انطلاق قمة بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة عربية ودولية واسعة وبغياب سوريا ولبنان
إنطلقت في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، وقائع مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة 9 دول غالبيتها دول الجوار الإقليمي ومنظمات عربية ودولية، في مؤتمر تسعى فيه حكومة رئيس الوزراء مصطفي الكاظمي ضمانات لاستقرار العراق وإبعاده عن التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية.طفى
ورغم عدم إعلان جدول أعمال المؤتمر أو القضايا التي سوف تناقَش فيه، لكنه وطبقاً لما أعلنه الناطق باسم المؤتمر الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية العراقية نزال الخير الله، فإن “القمة لن تناقش القضايا الخلافية بين دول المنطقة”، مضيفاً أن القمة ستركز على استقرار العراق وسيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وبحسب مصادر عراقية فإن المؤتمر سيناقش ملفات تتعلق بتوسيع الشراكة الاقتصادية ومحاربة الإرهاب ودعم مشاريع إعادة الإعمار في العراق وتوسيع التعاون بين العراق ودول الجوار.
وتضم قائمة البلدان المشاركة كل من الإمارات والسعودية والكويت ومصر والأردن وقطر وإيران وتركيا وفرنسا وبغياب سوريا ولبنان إضافة إلى ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ودول العشرين والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول الواصلين إلى العراق للمشاركة في أعمال القمة، حيث إستقبله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بالقصر الحكومي في بغداد، قبيلانطلاق قمة دول جوار العراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي: إن فرنسا ساهمت في حرب بلاده على تنظيم داعش الإرهابي، مضيفاً أن “العراق وفرنسا شريكان أساسيان في الحرب ضد الإرهاب”.
وأكد ماكرون أن تنظيم “داعش” هُزم على الأرض بسبب شجاعة القوات المسلحة العراقية.
وتابع: “حريصون على استقرار العراق وأمنه، وأحيي الجهود التي تبذلها الحكومة لتحقيق الاستقرار”.
واعتبر أن مؤتمر دول الجوار اليوم بمثابة نجاح حقيقي للعراق، متعهدا بدعم جهود بغداد لإعادة النازحين.
ومضى في حديثه: “نثني على التقدم الذي تحرزه الحكومة العراقية لإجراء الانتخابات المقبلة”.
ويزور ماكرون العراق على رأس وفد يضم الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد، إحدى السبايا السابقات لتنظيم داعش والتي ترفع الآن قضية الإيزيديات على المنابر الدولية، والكاتبة والناشطة النسوية كارولين فورست.
وسيكون ماكرون المشارك الوحيد في القمة من خارج المنطقة، وهو من القلائل الذين أكدوا حضورهم إلى بغداد حيث سيلتقي القادة العراقيين، إضافة إلى نظيره المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني.
وبحسب الرئاسة الفرنسية فإن ماكرون الذي قام بزيارة وجيزة للعراق في 2 أيلول/ سبتمبر 2020، يريد “إظهار دعمه للدور المحوري للعراق ولمكافحة الإرهاب وتنمية البلاد والمساعدة في تخفيف التوترات”.
وقال مستشار للرئيس الفرنسي، إنه: “كما هو الحال في منطقة الساحل، يتعلق الأمر بجوارنا وأمننا القومي. وفرنسا حريصة على مواصلة هذه المعركة في العراق وأماكن أخرى لتجنب عودة ظهور داعش”.
ويقول محيط رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن ثمة رغبة في أن يلعب العراق “دوراً بناء وجامعاً لمعالجة الأزمات التي تعصف بالمنطقة”.
كما وصف نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، اليوم السبت، العاصمة العراقية بغداد بـ”عاصمة العالم وبيت حكمة البشر”.
وكتب على حسابه في تويتر: “وصلنا بحمد الله بغداد، عاصمة الرشيد والمأمون وعاصمة العالم، دار السلام، بيت حكمة البشر”.وأضاف: “بغداد الشعراء والأدباء والعلماء، بغداد دجلة والفرات، رغم جراحها متفائلين بعودتها ونهضتها ومجدها بإذن الله، حفظ الله بغداد، حفظ الله شعب العراق العظيم”.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، إن بلاده ترتبط بالشعب القطري بعلاقات قرابة وصهر مشددا على أن المصير الخليجي كان وسيبقى واحدا.وأرفق الشيخ محمد بن راشد في تغريدة له على حسابه على تويتر صورا من لقاء جمعه بأمير قطر تميم بن حمد على هامش قمة دول جوار العراق المقرر أن تنطلق في بغداد اليوم السبت.
وفي تغريدته، قال محمد بن راشد: “أثناء لقائي مع أخي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر حفظه الله”.
وأضاف أن “الأمير تميم شقيق وصديق.. والشعب القطري قرابة وصهر .. والمصير الخليجي واحد .. كان وسيبقى”.ومن المقرر أن يشارك نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في قمة دول الجوار الإقليمي للعراق.
وذكرت مصادر في الحكومة العراقية أن وقائع المؤتمر انطلقت في الساعة الحادية عشرة بتوقيت بغداد وتستمر لغاية الساعة السادسة مساء في المبنى الحكومي بداخل المنطقة الخضراء، فيما تم تهيئة مركز إعلامي داخل فندق الرشيد لتغطية وقائع المؤتمر.
واستقبلت نقابة الصحفيين العراقيين صحفيين وإعلاميين من 10 بلدان عربية واجنبية لتغطية فعاليات مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة.وأعلنت السلطات الأمنية خطة أمنية لتأمين عملية انعقاد مؤتمر القمة ونشرت قوات عسكرية وأمنية في جميع الطرق التي ستمر بها مواكب ضيوف العراق من دون تطبيق إجراءات حظر التجوال.وزينت شوارع بغداد بأعلام الدول المشاركة في مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة.