مابريس/عبد السلام أحيز ون
في يوم15 يونيو من سنة 2002، التحق المرحوم الحكم المغربي والدولي ملك البذلة السوداء،سعيد بلقولة بالرفيق الأعلى بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج.. وفي مثل هذا اليوم كانت أنظار العالم وقتها متجهة نحو كوريا واليابان اللتان كانتا تحتضنان نهائيات كأس العالم 2002، فوقف الجميع دقيقة صمت ترحما على روح هذا الهرم الشامخ الذي سيبقى مفخرة لمدينة تيفلت الصغيرة وبلده المغرب.وخلال أجواء واحتفاليات ومباريات مونديال البرازيل الحالي 2014 نتذكر احد الوجوه الرياضية التي قدمت الكثير للراية المغربية وللرياضة الوطنية والتحكيم المغربي والعربي والإسلامي والإفريقي على المستوى العالمي والدولي…فالراحل سعيد بلقولة من مواليد 30 غشت 1956 بمدينة تيفلت وبها تابع دراسته الابتدائية والثانوية، لينتقل بعد ذلك إلى الرباط التي حصل بها على إجازته الجامعية وعمل بعدها كمفتش للجمارك وهو أب لثلاث بنات وولد.
مسيرة التألق والتحدي
تبقى المسيرة الرياضية لملك البذلة السوداء مليئة بالمنجزات والألقاب والصعوبات والتحدي والكفاءة، فالمرحوم سعيد بلقولة التحق بمدرسة تأهيل الحكام سنة 1983 وقاد أول مباراة على مستوى إفريقيا بين غوريه السنغالي وفو رادات الغاني (2-0) في الدور الثاني من كأس الكؤوس الإفريقية، وكانت مشاركته الدولية الأولى خارج إفريقيا عام 1995 في ماليزيا في تصفية آسيا المؤهلة إلى اولمبياد أطلنطا- اليابان ضد الإمارات والصين ضد كوريا الجنوبية والسعودية ضد العراق، وفي أوربا عام 1997 في دورة فرنسا الرباعية،قاد مقابلة فرنسا ضد انجلترا وعلى المستوى العربي، اختير المرحوم كأفضل حكم عربي سنة 1999 وحصل على الصفارة الذهبية، وقاد الراحل بلقولة بنجاح المباراة النهائية لكاس الأمم الإفريقية بين مصر وجنوب إفريقيا أواخر فبراير 1998 في بوركينافاسو، وفي نهائيات كأس العالم 98 ، قاد مباراتين في الدور الأول بين ألمانيا والولايات المتحدة عن المجموعة السادسة وبين الأرجتين وكرواتيا عن المجموعة الثامنة. ويبقى أهم انجاز للمرحوم سعيد بلقولة الذي رفع فيه راية المغرب خفاقة هو قيادته للمقابلة النهائية لكأس العالم بفرنسا بتاريخ 12 يوليوز 1998 بين فرنسا والبرازيل والتي انتهت لصالح فرنسا بحصة 3 أهداف مقابل لا شيء، وقد قادها المرحوم بكل شجاعة وكفاءة، فكان بذلك أول حكم عربي وإفريقي ينال هذا الشرف، ويكون عند المستوى اللائق عند المسؤولين عن الفيفا الذين اختاروه لقيادة نهاية المونديال الكروي دون غيره من الحكام.
سعيد بلقولة .. مثال يحتدى به
وجوه رياضية وإعلامية عربية وعالمية،اعتبرت رحيل سعيد بلقولة عن 45 عاما ،خسارة كبيرة للتحكيم المغربي والعربي والإفريقي،لأنه مثال يحتدى به من حيث الأخلاق والتواضع و النزاهة وخير سفير للعرب في أكبر تظاهرة عالمية كروية تشد إليها العالم بأسره، وأنه أول وأخر حكم عربي وإفريقي نال شرف تحكيم مباراة نهائية في كأس العالم، لأن اختياره لقيادتها، لم يأتي من فراغ، ولكن جاء بعد تضحيات واستقامة وشجاعة في قيادة المباريات، فكان مثالا من الصعب إيجاد مثيل له.
سعيد… لن ننساك مهما كان
خلال الشهر الماضي مرت الذكرى الثانية عشرة(12 سنة) لرحيل الحكم الدولي سعيد بلقولة،كمثيلتها الأولى والثانية والثالثة ،وفي سكوت تام وعدم اهتمام من طرف أصحاب القرار عن شؤون كرة القدم الوطنية عامة والتحكيم خاصة أو من طرف القائمين على البرامج الرياضية في القنوات المغربية بمختلف علاماتها،خاصة أن الذكرى تصادف إقامة مونديال البرازيل للسنة الحالية وخلال هذا الشهر الكريم المبارك.وبما أن الراحل سعيد بلقولة الذي لن ننساه مهما كان،له مكانته الخاصة لدى العديد من القنوات العربية والدولية والعالمية، فقد سبق لطاقم قناة الجزيرة الرياضية المتواجد بالمغرب، أن حل في أكثر من مرة بمدينة تيفلت،مسقط الراحل سعيد بلقولة وبالضبط بمنزل والدته وأخته أمينة،وبمدينة فاس التي تقطن بها زوجته رفقة بناتها،من اجل انجاز برنامج مفصل عن حياة الحكم العربي والإسلامي الوحيد، الذي قاد وبكل جدارة المباراة النهائية في كاس العالم بفرنسا سنة1998 التي جمعت مابين أصدقاء النجم السابق لفريق ريال مدريد زين الدين زيدان والمنتخب البرازيلي و التي شدت إليها أنظار العالم بأسره.أسرة الحكم الراحل سعيد بلقولة،أوضحت أن قناة الجزيرة الرياضية الرائدة، قامت بإعداد العديد من البرامج الرياضية عن المرحوم،وكانت دائما تسال عن الأسرة الصغيرة وأبنائه،وان البرنامج الذي تم بثه،أتى كعربون محبة واعتراف لسعيد بلقولة الذي تميز مشواره في عالم التحكيم بالجدية والنزاهة وحب الوطن،ولتسليط الضوء عن المراحل التي قطعها الراحل من بدايته بأحياء مدينة تيفلت الصغيرة ووصولا إلى أمجاد الشهرة العربية والعالمية التي استحقها الراحل وكذا مختلف الانجازات التي تم تحقيقها إلى أن وافته المنية…