الطبيب المنسي الذي غيَّر وجه الطب الحديث.. هل كانت العنصرية سبباً لإهمال سيرة فريدرك أكبر محمد؟

0

الطبيب المنسي الذي غيَّر وجه الطب الحديث.. هل كانت العنصرية سبباً لإهمال سيرة فريدرك أكبر محمد؟ الأكثر قراءة كلنا نسمع عن كأس العالم، لكن بالتأكيد، معظمنا لا يعرف قصتها الكاملة.. نسختها الأصلية سرقت مرتين، وما تتسلمها الفرق الفائزة “مزيفة” مصر.. الجديد في جريمة جثث أطفال المريوطية.. القتل ليس بدافع تجارة الأعضاء و5 متهمين في القضية شاهد.. سعودية تقتحم حفل ماجد المهندس وتحتضنه، والشرطة تقبض عليها وتوجِّه لها تهمة “التحرش” قضية “الجزار” الذي أسقط كبار جنرالات الجزائر.. استمرار الإعفاءات ومؤشرات على دخول الجيش سباق الانتخابات بوتين يريد أن يتجول في سيارة فاخرة روسية الصنع.. فيبرم اتفاقاً مع الإمارات لتمويل مشروع سيصبح بوابته إلى الخليجلم يعرف العالم قبل فريدرك أكبر محمد أنه من الممكن إطالة عمر الإنسان بالحفاظ على مستوى ضغط الدم منخفضاً وبالتحديد عندما أجرى الطبيب الرائد، من برايتون بالمملكة المتحدة، في القرن التاسع عشر بحثاً حول ارتفاع الضغط ومرض الذئبة وقدم البحث للسجل الدائم للجمعية البريطانية الطبية، إلا أنه رغم إنجازه الطبي المهم لم يزل مجهولاً لليوم، حسب موقع QUARTZ INDIA.

وبينما لا تزال بريطانيا تتعافى من أزمة طلبات الجنسية Windrush crisis والخوف من تداعيات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، يبدو من المنطقي أن نذكر أنفسنا بالطبيب البريطاني الآسيوي المسلم الذي قدم إسهامات رئيسة للطب الحديث، والذي أجبرت عائلته على تغيير لقبها في لندن في عهد الملك إدوارد.

عائلة من الرواد

يعتبر أكبر محمد الحفيد الأكبر لرائد الأعمال البنغالي والرحالة صلاح الدين محمد والذي افتتح أول مطعم هندي في لندن، ويعتبر أول هندي يكتب كتاباً بالإنكليزية. وتتبع الباحثان مايكل فيشر وروزينا فيسرام حياة وعمل الرجل في بحث مضنٍ، على الرغم من كون ميراثه معروضاً في لوحة تذكارية مخبأة أمام مدخل مكتب المفوضية في شارع جورج بالقرب من شارع بيكر لندن.

Frederick Akbar Mahomed

بدأ في سن مبكرة

وبدأ جده فريدرك أكبر مسيرة ابتكاره الطبي في نهايات القرن التاسع عشر، وفي وقته كان مستشفى Guy’s Hospital بلندن مقراً للأبحاث حول ارتفاع الضغط وأمراض الكلى. ويعتقد أنه كان من بين الحضور لما بدأ ويليام جل وهنري سوتون -الذي سميت متلازمة سوتون على اسمه- عرض اكتشافهما الجديد عن أمراض الكلى، لا سيما مرض برايتس عام 1872.

وقبل دخوله مستشفى Guy عام 1869، التحق أكبر بمستشفى جامعة ساسكس في عمر العشرين، وربما ما دفعه لذلك كان إسهامات جده في القوى الشفائية للعلاج بالبخار في مسقط رأسه مدينة برايتون المطلة على البحر. وفاز أكبر خلال عمله هناك بالفوز بجائزة إسهام الطالب Pupil’s Physical Society Prize عام 1871 عن بحثه حول تطوير وتعديل آلة السبيجيموجراف (آلة تقيس مستوى ضغط الدم والنبض).

ساهمت آلة قياس الضغط التي اخترعها في تشخيص أمراض عدة

واستطاع سبيجيموجراف محمد أن يعاير قياسات الضغط بشكل أفضل وساهم في تشخيص أعراض عدة أمراض قلبية وكلوية. كتب محمد أكبر «يعتبر النبض هو المؤشر الأول بين العلامات الحيوية التي نتحراها، لا يستطيع الجراح أن يحتقر ناصحيه، ولا الطبيب أن يصم أذنه عن الاستغاثات، علينا أن ندرس النبض في سياق التغيرات التي تكتنفه من حيث الشكل والكيف»، حسب الموقع الهندي.

كان جهاز قياس الضغط الذي اخترعه أول جهاز لقياس ضغط الدم بدأ استخدامه في منتصف القرن التاسع عشر. تم تطويره عام 1854 بواسطة عالم الفيزياء الألماني كارل فون فيوردت، وكانت فكرته ميكانيكية.

طبيب ذو رؤية تشخيصية مميزة

وصف العالم مايكل رورك، عام 1992، أكبر محمد بأنه «طبيب ذو رؤية تشخيصية» فحتى قبل أن يبدأ استخدام مقياس ضغط الدم، كان محمد قادراً على أن يعرض العلامات الرئيسية لخصائص النبض لدى المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، ولدى الأشخاص المصابين بتصلب الشرايين وآثار ذلك على الشيخوخة.

تفسير وآثار ارتفاع ضغط الدم

وانضم أكبر عام 1871 إلى ملجأ لندن المركزي، حيث درس علامات ارتفاع ضغط الدم لدى كثير من مرضاه المصابين بأعراض مرض برايتون. واستنتج أن ارتفاع الضغط يمكنه أن يكون مرضاً منفصلاً وعاملاً يسبب الفشل الكلوي ويسبق عنصر زيادة إفرازات الألبومين في البول.

واستطاع شرح إمكانية ارتفاع ضغط الدم حتى لدى الأشخاص الأصحاء، ووضح أيضاً، كيف يؤثر ارتفاع الضغط الشرياني على القلب والكلى والمخ بدون وجود مرض بالكلى، وحتى في سن الشيخوخة. ولاحقاً، التحق بمستشفى لندن للحميات كمدير طبي مقيم، حسب موقع QUARTZ INDIA.

وفي عام 1881، أصبح أكبر مؤهلاً للالتحاق بجامعة كامبردج لتطبيق بحثه حول «مرض برايتون المزمن بلا البومينيا»، بحلول هذا الوقت كان قد حصل على الدكتوراه من جامعة بروكسل ونال زمالة الكلية الملكية للجراحين. وتصدر تطوير سجل الأبحاث المشتركة في التجارب الطبية الحديثة، كما قاد تجارب نقل الدم في حالات نزيف مرضى التيفويد، وقدم إسهاماً كبيراً في جراحات الزائدة الدودية.

وحين كتب أكبر محمد للدورية الطبية البريطانية حول فكرة الأبحاث المشتركة، دعمه رئيس الجمعية الطبية البريطانية، السير جورج موراي همفري. ولما تم تأسيس جمعية الأبحاث المشتركة عام 1881، تم اختيار أكبر سكرتيراً عاماً لها. كما شارك مع فرانسيس جالتون في جمع ما يزيد عن أربعمائة صورة لمرضى السل، واكتشف أن المظهر الوجهي لا علاقة له بالمرض، بعكس ما كان شائعاً آنذاك. وتتبدى أعمال أكبر في نتائج لجنة الأبحاث المشتركة، والتي أنتجت سجلاً من 76 صفحة لأكثر من ألفي مريض عام 1883. كما نتج عن ظاهرة الأبحاث المشتركة ما يزيد عن 300 عائلة أتوا لتسجيل بياناتهم وتاريخهم المرضي عام 1888.

لكنه مات مبكراً في منتصف الثلاثينات من عمره

ماتت زوجة أكبر محمد، نيللي تشاك، عام 1876 من تسمم الدم، بعد شهر واحد من إنجاب ابنهما الثاني. كون محمد بعد ذلك فيما يبدو علاقة عاطفية مع أختها، أدا تشاك، والتي أنجبت له ثلاثة أولاد آخرين. عاشت العائلة في شارع سانت توماس ثم في ميدان مانشيستر بعد ذلك.

وكان فقده قومياً وعالمياً

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1884، مات محمد أكبر إثر صراع مع حمى التيفود التقطها من أحد المرضى. كان عمره وقتها 35 عاماً فقط. كانت أدا تشاك هي القيمة على أملاكه في وصيته، وقد تأكدت، أثناء شرائها قطعة أرض في مقبرة «هاي جيت»، أن شاهد قبر محمد أكبر قد نقش عليه اسمه مع اسم زوجته الشرعية، إلين. نعت الصحافة الطبية والمجلة الطبية البريطانية وفاة محمد أكبر السابق لأوانه باعتباره فقداً قومياً وعالمياً.

وتعرض على الرغم من ذلك للتمييز العنصري

وعلى الرغم من انتفاع محمد أكبر من الإمكانيات الهائلة للعلوم الطبية في مستشفى جاي وجامعة كامبريدج، إلا أن ذلك لم يكف لاجتناب التحيز العنصري ضده. اعتبر بعض طلابه أن «أساليبه وتعاليمه غريبة عن جو المكان كغرابة اسمه». وبينما ذكرت» بشرته الداكنة» في نعيه ذكرت أصوله الشرقية في تاريخ السير الذاتية لمستشفى جاي (1892) للمؤلفين صاموئيل ويلكس وجي تي بيتيني. وحين وافق السير كليفور ألبت، المعاصر لمحمد أكبر، على اعتماد دور الأخير في أعماله المتعلقة بارتفاع ضغط الدم، أساء عرض نتائج أبحاثه في كتابه اللاحق أمراض الشرايين(1915).

واستعاد ابنه لقبه الذي فقده جده

وحصل الابن الأكبر لمحمد، أرشيبالد دين، على ماجستير الطب من جامعة أبردين بإسكتلندا عام 1910، وبدأ حياته المهنية كطبيب أطفال ممارس في عدة مستشفيات وهم بادينغتون وإيست سوفولك ومستشفى برومبتون، بالإضافة إلى مستشفى الأميرة أليس إلى أن انتهى به المطاف كمسئول طبي في شركة موريس موتورز. وكان أرشيبالد أول شخص من نسل محمد يُلقب بهذا اللقب الجديد، الذي يرجع أصله إلى اسم جده شيخ الدين محمد.

وتروي جين دين، أصغر بنات أكبر محمد، في عام 1951 أن العائلة اضُطرت إلى تغيير اسمها مع بدايات الحرب العالمية الأولى، نظراً لأن عادات الزواج آنذاك لم تكن تحبذ الزواج من الأجانب، إذ كان الأمر غير مألوف على الإطلاق، وعلى مدى عقود متتالية لم يتبق شيء في الذاكرة عن أحد أبرز الأسماء في علم الطب سوى لوحة معدنية تذكارية في مايفير.

واقرأ أيضاً..

قد تكون هناك وحوش أضخم وأغرب مما نعتقد.. اكتشاف أول ديناصور عملاق يغير الكثير من المفاهيم لدى العلماء

اكتشاف علمي مذهل .. تحليل دم جديد يمكن الأطباء من تشخيص اللوكيميا قبل ظهورها بسنوات

اقتراح تصحيح

قد يعجبك ايضا

اترك رد