انقسام أوروبا والولايات المتحدة بسبب روسيا

0

نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالا لمحللها السياسي مكسيم يوسين عن ردة فعل ألمانيا والنمسا على تشديد واشنطن العقوبات ضد روسيا.

كتب يوسين:

Коммерсант مكسيم يوسين

نشر موقع وزارة الخارجية الألمانية بيانا مشتركا لوزير خارجية المانيا زيغمار غابرييل ومستشار النمسا كريستيان كيرن، ينتقدان فيه بشدة حليفهما الرئيس – الولايات المتحدة، وذلك بسبب إقرار الكونغرس بالإجماع تقريبا مشروع قانون بتشديد العقوبات الأمريكية على روسيا.

ويتهم السياسيان غابرييل وكيرن المشرِّعين الأمريكيين بالضغط من أجل مصالحهم التجارية (الغاز والنفط)، في محاولة منهم لإخراج روسيا من سوق الغاز الأوروبية، والضغط المرفوض على الشركات الأوروبية التي تساهم في مشروع "السيل الشمالي-2"، وتهديدها بفرض غرامات عليها. وهذا "تحدٍ سلبي جدا" للعلاقات الأوروبية–الأمريكية، بحسب غابرييل وكيرن. وعلاوة على هذا، يحذر السياسيان: من أن خطر فرض عقوبات جديدة ضد روسيا من جانب واحد، يهدد بـ "تقليص فعالية" الجهود المشتركة للغرب لتسوية النزاع الأوكراني.

ويؤكد الكاتب أهمية هذه الانتقادات للأسباب التالية:

أولا، لم يسبق أن انتقد مسؤول رفيع المستوى من دول الاتحاد الأوروبي بهذه الشدة نهج ساسة الولايات المتحدة تجاه روسيا.

ثانيا، إن ألمانيا الزعيمة الرسمية للاتحاد الأوروبي والنمسا المشتركة معها عمليا تدخلان في الصراع السياسي الداخلي للولايات المتحدة، بدعمهما لطرف معين. والمقصود إدارة دونالد ترامب، التي حاولت على لسان وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحذير الكونغرس من مغبة إقرار المشروع بصيغته الأولية، ولكنها لم تنجح، بينما أعرب السياسيان الأوروبيان في بيانهما عن دعمهما لـ "جهود وزارة الخارجية بشأن تغيير مشروع القانون المذكور".

وثالثا، تلقت موسكو إشارة مشجعة من ألمانيا (التي يرتبط بها بالدرجة الأولى تنفيذ مشروع "السيل الشمالي-2") بأنها مستعدة للدفاع عنه، حتى وإن تطلب ذلك النزاع العلني مع مجلس الشيوخ الأمريكي.

ورابعا، إن أوروبا، التي أساءت إليها القرارات الأخيرة لواشنطن، وخاصة الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، توضح لترامب وللكونغرس أنها لا تنوي دعم جميع مبادراتهما في السياسة الخارجية، وسوف تنطلق من مصالحها ومبادئها.

وينهي مكسيم يوسين مقاله بالقول إن العلاقات عبر الأطلسي على ما يبدو، دخلت على وجه العموم مرحلة جديدة، وأن مسألة روسيا فاجأت الكثيرين وأصبحت أحد المؤشرات للتغيرات المقبلة.

ترجمة وإعداد: كامل توما

قد يعجبك ايضا

اترك رد