الجزائر ترهن مستقبل العلاقات مع المغرب بحلّ سياسي لنزاع الصحراء
وسطَ انْشغالات الجزائريين بالاختبار الانتخابي الذي سيرْسمُ ملامح توجّه الجار الشّرقي للمملكة في المسَار الانتقالي للسّلطة، خرجَ وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، بتصريحاتٍ جديدةٍ بشَأنِ مستقبل العلاقات الثّنائية بين الجزائر والمغرب، مركزا على “أهمية دراسة المشاكل المعروفة في المغرب، بما فيها قضية الصحراء”، وفقَ تعبيره. واعتبر المسؤول الجزائري في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية خلال منتدى حوارات المتوسط، المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما، أنّ “هناك علاقة وطيدة بين الشّعبين المغربي والجزائري”.
وفي ردّه على سؤال مستقبل العلاقات الثنائية، أكّد المسؤول نفسهُ “أهمية دراسة المشاكل المعروفة في المغرب، بما فيها قضية الصحراء”، و”أهمية الحل السياسي والحوار”، وفق تعبيره. وقال بوقادوم إن “الجزائر هي دولة متوسطية تاريخيًا، وتتعامل مع جميع الشركاء في البحر الأبيض المتوسط”، مضيفاً أنّ بلاده لا تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها الداخلية، وأنها “تتجه إن شاء الله نحو ديمقراطية وشفافية”، موردا أن “المواطنين لديهم كل الحرية والحق في اختيار رئيسهم الجديد بكل شفافية”.
ولوّحت عدد من القيادات الجزائرية بورقة الانفتاح على الجار المغربي، وتمثّل الاستحقاقات الرّئاسية التي تجرى في ظرفية “خاصة” فرصة لعدد من المرّشحين لتقديم تصوّرهم حول المسار الذي ستسلكه العلاقات المغربية الجزائرية بعد مخاض التجربة الانتخابية. ويرى نوفل البعمري، محلل سياسي خبير في ملف الصّحراء، أنّ الأخير “جزء من الصّراع السياسي الجزائري، خاصة الانتخابي؛ إذ إنّ العلاقة مع المغرب تطرح بقوة في السباق الانتخابي، سواء في الجانب المتعلق بفتح الحدود وتطبيع العلاقة أو فيما يتعلق بملف الصحراء”.
وينطلقُ المحلل المغربي من تصريحات المرشحين للانتخابات الجزائرية ليؤكّد “طغيان قضية الصّحراء في المشهد العام الجزائري”، لافتاً إلى أنّ “المواقف المعبر عنها اليوم لا يمكن الاطمئنان إليها ولا يمكن اعتبارها مواقف نهائية، على اعتبار أنها للاستهلاك الانتخابي الداخلي”. وأبرز البعمري أن “مثل هذه التصريحات تستعمل لتقديم الإشارات السياسية إلى الأجنحة المتصارعة على المرحلة المقبلة، خاصة في ظل المحاكمات التي تجري لرموز النظام السابق”.
وعن مستقبل العلاقات بين البلدين في ظلّ هذه التصريحات، قال المحلل ذاته: “لا يمكن تكوين رأي نهائي حول مستقبل العلاقة بين الطرفين، لكن عموما لا أتصور أنها ستكون بالشدة نفسها التي طبعت المرحلة السابقة، على اعتبار أن التغييرات السياسية التي شهدتها الجزائر ستحدث تغييرات داخلية بكل تأكيد”. وأضاف البعمري أنّ “التغييرات الحاصلة في الجزائر ستنعكسُ على طبيعة العلاقة بين المغرب والجزائر وستجعلها أكثر هدوء من ذي قبل ومفتوحة على المستقبل”.