وعلى امتداد زهاء ساعتين، اهتزت منصة الموسيقى الدولية في ثاني أيام مهرجان “موازين..إيقاعات العالم”،على أغاني ديرولو،فتمايلت الأجساد وولوحت الأيادي وصدحت الحناجر بترديد لازمات الأغاني المشهورة منها في أجواء صخب جنونية.
واستعرض ديرولو أمام جمهور تشكل أساسا من الشباب والفتيان، مواهبه الاستثنائية في الرقص والغناء، مقدما للجمهور المغربي فكرة ملموسة عن سر النجاح الباهر الذي حقق في سماء الأغنية العالمية في مسيرة غنائية بالكاد أطفأ شمعتها الخامسة.
فوسط عتمة منصة السويسي، التي أطفئت أضواؤها بغتة، اعتلى ديرولو المنصة ممتطيا مصعدا كهربائيا، ملهبا حماس الجمهور بأداء “إن ماي هيد” و”واتشا ساي” و”رايدين صولو” من ريبرتوار ألبومه الأول، الذي لم يكن ليحمل من الأسماء إلا إسم المغني الشاب القادم بثبات نحو العالمية، “جايسون ديرولو”، قبل أن يذهل الحضور بصوته الدافئ حاملا إياهم إلى عوالم الرومانسية بأغنية “ويل يو ماري مي”، والتي رافق أداءها ازديان شاشات المنصة بصور رجال من مختلف الأجناس يطلبون يد حبيباتهم للزواج.
وأمام ترتيب جديد لفضاء المنصة اختير بعناية لمحاكاة الأحياء الهامشية التي عادة ما يجتمع في أركانها المولعون بتشخيص أغاني موسيقى “الآر أند بي” و”الهيب هوب”، توقف الغناء أكثر من مرة ليفسح المجال أمام أحاديث الشارع التي تجاذب أطرافها ديرولو والراقصون المرافقون له، والذين تخلوا عن قمصانهم لينخرطوا في مسلسل من التحديات لأداء أصعب الحركات الاستعراضية وإبراز القدر الأكبر من القوة والرشاقة.
ولما عاد الغناء، حمل معه باقة من أحدث وأشهر وأصخب أغاني ديرولو إيقاعا، بدء من ألبوم “فيوتشر هيستوري”، الذي اختار منه “أيد فايت فور يو” و”إت غورل” و”بريذين” و”ذو لايتس أون”، وألبوم “تاتوز” الذي جعل من ابن الرابعة والعشرين ربيعا، علامة بارزة في الساحة الموسيقية العالمية، من قبيل “ترامبيت”،و”ذي آدر سايد” و”تولك ذورتي” اللتين من فرط التفاعل الذي أبداه الجمهور معها أعاد ديرولو أدائهما خلال الحفل. ولم يكن ليودع ديلورو جمهوره الكبير دون إهداءه أغنية “ويغل”، التي تكرسآخر حلقات نجاحه ببلوغها في ظرف وجيز المراتب الأولى في تصنيف البيلبورد لأحسن أغاني “الآر أند بي” و”الهيب هوب”، وتحقيقها أرقام مشاهدة قياسية على اليوتيوب.
وشهد الحفل تجاوبا منقطع النظير بين الفنان وجمهوره المغربي، حيث وصف وصف الشعور الذي انتابه وهو يغني له ب “العائلي”، وعاد بعدما هم الجمهور بالخروج ظنا منهم بأن الحفل انتهى ليقول لهم “إنه يريد أن يغني هنا كل ليلة” ويهديهم أغنيتين إضافييتين. وبلغت الحميمية أوجها بنزوله من على منصته ومصافحته للجمهور الذي احتل الصفوف الأمامية من المنصة.
كما تغنى الفنان الأمريكي، الذي أبدى في تصريح للصحافة قبيل الحفل إعجابه بالمملكة، بالمغرب في أكثر من مقطع من الأغاني التي أداها، والتحف العلم المغربي وهو يغني أغنية “أيد فايت فور يو” (سأقاتل من أجلك).
وكان ديرولو قد كشف خلال ندوة صحفية بدار الفنون ساعات قبل الحفل، أن مايكل جاكسون وجاستين تيمبرليك وآشر شكلوا مصدر إلهام بالنسبة إليه، مبرزا أن أهم شيء في مسيرة المغني هي تواصل نجاحاته.
ونصح المغني الأمريكي الفنانين الشباب في العالم العربي، بنهج أسلوب خاص بهم وعدم الانجرار وراء التقليد، مبرزا أن نجاحه الحقيقي تحقق عندما تحرر من البحث عن الأسلوب الكفيل بنيل إعجاب الجمهور وأطلق العنان لطاقته الإبداعية.
وتحدث ديرولو عن موهبتيه في الرقص والغناء، مبزرا الجهد الكبير الذي بذله وساعات التدريب الثمانية يوميا لاستئناف مساره الفني بعد توقف اضطراري بسبب حادثة تسببت في إصابته على مستوى العنق، مشيرا إلى أنه بالرغم من إجادته الكبيرة للرقص وتطور أدائه على الخشبة باستمرار، فإن الموسيقى والكلمة تبقى هي الأهم بحكم أنها تتحدث إلى الناس وتعبر عن أفراحهم.
وتميز صاحب “تولك دورتي”، منذ بداياته عام 2009، بتحطيم جميع الأرقام القياسية، مسجلا بيع 15 مليون ألبوم في الولايات المتحدة و 25 مليون في باقي العالم، وذلك بفضل قطع مصنفة في المقدمة مثل “ذي آذر سايد” و”واتشا ساي” و”دونت وانا غو هوم” و”إن ماي هيد” و “رايدين صولو”.
ويستضيف مهرجان “موازين..إيقاعات العالم”، المتواصلة فعالياته حتى السابع من يونيو المقبل بالعاصمة الرباط، حوالي 1500 فنان، من بينهم أكبر الأسماء في الساحة العالمية والمغربية والعربية.