الطائرة الماليزية.. جثث بالحقول وبوتين يريد تسوية الازمة مع اوكرانيا

0
مابريس / وكالات
لم تكد ماليزيا تستفيق من فاجعة اختفاء طائرة قبل أشهر قليلة وانقطاع أي آثار تدل على مكان وجودها أو تحطمها، حتى عاد شبح الكوارث ليخيم عليها من جديد.

هذه المرة استفاقت ماليزيا ومعها هولندا والعالم كله على خبر تحطم طائرة تقل 154 هولنديا و43 ماليزيا (بينهم افراد الطاقم ال15) و27 استراليا و12 اندونيسيا وتسعة بريطانيين واربعة المان وخمسة بلجيكيين وثلاثة فيليبينيين وكنديا، والتي كانت تؤمن رحلة بين أمستردام وكلامالامبور.

وفي حقل قمح قريب من طريق قروي في شرق اوكرانيا يمكن رؤية قطعة من ذيل الطائرة المنكوبة وعليها شعار الخطوط الجوية الماليزية، ومن الجهة الثانية للطريق تراكمت حقائب الركاب وممتلكات شخصية اخرى.

وبخطوات بطيئة يتقدم رجال الانقاذ وهم يحملون عصيا مزودة باقمشة بيضاء في رؤوسها لتحديد اماكن الاشلاء البشرية.

احتمال كبير أن يكون الحادث نجم عن صارو أرض جو

وغداة الحادث الذي نجم عن صاروخ أرض جو على الأرجح، انتشرت قطع الطائرة التي تفتت في الجو كما قال شهود عيان، على مساحة كيلومترات مربعة في منطقة ريفية حول قرية غرابوف شرق اوكرانيا في موقع قريب من الحدود مع روسيا.

واثار تحطم طائرة الركاب الماليزية التي كانت تقل 298 شخصا في غرابوف في منطقة دونيتسك استنكار الاسرة الدولية. ودعت الولايات المتحدة الى اجراء تحقيق “دون عوائق” في الحادث الذي رجح خبراء أمريكيون ان صاروخا تسبب به.

وفي مكان الحادث حذر احد مقاتلي الانفصاليين الموالين لروسيا بالقول “ليس منظرا جميلا لرؤيته”، فبين قطع هيكل الطيارة المتناثرة والجثث والاشلاء المنتشرة من الممكن رؤية جثتين معلقتين بحزامي الامان.

وليس ذلك فقط بل ان الحطام وصل إلى قرية قريبة تبعد عشرة كيلومترات عن مكان تحطم الطائرة، وفق ما نقل سكان.

فرق الإنقاذ تستعد لانتشال بقايا المسافرين

وتحت امطار خفيفة تستعد فرق الانقاذ لانتشال بقايا المسافرين. واصطف أكثر من عشر شاحنات لفرق الاطفاء في هذه المنطقة حول خيمتين نصبتا لتكونا مقر قيادة فرق الانقاذ.

وتبدو اغراض هؤلاء الركاب متناثرة في جميع الاماكن من بينها دليل سياحي لشركة لونلي بلانيت يدل على سفر عائلة من اجل السياحة. وفي مكان آخر حقائب او جناح متفحم للطائرة.

وفي القرية شهود على الحادث. وقالت كاتيا (62 عاما) “وقع الحادث حوالي الساعة 16,00، سمع دوي ضخم، وحصل اهتزاز وكانه هزة ارضية”.

واضافت ان قطعة من هيكل الطائرة واحدى عجلاتها سقطت في حقل القمح امام مزرعتها حيث فاحت رائحة الكيروسين، كما طمست معالم الطريق القروي الضيق حيث انتشر الحطام المدمر.

وبدورها روت نتاليا (26 عاما) “اختبأت في القبو مع طفلي”، واشار زوجها الكسندر (43 عاما) الى السياج الخشبي المحترق. وقال “احترق كرم العنب ايضا، لقد كان الحظ معنا”.

حين سمعوا صوت الانفجار الاول كانت الطائرة لا تزال في الجو وفي طريقها للسقوط، وهم الذين بقوا بمنأى عن المعارك الدائرة بين الانفصاليين والقوات الاوكرانية. ولكن مع اقتراب تلك المعارك في الايام الاخيرة من المدن القريبة من الحدود الروسية استطاعوا مشاهدة الطائرات الحربية الاوكرانية.

واعربت نتاليا عن حزنها بالقول “هؤلاء المساكين”. وتساءلت “تعتقدون انهم يعرفون شيئا عن هذه الحرب في اوكرانيا؟ اذا كنا نحن لا نفهم شيئا”.

ووصلت اولى قوافل الاغاثة بعد عشرين دقيقة على الحادث ولكن من دون اي امل في ايجاد ناجين. وتظهر عدم قدرة خرطومي مياه على اطفاء الحرائق ضعف رجال الاطفاء المحليين امام كارثة ضخمة بهذا الشكل.

وقال أحد رجال الاطفاء “على الرؤساء ان يقولوا لنا ما علينا فعله، وسنقوم به”.

وهبط الليل من دون وضع مولدات كهربائية ولا اضاءة في المكان، فعمد رجال الاطفاء الى اضاءة مصابيح شاحناتهم، فيما لا تزال جثث ضحايا الطائرة الماليزية تنتشر في الحقول.

واشار اوليغ، احد المقاتلين الانفصاليين، الى انه عثر على 13 جثة. وقال “لا اعتقد انه بالامكان ايجاد ناجين، لقد كانوا عبارة عن اشلاء”. وتابع ردا على اتهامات للانفصاليين باسقاط الطائرة “كيف سقطت الطائرة؟ لا اعرف، نحن مقاتلون ولسنا ارهابيين”.

العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة

وقالت فرق الانقاذ لوكالة فرانس برس انها عثرت على احد الصندوقين الاسودين للطائرة، من دون تحديد ما اذا كان الامر يتعلق بجهاز تسجيل محادثات افراد الطاقم او الجهاز الخاص بالمعطيات التقنية للرحلة.

واثار سقوط الطائرة الماليزيا في شرق اوكرانيا بعد اصابتها بصاروخ ارض جو وفق خبراء اميركيين استنكارا دوليا.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تسوية سريعة للازمة في اوكرانيا خلال تقديم تعازيه لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته حول تحطم الطائرة الماليزية وكان على متنها 154 هولنديا.

كذلك دعت الولايات المتحدة الى “وقف فوري لاطلاق النار” للسماح باجراء تحقيق من دون عوائق.

وخلال اجتماع عبر الدائرة المغلقة بين مجموعة الاتصال (اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا) والانفصاليين وافق هؤلاء على ضمان امن المحققين الدوليين للوصول الى مكان الحادث، وفق ما جاء في بيان لمنظمة الامن والتعاون.

المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كان من بين الضحايا

أعربت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة عن أسفها لوفاة المتحدث باسمها، البريطاني غلين توماس، في حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الماليزية أمس شرق أوكرانيا. وقال المكلف بالتواصل بالوكالة الأممية غريغوري هارتل، خلال لقاء صحفي بمقر المنظمة بجنيف ، “لقد فقدت منظمة الصحة العالمية بأسى عميق أحد زملاء العمل في حادث تحطم الطائرة الماليزية “.

وكشف هارتل أن الضحية كان يفترض أن يشارك في ميلبورن بأستراليا، بمعية حوالي مائة من الخبراء في أشغال المؤتمر الدولي السنوي حول فيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا) ، المقرر تنظيمه بعد غد الاحد ، مبرزا أنه لم يكن على متن الطائرة أعضاء آخرون من موظفي الأمم المتحدة. ويعد غلين توماس (49 سنة )، وهو صحفي سابق بقناة ال ( بي بي سي) والمعروف بخبرته الواسعة في مجال الصحة العمومية ،أول الضحايا الذين تم الإعلان عن أسمائهم من بين الضحايا البريطانيين التسع الذين لقوا مصرعهم في حادث تحطم الطائرة الماليزية .

وعلم لدى شركة الطيران الجوية ، أن الركاب الـ 298 الذين كانوا على متن الطائرة “ربما لقوا جميعهم حتفهم في الحادث”.

وإذا كانت ملابسات الحادث ما تزال غير واضحة، فإن مصالح الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن طائرة الخطوط الجوية الماليزية من طراز بوينغ777 التي كانت تؤمن رحلة جوية بين كوالالمبور وأمستردام تم إسقاطها بواسطة صاروخ أرض – جو، يظل مصدره لحد الآن مجهولا.

154 هولنديا كانوا ضمن ضحايا الرحلة، وهولندا تعلن الحداد

 نكست الاعلام الجمعة في هولندا التي تحاول معرفة المسؤولين عن الكارثة الجوية في شرق اوكرانيا التي اسفرت عن 298 قتيلا يحمل 154 منهم على الاقل الجنسية الهولندية.

ولم تكتف الصحف بتخصيص صفحاتها الاولى للحادث بل نشرت ملفات مفصلة ايضا تضمنت صورا للحطام ولجوازات سفر هولندية عثر عليها في مكان الحادث وخرائط للسياح وصورا لضحايا او لاقاربهم وهم يبكون عند سماعهولندا في حداد وتبحث عن المسؤولين عن تحطم الطائرة في اوكرانيا

وتساءلت صحيفة الغيمين داغبلاد الشعبية اليومية “من اسقط الرحلة ام اتش 17 فوق اوكرانيا؟”.

وفيما لا تزال ظروف الحادث غامضة، يؤكد مسؤولون امريكيون ان الطائرة اسقطت بصاروخ ارض-جو.

تنكيس العلم الاوكراني امام السفارة الاوكرانية في لاهاي

وقد تحطمت البوينغ 777 التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية في منطقة يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا. وتبادلت كييف والمتمردون على الفور تهمة اطلاق الصاروخ المفترض الذي اسقط الطائرة.

واكدت صحيفة فولكسكرانت (يسار الوسط) اليومية ان “كل المؤشرات تدل على المتمردين الموالين لروسيا”، موضحة ان “الكارثة الجوية تربك فلاديمير بوتين”.

واضافت الصحيفة ان “المتمردين الموالين لروسيا منوا امس بهزيمة يمكن ان تؤشر الى انطفاء مقاومتهم المستمرة منذ اربعة اشهر ضد الحكومة الاوكرانية”، مشيرة الى ان “المتمردين احرزوا تقدما في الايام الاخيرة بدعم من موسكو.”

هولندا تنكس الأعلام حداد على الضحايا

وقد نكست الاعلام على مقر الحكومة الهولندية في لاهاي وعلى جميع المباني الرسمية في هولندا.

وكان ملك هولندا فيليم الكسندر اكد مساء الخميس انه “يشعر بحزن عميق” من جراء الكارثة الجوية، فيما قال رئيس الوزراء مارك روته ان هولندا في حالة “حداد”.

وفتح عدد كبير من سجلات التعازي على الانترنت، نشرت عليها الاف الرسائل. وعلى سبيل المثال، كتب غردي سمايل “اتمنى ان يتحلى جميع ذوي الضحايا بقدر كبير من الشجاعة اينما كانوا في العالم”.

من جهتها كتبت يولاند “تحولت رحلة الى الشرق الساحر رحلة الى الابدية، يا للرعب”.

وقد تحدث روته خلال الليل مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في شأن الكارثة، كما ذكرت وكالة الانباء الهولندية. واضافت ان “اوباما وروته متفقان على ضرورة اجراء تحقيق شامل”.

من جهته، قال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس انه تحدث مع عدد كبير من نظرائه في العالم. واضاف “ثمة دعم كبير جدا لاجراء تحقيق دولي مستقل حول ظروف المأساة”.

واوضحت صحيفة فولكسكرانت انها “واحدة من اسوأ الكوارث الحوية في تاريخ هولندا”.

الحادثة الأكثر دموية في تاريخ هولندا

وهذه الكارثة هي الثانية الاكثر دموية في تاريخ هولندا، كما ذكرت وكالة الانباء الهولندية: ففي 1977، اصطدمت طائرتا بوينغ 747 في مطار تينيريف في جزر الكناري مما اسفر عن 853 قتيلا منهم 238 هولنديا.

وفي ماي2010، تحطمت ايرباص آي330 في العاصمة الليبية طرابلس فقتل 103 اشخاص منهم 70 هولنديا. والناجي الوحيد من الكارثة صبي هولندي كان آنذاك في التاسعة من عمره.

ولم تحصل معجزة في اوكرانيا، اذ لم ينج احد.

والذين لم يتمكنوا من الصعود الى الطائرة بسبب التأخر، او رغبة في التوفير او حتى يكونوا مع العائلة لم يأسفوا لتخلفهم عن هذه الرحلة المشؤومة.

فقد طلب هاري سيم ان يستقل رحلة المساء مع عائلته بعدما ايقن انه لن يتمكن من السفر على الطائرة نفسها مع زوجته نور ازاني وابنهما الذي يبلغ شهره الثالث.
بوتين يدعو الى تسوية سريعة للازمة في اوكرانيا بعد تحطم الطائرة الماليزية

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الى تسوية سريعة للازمة في اوكرانيا بعد تحطم الطائرة الماليزية في اوكرانيا، ووصف هذا الحادث بانه “مأساة”.

وقال الكرملين في بيان بعد اتصال هاتفي بين بوتين ومارك روته ان “الرئيس الروسي شدد على ان هذه المأساة ابرزت مرة اخرى ضرورة التوصل الى حل سلمي للازمة التي تشهدها اوكرانيا، وانه من الضروري اجراء تحقيق معمق وموضوعي في الحادث”.

واضاف بوتين الذي قدم تعازيه الى رئيس الوزراء الهولندي انه من الضروري اجراء “تحقيق دقيق وموضوعي” حول ملابسات الكارثة.

وتبادلت كييف والمتمردون الموالون لروسيا على الفور الاتهامات باسقاط الطائرة بصاروخ بدون وجود دليل مادي يسمح بتحديد الجهة المسؤولة بدقة.

وحسب الارقام الاخيرة التي قدمتها شركة الطيران الماليزية صباح الجمعة، كانت الطائرة تقل 154 هولنديا و43 ماليزيا (بينهم افراد الطاقم ال15) و27 استراليا و12 اندونيسيا وتسعة بريطانيين واربعة المان وخمسة بلجيكيين وثلاثة فيليبينيين وكنديا.

قد يعجبك ايضا

اترك رد