الجزائر في حرج كبير بعد خطاب الملك محمد السادس وهكذا حاول مسؤولوها الهروب إلى الأمام
خطفت دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس الجزائر إلى حوار “مباشر وصريح”، وتشكيل آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بهدف تجاوز “الخلافات” بين البلدين الجارين أنظار المتابعين لهذا الملف، وقد أثارت هذه الخطوة عدة تساؤلات حول خلفيات اقتراح ” آلية سياسية للحوار “.
وقال الملك محمد السادس في خطاب له عبر التلفزيون، خصص حيزا كبيرا منه للحديث عن العلاقات بين الرباط والجزائر، “أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين”.
وأضاف “يجب أن نكون واقعيين، وأن نعترف بأنّ وضع العلاقات بين البلدين غير طبيعي وغير مقبول”.
وشدّد العاهل المغربي الذي تولّى العرش في 1999 خلفاً لوالده الملك الراحل الحسن الثاني على “أنّني طالبت، منذ تولّيت العرش، بصدق وحسن نية، بفتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات المغربية-الجزائرية”.
وجاء في خطاب العاهل المغربي أنه ” لهذه الغاية، أقترح على أشقائنا في الجزائر إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها وشكلها وطبيعتها “.
الجزائر ترفض الحوار “الملغم”
يحي جعفري، الأستاذ الجامعي الجزائري، توقف عند أهم المحاور التي تضمنها خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس، وأول ما لفت إليه الأستاذ الجامعي الانتباه هو ” الألية السياسية “، ويقول إن الجديد في الدعوة التي وجهها المغرب هو هذه الآلية، حيث سبق وأن ” طلب المغرب حوار مع الجزائر عن طريق وساطة، وطبعا الجزائر رفضت بحكم أنه لا وساطة بين الأشقاء “، وأضاف المتحدث قائلا ” كل مبادرات المغرب تصب في إطار جر الجزائر إلى حوار مباشر حول الصحراء كطرف نزاع وهذا الذي تتجنبه الجزائر دائما من منطلق أن النزاع ثنائي بين المغرب والبوليزاريو “، وأوضح ” لا أعتقد أن الجزائر ضد الحوار ولكنها بكل تأكيد ضد الحوار الملغم من منطلق أن الحوار أسلوب حضاري ومطلب شعوب المغرب العربي “.
هذه خبايا الدعوة
وفي تعليق له على دعوة العاهل المغربي الجزائر إلى حوار “مباشر وصريح”، أبدى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الجزائري والقيادي في الحزب الحاكم، عبد الحميد سي عفيف، في تصريح صحفي لموقع إخباري محلي، تخوفه من أن تكون دعوة المغرب، أتت عقب “فرض المفاوضات عليه مع جبهة البوليساريو” بداية شهر ديسمبر في جنيف، بغية إقحام الجزائر كطرف في القضية كما كان يسعي دائما. ويرى المتحدث أن تغيير الموقف الأمريكي من قضية الصحراء له دور كبير في خطاب ملك المغرب خاصة بعد مطالبة مجلس الأمن بضرورة الإسراع في حل هذه الأزمة، ومن بين أبرز الملفات التي يجب أن تعالج في حالة ما إذا تمت المفاوضات، يذكر سي عفيف الملف الأمني والمهاجرين غير الشرعيين والمخدرات من أجل فتح الحدود.
تجاوز الخلاف أم تسجيل نقاط فقط
وفي تعليق مقتضب له على خطاب العاهل المغربي، كتب النائب السابق بالبرلمان، يوسف خبابة على صفحته على “الفايسبوك” ” المغرب الشقيق يقترح حوارا مباشرا مع الجزائر الشقيقة، لكن لماذا يخاطب الجيران بعضهم بعضا عبر وسائل الإعلام، ما دور السفراء والبعثات الدبلوماسية اذن، هل هي إرادة حقيقية في الحوار وتجاوز الخلاف، ام تسجيل نقاط فقط، ذلك ما تكشفه الأيام .. وما تبوح به الخارجية الجزائرية بعد فك شيفرة خطاب الملك”.
عن رأي اليوم