محتدمة مع مشاركين من 25 بلدا آخر.
ويحظى المقرئون في باكستان، كما في سائر البلدان المسلمة، باحترام كبير وي كلفون إمامة الصلاة في المساجد أو تعليم النصوص الدينية لتلامذة المدارس القرآنية المنتشرة بأعداد كبيرة في هذا البلد الإسلامي الضخم الذي يتخطى عدد سكانه 220 مليون نسمة، أكثر من 95 % منهم مسلمون.
ويشير حسن علي كاسي لوكالة فرانس برس في إسلام آباد إلى ضرورة توافر شروط أساسية لدى الراغبين في تجويد القرآن بصورة سليمة، بينها خصوصا إجادة النطق باللغة العربية، وهو أمر صعب أحيانا على الباكستانيين الناطقين بلغة البلاد الأم، الأوردو.
ويتعل م المقرئون أيضا طريقة التحكم بالصوت والنطق السليم لأداء الآذان.
وخلال المسابقات، قد تصل مدة التجويد إلى خمس عشرة دقيقة، ما يتطلب تمارين مكثفة على الأداء وتحسين التنفس. ويشارك حسن علي كاسي، وهو طالب دراسات إسلامية في إحدى جامعات إسلام آباد، في حصص تأمل ويوغا لمساعدته في هذه المهمة. كما يمر ن صوته باستمرار.
ويقول كاسي “على المقرئ أن يتمكن من التجويد لفترة لا تقل عن خمسين ثانية متواصلة من دون التقاط أنفاسه”.
ويوضح كاسي “الحنجرة شديدة الحساسية. على القارئ أن يتفادى شرب المياه الباردة أو تناول الأطعمة الدسمة لأنها تتسبب بإفرازات كثيرة تؤدي إلى مشكلات في الصوت عندما نبلغ الطبقات المرتفعة” خلال التجويد.
وهو تعل م هذا الفن من والده ونال سريعا التقدير في باكستان حيث حصد مكافآت كثيرة قبل أن يفرض نفسه أيضا على الساحة الدولية.
وي رصد مقرئون كثر في المدارس القرآنية الباكستانية التي تقدم حصص تحفيظ القرآن للفتية الذين لا يفهمون في أغلب الأحيان اللغة العربية.
وتركز المدارس الباكستانية على هذه الحصص الدينية على حساب مواد تعليمية أخرى، فيما يتهم البعض هذه المؤسسات التعليمية الدينية بزرع مفاهيم متشددة لدى الطلبة.
لكن هذه المواقع تشكل لملايين الفتية الآتين من مناطق مختلفة بعضها يعاني فقرا مدقعا في البلد المحافظ للغاية، الطريق الوحيد للتعليم إذ توفر لهم الملجأ والملبس والمأكل. وتفتح مدارس قرآنية قليلة جدا أبوابها للفتيات.
ويمكن للأطفال الذين يكملون تعليمهم أن يصبحوا مدر سين أو يتولوا إمامة المصلين في المساجد حول العالم، رغم أن ذلك قد لا يدر أموالا كثيرة عليهم.
ويقول عبد القدوس الناطق باسم “وفاق المدارس العربية”، إحدى أكبر مجموعات المدارس القرآنية في البلاد “يجب العمل بجد ” في هذا المجال.
ويضيف “الصوت هبة من الله. لكن يجب تشذيبه”.
ويذك ر عبد القدوس بأن مئات الأئمة في بلدان الشرق الأوسط تتلمذوا في المدارس القرآنية، فيما يعلم خريجون آخرون القرآن عبر الإنترنت لباكستانيين مقيمين في أوروبا أو الولايات المتحدة.
ويعزو حسن علي كاسي، الذي يتدرب لساعات طويلة قبل أي مسابقة، نجاحه إلى الكفاءة العالية لمدر سيه. ويقول “عندما تتبعون مقرئا جيدا، يمكنكم إسماع صوتكم في العالم أجمع”.