السيسي يحتضر… بعد “جمعة الأرض” الثورة تعود من الجديد إلى مصر
مابريس – أل
عاد الشباب المصري من جديد ليتصدر المشهد في البلاد ، بعد أن عادت خلال “جمعة الأرض” مظاهر الثورة من جديد، وعادت مشاهد الاحتجاجات الكبرى التي غابت عن مصر منذ العام 2011، وهي احتجاجات شاركت فيها لأول مرة القوى كافة، ولم تتذرع أي منها بوجود الآخر، كما كان الحال خلال العامين الماضيين.
وشكلت تظاهرات “يوم الأرض” تطورا جديدا بالغ الأهمية في مصر، حيث نزل شوارع القاهرة العدد الأكبر من المتظاهرين ضد السيسي منذ وصوله إلى الحكم، فيما كان أهم ما ميز هذه الاحتجاجات أنها ضمت ممثلين عن مختلف التيارات في مصر، وأن الشباب عادوا ليتصدروها ويقودوها، وسط غياب للشخصيات الكبيرة التقليدية مثل المرشح السابق حمدين صباحي، الذي أيد “يوم الارض” لكنه لم يشارك في أي من فعالياتها.
واهتمت وسائل الإعلام الغربية بدورها بتغطية تظاهرات “جمعة الأرض” التي شهدتها المحافظات المصرية احتجاجا على تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وقالت إن الاحتجاجات أظهرت تصاعد الاستياء الشعبي في مصر إزاء الأوضاع الحالية في البلاد بصفة عامة وبيع الجزيرتين بصفة خاصة، مشيرة إلى أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أصبح اليوم في أضعف حالاته منذ تموز 2013.
السيسي في مرمى الانتقادات
وأوضحت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية أن قرار الحكومة بترسيم الحدود البحرية مع السعودية والتي سيتم بموجبها نقل تبعية “تيران وصنافير” إلى الرياض، أثار جدلا واسعا في الشارع المصري ووضع السيسي في مرمى الانتقادات.
وأشارت الوكالة إلى أن مشهد الاحتجاجات في وسط القاهرة وترديد هتافات معادية للنظام أعاد للأذهان نفس الشعارات التي كان يرفعها المتظاهرون خلال ثورة 25 يناير 2011.
وأضافت، في تقرير لها عن تظاهرات جمعة الأرض، أن “الغالبية العظمى من المتظاهرين نزلوا للاحتجاج على الوضع العام في البلاد، وليس فقط على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية”.
ولفتت “أسوشييتد برس” إلى أن احتجاجات اليوم التي دعا إليها العديد من القوى والتيارات السياسية قابلتها قوات الأمن بعنف في نهاية اليوم، حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وألقت القبض على العشرات منهم.
الغضب يشتعل
من جانبه، وصف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني القرار الذي اتخذه السيسي بنقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بأنه الشرارة التي أشعلت فتيل غضب المصريين.
وقال الموقع إن التعزيزات الأمنية الهائلة في العاصمة القاهرة فشلت في منع الاحتجاجات التي دعت إليها العديد من القوى والتيارات السياسية تحت مسمى “جمعة الأرض”، وبالرغم من الإجراءات الأمنية الصارمة، فقد انطلقت مسيرات احتجاجية من عشرات المساجد في أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة، وردد خلالها المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام.
وأوضح تقرير حول تظاهرات الجمعة أن قوات الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، بل وأطلقت الذخيرة الحية في الهواء لتفريق المسيرات التي تجمعت وسط القاهرة.
وأشار “ميدل إيست آي” إلى أن محاولة السيسي للدفاع عن نفسه في كلمته يوم الأربعاء الماضي أمام ممثلي فئات مختلفة من المجتمع المصري، قوبلت بانتقادات حادة، كما أنها أشعلت موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
تراجع شعبية الشعب للسيسي
أما صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فقالت إن مظاهرات “جمعة الأرض” ضد إعلان الحكومة المصرية نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، لدليل على تأزم موقف السيسي.
وأضافت الصحيفة، أن خروج المتظاهرين في العديد من المحافظات المصرية من مختلف الانتماءات السياسية وبأعداد كبيرة، هو بمثابة إشارة إلى تراجع الدعم الشعبي لقائد الانقلاب، مشيرة إلى أن تلك المظاهرة تعد من أكبر الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مصر من منذ عام 2013 بعد تمرير قانون يجرم التظاهر.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى تزايد استياء المصريين من إدارة الحكومة للكثير من القضايا، وعلى رأسها تدهور الاقتصاد وانتهاكات حقوق الإنسان واعتقال المعارضين والتضييق على حرية التعبير.
من جانبها، قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إن تظاهرات “جمعة الأرض” أظهرت تصاعد الاستياء الشعبي في مصر إزاء الأوضاع الحالية في البلاد بصفة عامة، واحتجاجا على تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بصفة خاصة.
ولفتت الصحيفة إلى أن عودة شعار ثورة يناير “الشعب يريد إسقاط النظام”، يؤكد أن “النظام الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في السابق أصبح في مواجهة غضب شعبي متصاعد، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد”.