المرأة بين نضال الحرية وفقدانها
ارتباطا بالأحداث التي تقع كل يوم، والتي تكون ضحيتها المرأة، تعددت الأقاويل، وكثرت الأسامي، وأصبحت حرية المرأة واستقلاليتها أداة لاثارة البلبلة والحديث الفارغ، مما جعلها قابعة في محيط لم تختاره. في كل مرة تتسابق فيها الأصوات، يركض المارة من هنا وهناك، ليعرفوا ما يحدث.. واذا بها مجموعة نساء يحاربن العالم من أجل كرامتهن، يلوحن بأيديهن ويصرخن بأعلى الأصوات؛ ثم وببرود جارح يضحك البعض، ويستغرب البعض الآخر. وتأتي مجموعة أخرى، تطالب بحصتها الذكورية، فهي لم تعد تكتفي بكونها انثى، ولأن المرأة في نظرها لا قيمة لها؛ ترغب بالكثير من الرجولة لكي تفرض وجودها. وهكذا تستسمر قصص النضال والحروب اللا منتهية. المرأة حرة بفطرتها، ومستقلة بذاتها سواء كانت بحجابها أو بدونه، لها من القوة مايكفيها أن تثبت كفاءتها في شتى المجالات، وان تواجه الأعباء النفسية وتعب الحياة. فهي اساس الوجود وتفسيره الوحيد، سخرها الله عز وجل، لمهام لا يقوى عليها أي أحد، وجعلها معنى التوازن والوسطية في الأمور . ولأنها امرأة فهي دنيا الحب ، وبحنانها ورقة قلبها وجمال أفكارها تخلق التغيير وتسير نحو الأفضل، وليس بمحاربة مجتمع يراها جسدا خاليا من العقل والكيان! المرأة ليست تلك التي يكتبون عنها في مواقع التواصل الإجتماعي؛ وليست تلك التي صنعتها أنت في مخيلتك، انها مختلفة تماما.. هي الأمل الذي يضيئ حياتك والحب الذي تحتاجه.
وهي السلام الذي يحاربه العالم ، ولا يستطيع الاستغناء عنه.
فرغم اننا نعيش داخل مجتمع متخلف جدا ، يقيس حريتك بلباسك ويعطي الحق للرجال فقط … مجتمع ذكوري مريض غير قادر على الاعتراف. يسلب منك ثقتك بنفسك ثم يتهمك بالتقيد، يكفي يا عزيزتي ان تكوني هادئة، وصبورة في نفس الوقت، فأنت الجمال، والروح النقية الصافية التي لا تعنيها خدوش الحياة؛ ولا تؤثر فيها مسلّمات الأعذار . احرصي على اتخاد قراراتك لوحدك، وان تكون عن قناعة شخصية، و ابتعدي عن التراجع والاستسلام. ابحثي عن العلم ، وحلّقي مع طيور الكتب المهاجرة للوصول الى رحاب المعرفة. ولا تكوني ضحية شعارات الحرية الزائفة و المساواة مع الرجل، فحينها وفقط تسقط منكِ حريتك وتصبحين كغيرك من -المتحررات- اللواتي لا يفقهن شيئا في التحرر. والأهم أن تتوقفي عن البحث عن الرجولة، وأن تكوني كما أنتِ، أن تحبي نفسك وتسعين الى تطويرها. تمتعي بأنوثتك واكسري نمط تلك الأنثى التائهة ، واجعلي منها أنثى لا تتوقف أحلامها عن التحقق، تترك أثرا بشخصيتها ونضج تفكيرها أينما حطت رحالها.
"هي الحياة
ومَن في ذاكَ يَعترضُ"