واستطاع المعرض في دورة هذه السنة أن يستقطب رواد صناعات الطيران والفضاء عبر العالم، من مجالات مختلفة، شملت على الخصوص صناعة المعدات، وبناء الطائرات، ومهن المناولة، والخدمات، وصناعات الفضاء والدفاع، ليرسخ موقعه كأرضية للقاء والتفاعل بين الفاعلين الرئيسيين في هذا المجال على الصعيد الدولي.
وفي كلمة له خلال افتتاح فعاليات الدورة الثالثة لهذا المعرض، أكد وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي السيد مولاي حفيظ العلمي أن هذه التظاهرة الاقتصادية الهامة نجحت مع توالي الدورات في تحقيق إشعاع كبير، مضيفا أن اللقاءات التي ستنظم في إطار هذا المعرض “ستشكل بالتأكيد فرصة مهمة لتبادل الخبرات، وعقد شراكات بين المقاولات المشاركة”.
وأبرز في هذا الإطار أن المغرب تمكن خلال السنوات الأخيرة من تعزيز موقعه كوجهة مفضلة لدى مصنعين عالميين، ليصبح قاعدة لصناعة الطيران وتقديم عروض متنوعة وذات جودة عالية قادرة على المنافسة في الأسواق الدولية.
المغرب يضم 110 مقاولة ناشطة في مجال الطيران
وذكر السيد العلمي أن المغرب يضم 110 مقاولة ناشطة في مجال الطيران، برقم معاملات يقدر بمليار دولار، وبمعدل نمو سنوي يصل إلى 17 في المائة، موفرة 11 ألف منصب شغل، مشددا على أن المملكة أضحت اليوم “منافسا له موقعه في خريطة صناعة الطيران العالمية”.
وأشار في هذا الإطار إلى أن مخطط تسريع التنمية الصناعية أعطى دينامية جديدة لصناعة الطيران بإطلاق أربع منظومات اقتصادية يتوفر فيها المغرب على مؤهلات عالية، تشمل التجميع ونظام الأسلاك الكهربائية ولوازم نظام الأسلاك الكهربائية الخاصة بالربط البيني، والصيانة والإصلاح وإعادة الفحص والهندسة.
المعرض سيعرف تنظيم أربعة آلاف لقاء عمل مباشر
ومن جهتها ذكرت المديرة العامة ل (مغرب تصدير) السيدة زهرة معافري أن المعرض سيعرف تنظيم أربعة آلاف لقاء عمل مباشر، ومشاركة 350 فاعلا يمثلون كبريات الشركات العالمية كبوينغ وبومبارديي وسافران وسابكا وألينيا وستيلا وإيربيس وماتيس.
وأوضحت أنه منذ 2008، استطاعت صناعة الطيران بالمغرب أن تؤكد قوتها وقدرتها على مواجهة انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية، مشيرة إلى أن هذا القطاع يساهم في تنمية عدد من القطاعات المتصلة به كالصناعة الكهربائية والالكترونية والميكانيكية والمعلوماتية، والتي يسجل فيها المغرب تقدما كبيرا، وتجربة رائدة على المستوى القاري خولت له الدخول في شراكات مربحة مع عدد من بلدان القارة، ما جعل من المملكة قطبا إقليميا في صناعة الطيران.
المغرب كقطب لصناعة الطيران، يعتبر الأكثر تنافسية على الصعيد القاري
ومن جهته أكد رئيس تجمع صناعات الطيران والفضاء السيد حميد بن إبراهيم الأندلسي أن المغرب، كقطب لصناعة الطيران، يعتبر الأكثر تنافسية على الصعيد القاري، والوجهة التي لا محيد عنها بالنسبة لأشهر الفاعلين في صناعات الطيران والفضاء عبر العالم، مبرزا أن هناك طلبا قويا من المجموعات الصناعية الدولية في مجال الطيران من أجل الاستقرار بالمغرب.
وتابع أن مخطط تسريع التنمية الصناعية يطمح إلى الرفع من معدل نمو القطاع في أفق 2020، من خلال تجميع كل العوامل المساعدة على تقوية العرض المغربي في هذا المجال، لاسيما ما يتعلق بتوفير موارد بشرية كفؤة ومؤهلة، والعمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، معتمدا في ذلك على موقعه الجغرافي، ومجموعة التسهيلات المقدمة لتحفيز المقاولات الكبرى على الاستقرار بالمغرب.
ويتضمن برنامج المعرض، المنظم من قبل (المغرب تصدير) بتعاون مع تجمع صناعات الطيران والفضاء، عقد ورشات عمل وأخرى متخصصة، ولقاءات ثنائية مباشرة بين العارضين والمهنيين، إلى جانب تنظيم زيارات إلى أبرز المواقع الصناعية لفائدة المشاركين في المعرض.