مد اللسان والابتسام وغيرها من الحركات التي يقوم بها الكبار تعبيرا عن سعادتهم أثناء اللعب مع الرضع، يعتقدون أن هؤلاء سيفرحون ويقومون بتقليدهم. لكن دراسة حديثة تخيب آمالهم وتقول إن الرضع لا يقلدون تلك الحركات.
منذ الأسابيع الأولى بعد ولادتهم يقوم الرضع بتقليد تعابير وجه الأهل والكبار وإيماءاتهم، هذا ما كان معروفا وسائدا بين الباحثين لعقود عديدة. لكن دائما كانت هناك شكوك حول ذلك ومدى قدرة الرضيع على التقليد ورد فعله على حركات وتعابير وجه الكبار؛ وقد أثبتت دراسة حديثة صحة هذه الشكوك. إذ تقول الدراسة، صحيح أن الرضيع خلال الأشهر الأولى من عمره يهتم بسلوك وحركات الكبار، إلا أنه غير قادر على تقليد تلك الحركات وتعابير الوجه والإيماءات.
تجدر الإشارة إلى الدراسات التي أجريت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي توصلت إلى نتائج مختلفة ومتناقضة حول قدر الرضيع على التقليد خلال الأسابيع الأولى من عمره، حسب تقرير نشرته مجلة “كورنت بيولوجي Current Biology” العلمية.
هذه النتيجة تم التوصل إليها قبل عدة عقود، لكن الباحثين لم يستطيعوا إثباتها. وقد انتقدت الباحثتان اليزبيث راي من جامعة لندن وسيسيليا هايس من جامعة أوكسفورد، في مقال نشرتاه في المجلة العلمية “ديفيلوبمنتال ساينس Developmental Science” عام 2011، نتائج الدراسات السابقة التي كانت سائدة بين العلماء وأساليب تحليلاتهم ودراساتهم، ناهيك عن عدم دقة تفسيرهم للنتائج.