السليمي : النموذج المغربي في مكافحة الإرهاب
وأوضح السليمي، في حديثة لأسبوعية (الأهرام العربي) المصرية نشرته اليوم ضمن ملف خاص حول تنظيم( داعش ) في المغرب العربي وإفريقيا، أن الاستراتيجية الأولى لهذا النموذج، تقوم على أساس محاربة التطرف في المجال الديني” عن طريق مسلسل الإصلاح الديني الذي انطلق منذ سنة 2004 ، ولايزال يتجدد باستمرار، ويعتمد على تأهيل الأئمة وتجهيز وتأطير المساجد وإعطائها أدوارا تربوية.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الثانية تقوم على أساس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كمبادرة تنموية تهدف إلى محاربة الفقر وتنظيم الأفراد في تنظيمات للمجتمع المدني، حاملة في ذلك مشاريع تنموية في المدن والأرياف، أما الاسترتيجية الثالثة فهي الاستراتيجية الأمنية التي “تستند على أساس تطوير الجهاز الأمني والتي تحول معها إلى جهاز ذي مهنية عالية يعتمد بالأساس على كفاءة العنصر البشري وعلى الحكامة المؤسساتية”.
وأكد في هذا الصدد على دور المكتب المركزي للأبحاث القضائية كنموذج أمني جديد رائد في التصدي لمخاطر الإرهاب والجريمة العابرة للقارات.
لا يوجد ما يسمى بالخطر البعيد
وقال إن الأساس الذي يقوم عليه التفكير الاستراتيجي الأمني المغربي في تقييم المخاطر والتصدي لها هو أنه “لا يوجد ما يسمى بالخطر البعيد”.
وأشار السليمي، في هذا الصدد، إلى أن ما يجري منذ شهور على الحدود الجزائرية الليبية يظهر أن قيادة تنظيم (داعش) في ليبيا تتجه نحو الجزائر، “مدفوعة في ذلك بمرجعية جغرافية وبشرية تجمع بين إرث القاعدة وواقع تنظيم (داعش) الحالي”.
وذكر، في هذا الصدد، أن العديد من المعطيات الميدانية تشير إلى أن الجماعات المتطرفة انخرطت في عملية استقطاب كبيرة خلال الشهور الأخيرة على الحدود الليبية الجزائرية المشتركة في الجنوب.
وأبرز الخبير المغربي بخصوص سؤال حول تمر كز ( داعش ) في ليبيا، بعض المعطيات المرتبطة بعدد الملتحقين لتنظيم (داعش) من دول المغرب العربي إلى ليبيا وما يمكن أن يشكله ذلك من خطورة على دول الجوار الليبي.
وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك توجها بحسب بعض المعلومات الأمنية لربط (داعش) بخلايا (القاعدة ) الموجودة شمال مالي وجنوب الجزائر، وتزايد عدد المقاتلين في شمال مالي، حيث تشير الأرقام إلى وجود ما بين 5000 و7000 مقاتل إرهابي أغلبهم من شمال إفريقيا، وأن نحو 70 في المائة منهم جزائريون لهم علاقة بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، مؤكدا أن هذا العدد تزايد بشكل كبير منذ التحاق لحبيب عدي سعيد الملقب بعدنان أبي الوليد الصحراوي الذي ينتمي إلى مخيمات تندوف في الجزائر.