السياسة السياسوية… السم القاتل بإقليم الخميسات
مابريس / عبد السلام أحيزون
شرح ملح
السياسة السياسوية… السم القاتل بإقليم الخميسات
منذ سنوات عديدة وأهل إقليم الخميسات من بوابته (الكاموني) إلى الصفاصيف في طريق مكناس،والكل يتحدث عن التهميش والتأخير في التنمية واغتناء البعض دون الأخر ونهب المال العام وتفشي مظاهر الفساد بشتى أصنافه وهلما جرى.. فكل من تسأله يجيبك (مال هاذ الإقليم منسي ومغضوب عنه…).لكن يبقى الجواب أكثر تعقيدا،في ظل تشابك الأسباب والمسببات. فالإقليم الذي لايبعد عن عاصمة البلاد الرباط إلا ببعض الكيلومترات، لازال يعاني رغم بعض المجهودات التي نسمع عنها من حين لأخر هنا وهناك.. لكن يرى العديد من المتتبعين للشأن المحلي الزموري، أن السياسة السياسوية وبعض المنتخبين الأميين والجاهلين ومنهم كذلك من يحسبون أنفسهم مثقفين وعارفين وهذه نفتح عليها قوسا عريضا، هم أسباب الأزمة الخانقة التي لم يستطع الإقليم أن يخرج منها ولو بنسبة 40 في المائة…… ولسنوات طويلة ومتتالية.
فمثلا فالخميسات أصبحت لصيقة بمقولة(الخميسات… لاصحة لافليسات)،كأن هذه المدينة وصمة عار أو شؤم أو ماشابه ذلك… لأنه لايعقل أن يبقى هذا الوصف (القدحي) لصيق بمدينة أنجبت الشرفاء والمناضلين والمقاومين… وقتلتها التطاحنات السياسوية الفارغة بين هذا وذاك.. وأخر مقرب لجهة ما وأخر مغضوب عنه وأخر يأكل الغلة ويسب الملة…. وآخرين وهم كثر، كانوا لا يملكون حتى قوت يومهم فأصبحوا من أغنياء المدينة والإقليم، فقط لأنهم دخلوا باب السياسة المشؤومة من بابها الواسع وعرفوا من أين تأكل الكثف، فأصبح همهم عدم السماح في الكراسي والمناصب الانتخابوية ولو على حساب مصلحة فقراء ومستضعفي الإقليم والمدينة….
أما سيدي علال البحراوي المعروف ب(الكاموني) بين أهله ولدى ساكنة المغرب، فهي مرتعا للاغتناء في ظرف قصير، فقط أن تكون منتخبا ولديك مسؤولية بالمجلس، ولن تدور عليك السنتين، فيصبح لك رصيد بنكي منفوخ وسيارة وقطعة أرضية أو أكثر… وتتمكن من قلب الفيستة الحزبية لتحط الرحال هنا وهناك، ليس إيمانا ببرامج الحزب الذي تطير إليه،ولكن لضمان مناسبة أخرى للظفر بالكرسي والعضوية التي تدر عليك الملايين مابين ليلة وأخرى.. والأمثلة عديدة ومتنوعة… وما تقرير المجلس الأعلى للحسابات الأخير لا خير دليل على ذلك…
وبوالماس الغنية بثرواتها الغابوية والمائية،وفي الماضي القريب عندما تم اعتقال رئيسها آنذاك والحكم عليه بالسجن بعدما كان شريك وضحية تلاعبات و(قوالب) أحد العمال الذي لقبه أهل الخميسات ب(الكرمومة)،بعدما تم نهب المال العام وبالملايير والتلاعب في الصفقات والتجزئات السكنية التي تم تفريخها دون حسيب أو رقيب… ليدخل الرئيس السجن دون إعادة أموال الشعب وهذه معادلة أخرى صعب إيجاد حل لها في ظل أغنية الشاب بلال(عمر الكونت أبا..).
وبتيفلت التي تعيش التغيير حاليا،تجد منتخبين لا يتكلمون ولو بكلمة واحدة في دورات المجلس السابق أو الحالي، اغتنوا والله اغتنوا بين ليلة وضحاها وأصبحوا من أصحاب الأموال والمقاهي والمنازل والسيارات الفخمة وتجدهم يغيرون جلدتهم الحزبية من مناسبة انتخابية لأخرى بمباركة بعض المسؤولين السابقين ورجال السلطة،الذين ساهموا بشكل أو بأخر في إعادة نفس الوجوه المغضوب عنها إلى الساحة السياسية رغم ماقيل وماكتب عنهم من مقالات صحفية وتقارير استخباراتية وتنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية استنكارية وتنديدية لكن لمن (تتعاود زبورك السي)….
الأمثلة كثيرة وعديدة من ايت مالك إلى ايت بلقاسم مرورا بمقام الطلبة وذهابا الى ايت واحي وحودران وزيد شويا الى المعازيز وطلع من تما الى تيداس وأعرج الى الرماني وزحيليكة… والقائمة طويلة…….
السياسة السياسوية هي السم القاتل بإقليم الخميسات… فلا يمكن لأي كان أن ينكر ماتقوم به السلطة الإقليمية الحالية من تغييرات جذرية بحكم أن المسؤول الأول وممثل الملك محمد السادس بالإقليم (كرشوا خاوية) وبشهادة أعدائه قبل أصدقائه في العديد من مواقع المسؤولية إما السياسية أو المصالح الداخلية والخارجية… لكن دائما يبقى المواطن الزموري الزعري الزياني القح… يشتكي من آفة البطالة وتفشي مظاهر الفساد السياسي والحكرة والقهرة و(الحزقة) المفتعلة،رغم خيرات الإقليم وقربه من عاصمة المغرب الرباط وكذا موقعه الاستراتيجي الذي لم يشفع له للخروج من قوقعة السياسة القاتلة التي خدمت الكثير وازمت الكثير كذلك…. وزادت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية تعقيدا….
فإلى متى هذا السم القاتل سيبقى لصيقا بإقليمنا العزيز؟؟ألم يحن الوقت لمحاربة الوجوه السياسية(البيريمي)؟؟ وإعطاء الفرصة للطاقات الشابة وما أكثرها لتحمل المسؤولية دون إقصائها في المحطات الانتخابية باستعمال المال الحرام وتداخل المصالح الذاتية مابين أعداء الأمس في السياسية وأصدقاء الغد أثناء قرب كل محطة انتخابية… حيث تجد البعض منهم يسب ويشتم البعض الأخر و(يحرش) عليه هذا أو ذاك ويطلق عليه الإشاعات والأكاذيب إما أن تكون صحيحة أو خاطئة… لكن عندما يأتي وقت الحسم الأخير ويفتحون دكاكينهم الحزبية التي يتم إغلاقها على مدار السنوات والذي يحدد مستقبل أبناء الإقليم، تجدهم يتحالفون ويتعانقون ويقيمون الولائم هنا وهناك… ويدورون(الكرمومة بالبيان) لشراء التحالفات المخزية وكأنهم يقولون لنا جميعا(سيروا أبو زبال…) حشاكم… ضربوا الطم وقلبوا على إقليم أخر يحتضن تفاهتكم وانتقاداتكم وتطلعاتكم وأحلامكم،أماهم فالسياسة هي مهنتهم التي يحبكون خيوطها على مقاسهم وبها يقضون أغراضهم الشخصية وأغراض أسرهم وذويهم والمقربين منهم… ليعاد نفس السيناريو ويبقى الشعب(الزموري) في دار غفلون ونعيش نفس الاسطوانة المملة، لماذا التهميش والإقصاء وسير وسير…. لتعم المدن الأخرى التنمية بحذافيرها وأسسها الفاعلة والايجابية ونبقى نحن نبكي على الأطلال…. فهل يأتي الفرج؟ وتحل عقدة هذا الإقليم العزيز علينا والذي تربطنا به أواصر الدم الزموري بصفته منبع أجدادنا وآباءنا وغيرتنا عليه ليس لها مثيل مثل الكثيرين الغيورين الذين يتحسرون على مافعل به بعض السياسيين عديمي الضمائر……(الفرج)من عند الله دائما وأبدا لكن (الفرج) الإنساني هو ما سنتطرق إليه في عمود قادم إن شاء الله.
تحية للبهي سيدي عبد السلام