التلفاز والانترنيت لدعم برنامج محاربة الأمية بالمساجد
يأتي ذلك ليعزز ريادة دور العبادة في المساهمة وطنيا في جهود اجتثاث ظاهرة الأمية الأبجدية والدينية ، وقد تم إعداد هذا البرنامج، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية وفق طرق ومناهج بيداغوجية محددة ومضبوطة، من شأنها المساهمة بفعالية في القضاء على آفة الأمية بمختلف تجلياتها.
ويتكون هذا البرنامج من مستويين، الأول سيبدأ حالا، ويتألف من تسعين حلقة ، مدة كل واحدة منها 30 دقيقة، فيما ستتم برمجة المستوى الثاني خلال الموسم 2014 و 2015، كما سيتوزع مضمون الحلقات ما بين دروس تعليم القراءة والكتابة وتعليم القرآن الكريم وتعليم الحساب.
ويأتي هذا البرنامج ليدعم البرنامج العادي لمحو الأمية الذي حقق نتائج مهمة في مجال محو الأمية الأبجدية والدينية والوطنية والصحية، وفق مخطط محكم ومضبوط، شكل الخطاب السامي لأمير المؤمنين ،نصره الله، في 20 غشت من سنة 2000، خارطة طريق لتنفيذه.
كما يأتي انسجاما مع توجهات جلالة الملك بضرورة إحياء دور المساجد وبعث رسالتها في تأطير المواطنين والمواطنات، وفق برنامج محكم، تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وتعكس الرعاية التي يوليها جلالة الملك لمكافحة الأمية، حرص جلالته الدائم على تحقيق التنمية البشرية التي يتطلبها المشروع المجتمع الحداثي، “الذي تمتد جذوره في أصالتنا الحضارية وقيمنا الدينية، ويمتد بفروعه ليعانق كل قيم العصر، والأخذ بمقاليد العلم والمعرفة والتكنولوجيا والأنظمة الحديثة”.
وهكذا نجح برنامج محو الأمية في المساجد في تحقيق النتائج المسطرة، حيث سجل عدد المستفيدين ارتفاعا سنة تلو الأخرى، كما تم تحسين وتلقيح مناهج التدريس المعتمدة، وسخرت لذلك وسائل بيداغوجية أكثر فعالية، إلى جانب تمكين الهيئة التربوية القائمة على تنفيذ هذا البرنامج من تكوين أساسي ومستمر يتيح تعزيز كفاءاتها وقدرتها على التلقين.
فمن حيث الإحصائيات، بلغ عدد المستفيدين من برنامج محو الأمية في المدارس، ما بين 2000 و 2014، مليون و 802 ألف و 707 مستفيدا، من ضمنهم مليون و 485 و 70 من الإناث (82,38 بالمائة).
وبالنسبة لحصيلة الموسم الدراسي المنصرم (2012 – 2013)، فبلغ عدد المستفيدين 252 ألف و 675، منهم 222 الف و 396 من الإناث (88,2 بالمائة).
وبلغ عدد المسجلين بالبرنامج إلى غاية سنة 2013، مليون و551 ألف و207 ، وهو عدد يفوق بنسبة 126,75 بالمائة عدد المستهدفين، من بينهم مليون و 277 ألف و 848 أي بنسبة 82,33 بالمائة.
وبلغ عدد المستفيدين من البرنامج في الوسط الحضري 973 لف و 32 مقابل 578 ألف و 175 بالوسط القروي.
وبخصوص الحصيلة الرقمية للمؤطرين والمنسقين والمستشارين التربويين والمساجد المحتضنة للدروس، فقد انتقل عدد المساجد المحتضنة للبرنامج من 100 مسجد عند الانطلاقة إلى 4797 مسجد خلال موسم 2012- 2013.
ويشرف على تأطير المستفيدين بهذه المساجد طاقم من 5168 من المؤطرين ، بعدما كان عددهم لا يتجاوز 100 سنة 2001، ، بينما بلغ عدد المستشارين والمنسقين التربويين 426 (مقابل 142 عند الانطلاقة) إضافة إلى 200 من المكونين التربويين.
وفي مجال التدبير الإداري والتنظيمي للبرنامج، انصبت مجهودات الوزارة على تحسين وتجويد نظام تدبير البرنامج وفق مقاربة تشاركية بين كافة الوحدات الإدارية، وتم في هذا الإطار ، سنة 2010 ، إحداث قسم لمحو الأمية يتكون من مصالح للمناهج والتطبيقات الأندراغوجية، والتكوين والتواصل، والدراسات والامتحانات والتقويم، والتدبير الإداري والمالي.