السيول في المغرب: تحديات وحلول لإعادة الأمل للفلاحين المتضررين

0

شهدت عدة مناطق في المغرب، مؤخرًا، سيولًا عارمة، مما تسبب في أضرار للفلاحين وُصفت بـ”البالغة”. وقد أدت هذه السيول إلى تلف المحاصيل والضيعات، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى بنية تحتية قوية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، قد أكد، الثلاثاء بورزازات، أنه تم إجراء تشخيص دقيق واتخاذ إجراءات استعجالية للتخفيف من الأضرار الناجمة عن التساقطات المطرية القوية، من أجل إعادة تأهيل البنية التحتية المائية الفلاحية المتضررة، والتخفيف من حدة الأضرار التي تحول دون ممارسة الأنشطة الفلاحية.
في هذا السياق قال عبد الله أبودرار، الأستاذ الباحث بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، إن الأضرار التي تكبدها المزارعون في هذه المناطق بسبب السيول والفيضانات “تشكل فعلاً تحديا كبيرا أمامهم بسبب افتقارهم إلى الإمكانيات المادية واللوجستيكية الضرورية لإعادة الأمور إلى طبيعتها، خاصة بعد سنوات الجفاف المتتالية التي أنهكتهم”.
وأضاف أبودرار، في تصريح لهسبريس، أن وضع المزارعين في هذه المناطق المتضررة “يستدعي تدخل الدولة لمساعدتهم في إصلاح الأضرار التي تسببت فيها السيول، عبر تعويضهم، ولو بشكل نسبي، عن المزروعات والمواشي التي فقدوها، وإصلاح التجهيزات الهيدروفلاحية، خاصة السواقي والخطارات، فضلا عن التجهيزات الطرقية التي تعتبر الشريان الأساسي في اقتصاد هذه المناطق، لاسيما الجبلية منها”.
ولفت الخبير الفلاحي ذاته إلى أنه رغم الأضرار التي سببتها السيول والفيضانات التي عرفتها مناطق الجنوب الشرقي للمملكة، “فإن فوائدها أكثر من سلبياتها، حيث مكنت هذه المناطق من إعادة الوضعية المائية الى مستوى جيد بخصوص الفرشة المائية ومستوى ملء السدود وخزان التّربة من الماء، مما سيكون له أثر إيجابي على الزراعات والغطاء النباتي بالمراعي”، مضيفا أن العديد من المزارعين “استبشروا خيراً بهذه التساقطات التي ستلعب دورا أساسيا في إعادة الأمل والحياة الزراعية والاقتصادية إلى هذه المناطق الصعبة”.
من جانبه، قال كمال أبركاني، الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، إن “المزارعين المتخصصين في زراعة الخضروات والفواكه كالبطيخ بنوعيه والبقوليات كنبات الفصة، ومربي المواشي هم الأكثر تضرراً من هذه السيول عكس زراعة النخيل، التي تعد الأقل تضرراً نظراً لقوة بنيتها وطولها، مما يجعلها مقاومة للانجراف، كما يمكن أن يكون بعضها قد استفاد من هذه السيول التي عززت مخزون الفرشة المائية بعد سنوات من الجفاف”.
وأضاف أبركاني، في حديث لهسبريس، أن الأضرار الناتجة عن السيول الأخيرة “تفتح الباب أمام تسريع تنفيذ الحلول المقترحة لإعادة تهيئة هذه المناطق الصحراوية وتخزين المياه كإنشاء السدود الصغرى وربط السدود والقنوات المائية”.

قد يعجبك ايضا

اترك رد