قال الطيب بلكوش، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، إن التحديات الكثيرة التي تواجه المنطقة المغاربية لا يمكن تجاوزها إلا بتحقيق الوحدة والاندماج بين الدول الخمس في المنطقة، مشددا على أن المدخل الأساسي لتحقيق هذه الوحدة هو فتح الحدود.
وأكد بلكوش في لقاء صحافي عقب اجتماعه بالحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب للمغربي، اليومالأربعاء، أن فتح الحدود “له رمزية كبيرة في السير قدما على الطريق نحو الاندماج المغاربي”، مشيرا إلى أن اندماج بلدان المغرب الكبير هو جزء من الاندماج الإفريقي.
في هذا الإطار، أشار بلكوش إلى أن استفادة بلدان المنطقة من تأثير اتفاقيات التبادل التجاري الحر بإفريقيا، والتي دخلت حيز التنفيذ، تقتضي تنسيق مواقفها، بعد أن اصبحت الاتفاقية المذكورة ملزمة لها سياسيا وأخلاقيا، والتعاون على جعل الفوائد المتوقع جنيها منها أكثر وقعا على البلدان الخمس.
واستطرد المتحدث ذاته أن تنسيق البلدان المغاربية لمواقفها سيمكّنها من كسب مجموعة من التحديات، كتحدي تشغيل الشباب وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة؛ وهو ما سيمكّن من خلق فرص الشغل، خاصة للشباب.
من جهته، قال الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي، إن الأفق المغاربي “حتمي، وبناء مجموعة مغاربية متكاملة على المستوى الاقتصادي والمؤسساتي حتمية كذلك، لأسباب مختلفة؛ منها أننا نعيش زمن العولمة التي تجاوزت الحدود القطرية لكل بلد، ولأن المجموعات الاقتصادية الكبرى هي المؤثر على القرار العالمي وعلى التوازنات الجيو سياسية والاقتصادية”.
المالكي اعتبر شدد على أن “بناء المغرب الكبير مطلب تاريخي وحضاري، لعواملَ؛ منها عواملُ ذاتية، كاللغة والثقافة والدين والتاريخ المشترك، ما يجعل بناء المغرب الكبير ضرورة”، مضيفا “ثم إن هذا المطلب مطلب شعبي لشعوب الدول المغاربية الخمس”.
وأكد رئيس مجلس النواب المغربي أن معالجة إشكالية العطالة في البلدان المغاربية “لا يمكن أن تتم بدون إستراتيجية تهم البلدان الخمسة، ولا يمكن التفاوض مع الشركاء الآخرين بدون موقف قوي موحد. كما أننا لا يمكن أن نكون وازنين في أي مجال خارج وداخل المنطقة بدون توحيد مواقفنا”.
ونبّه المالكي إلى المخاطر التي تحيق بالمنطقة جراء تشرذم دولها، خاصة في الجانب المتعلق بالأمن والاستقرار، قائلا: “لا يمكن استتباب الأمن والاستقرار إلا ببناء مجموعة اقتصادية ومؤسساتية قوية، على أساس احترام الشؤون الداخلية للدول والشعوب”.