“الملل” يتسرب الى نفوس المغاربة ومخاوف من تفشي بؤر فيروسية جديدة بعد حالات “التراخي”

0

تعيش مجموعة من المدن المغربية في اﻵونة الأخيرة حالات من الخرق الجماعي لحالة الطوارئ الصحية، واجتاحت الصور الموثقة لحالات التراخي منصات التواصل اﻹجتماعي بشكل مقلق ومثير، يوحي بأن المغاربة يعيشون أجواء عادية وبعيدة عن الحجر الصحي.ورصدت الصور في مختلف المناطق مجموعة من التجاوزات، وحوادث بالجملة ناجمة عن اﻹكتضاض في زمن الحجر الصحي، يرافقها احيانا كلام نابي، واكتضاض في الأسواق الشعبية، خصوصا عند بائعي الأسماك والخضر سيفتح المجال لخلق بؤر وبائية جديدة، قد تساهم في رفع أرقام المصابين بالفيروس.

وتقلص الدور الحماسي للسلطات المحلية في تطبيق وفرض القانون بالعديد من المدن المغربية، والذي أبدته في بداية اﻹعلان عن حالة الطوارئ، بسبب تداعيات كوفيد 19، حيث عادت صور الحياة العادية تدب في جل المدن المغربية، خصوصا الكبرى منها، امام موجة التراخي السائدة، وكذا الملل الذي تسرب الى نفوس العديدين.وعن الملل السائد لدى الكثير من المغاربة بسبب حالة الطوارئ الصحية، يقول اﻷستاذ الباحث في علم النفس نور الدين بكاوي، لموقع “عبر” أن ملل الكثير من اﻷفراد يأتي من طول الفراغ، والبعد عن الحياة اﻹجتماعية في هذه الظروف اﻹستثنائية بسبب الحجر الصحي، وكذا لعدم الشعور بأهمية الوقت المتاح في هذه اﻵونة.

واشار اﻷستاذ الباحث، أن البعض يتسرب اليه الشعور بالملل دون أن يعلم ما هو، بسبب عدم وجود ما يملئ به الفراغ المتاح في حالة الطوارئ، ملحا في ذات الوقت على وجوب ممارسة الرياضة المنزلية، كونها تساعد على التفكير السليم، وكذا التحدث مع اﻷصدقاء عبر التقنيات الرقمية، ﻹفراغ ما يضيق به الصدر من مشاكل ستفتح بدون شك ابوابا كانت مغلقة.وزاد الأستاذ أن فضول المعرفة وتغذيته بالقراءة، ومشاهدة البرامج الهادفة، قد تخلص المرء من تسرب الملل اليه، وكذا اكتشاف مبادئ تعاليم ديننا الحنيف، واﻹخلاص في العبادة واستخلاص دلالات اﻹعجاز العلمي ومشاركة اﻻصدقاء في ذلك.

وختم الأستاذ بأن تعلم التكنولوجيا العصرية، قد يقدم خدمات رفيعة في هذا الصدد، وكذا متابعة تطورات هذه الأجهزة، حيث يمكن لآلة التصوير أن ترينا الكثير من جمال الكون والملكوت الرباني.وأمام تصاعد وتيرة الملل عند المغاربة وعدم التزام الكثيرين بالحجر الصحي، دقت مديرية علم الأوبئة ناقوس الخطر، باعلانها أن أغلب الحالات التي يتم تسجيلها، يتم اكتشافها ضمن بؤر في الأوساط العائلية، أو الصناعية، أو التجارية، الناجمة عن هذه التجمعات، وهو امر يدعو الى مزيد من الحيطة والحذر من الفيروس، وكذا اﻹلتزام بقواعد الحجر الصحي.ويزداد قلق المغاربة من حالات التراخي والملل السائد لدى العديدين، وهما عنوانين كبيرين يجب تداركهما في هذه المرحلة اﻹستثنائية الحرجة، لتجنب أي كوارث محتملة لظهور بؤر فيروسية جديدة، ستساهم في رفع حصيلة المصابين بالعدوى الى أعداد كبيرة.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد