المغرب يحتفل باليوم العالمي للأشخاص المسنين

0

احتفل المغرب، على غرار بلدان أخرى من المعمور، يوم الأحد، باليوم العالمي للأشخاص المسنين، الذي يعد مناسبة لإثارة الانتباه إزاء هذه "النخبة من الحكماء"، وتثمين مساهمتهم في المجتمع.

ويتوخى من الاحتفال بهذا اليوم الدولي الذي اختير له هذه السنة شعار "'الخطى نحو المستقبل.. من خلال اكتشاف مواهب المسنين ومساهماتهم ومشاركاتهم في المجتمع"، خلق بيئة ملائمة لتمكين وتوسيع عطاء الأشخاص المسنين داخل عائلاتهم ومحيطهم وداخل المجتمع.

ويتعلق الأمر ، أيضا ، بمناسبة لإبراز المبادرات والجهود المبذولة من طرف المغرب الرامية إلى تحسين شروط حياة هذه الفئة من أجل بناء مجتمع متكافئ بالنسبة لكافة الأعمار، خاصة وأن الشيخوخة لها انعكاس نفسي واجتماعي واقتصادي على المسن.

وإذا كان التضامن تجاه الأشخاص المسنين يعد ، من دون شك ، مطلبا أخلاقيا وواجبا إنسانيا، فإن ذلك يظل في الوقت الحالي موضع مد وجزر نتيجة التحولات الاجتماعية.

وفي المغرب، لم يفتأ عدد هاته الشريحة يزداد سنة بعد أخرى حتى وإن كان وزنها الديمغرافي لازال ضعيفا، وتزداد معه مسألة هشاشتها الاقتصادية والاجتماعية التي باتت مطروحة بحدة.

وحسب المندوبية السامية للتخطيط، فإن عدد الأشخاص المسنين سيرتفع بنسبة 5، 3 في المائة في الفترة 2010 -2030 (مقابل 9، 0 بالنسبة لمجموع السكان)، بحيث سينتقل إلى 8، 5 ملايين سنة 2030، بما يمثل 4، 15 في المائة من حجم الساكنة مقابل 1، 8 في المائة حاليا.

ومن شأن هذا التحول في أعداد الأشخاص المسنين أن يطرح جملة من التحديات على مستوى العلاجات الطبية وخطط الضمان الاجتماعي.

وبالفعل، فقد أوصى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي خلال دورته ال53 العادية بإعداد "استراتيجية عمومية تدمج الحماية الاجتماعية للمسنين، تتوفر على سبل المواكبة والتطور، تأخذ في الاعتبار حقوقهم في الكرامة والمشاركة والاندماج الاجتماعي".

ومن جهتها، تعمل وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية ، كجهاز وصي ، من أجل تحسين مستقبل الأشخاص المسنين وشروط عيشهم وتعزيز ثقافة التضامن، لا سيما عبر توقيع اتفاقيات شراكة مع الجمعيات النشطة في المجال، في أفق تحسين جودة الخدمات الموجهة لهذه الفئة من المواطنين وتأهيل المراكز الاجتماعية.

وفضلا عن تنظيم حملة التضامن لفائدة الأشخاص المسنين، أطلقت الوزارة دعوة لحماية أولئك المسنين من لا مأوى لهم كمسؤولية تقع على كافة الفاعلين في المجتمع من أجل تكفل شامل ومندمج للأشخاص المسنين وتقوية ثقافة احترام الكرامة الإنسانية.

وأكثر من ذلك، وبهدف تكثيف السياسات والبرامج لفائدة هذه الشريحة والعمل على تخليصها من الهشاشة الاقتصادية والعزلة الاجتماعية، تتطلع الوزارة ، مستقبلا ، إلى إحداث مرصد وطني للأشخاص المسنين.

ويقضي هذا المشروع الاستراتيجي الذي لازالت دراسة جدواه قيد الإعداد، بالإطلاع على وضعية الأشخاص المسنين بالمغرب، من خلال مراقبة علمية تتمحور حول الإشعار والتقييم والاستباقية بخصوص وضعيتهم.

ومهما يكن، فإن وضعية المسنين يجب أن تكون في مقدمة المبادرات الرامية إلى تحسين والنهوض بحقوقهم وتشجيع اندماجهم عبر تثمين قدراتهم ومؤهلاتهم.

كما أن حماية الأشخاص المسنين مطالبة بالاندراج في إطار مقاربة حقوقية، طبقا لمضامين الدستور، لاسيما المادة 34 التي تقضي بحماية بعض الفئات ضمنهم المسنون.

واليوم العالمي للأشخاص المسنين هو أحد أعياد الأمم المتحدة، ومناسبة سنوية عالمية يتم إحياؤها في فاتح أكتوبر من كل سنة.

ويتم الاحتفال بهذا اليوم لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن، وبما أنجزه كبار السن للمجتمع.
ومع: 01/10/2017

قد يعجبك ايضا

اترك رد