البنتاغون ينقل سرا عناصر الدرع الصاروخية إلى كوريا الجنوبية
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا كتبه فلاديمير سكوسيريف عن فضيحة نقل البنتاغون عناصر منظومة "ثاد" إلى كوريا الجنوبية سرا؛ مشيرة إلى أن سيئول قررت التحقيق في الأمر.
كتب سكوسيريف:
نجحت الولايات المتحدة في اختبار منظومة لاعتراض الصواريخ البالستية العابرة للقارات فوق المحيط الهادئ. وقد جرى الإعلان عن ذلك كخطوة لحماية أمريكا من صواريخ كوريا الشمالية.
ووصف مدير الوكالة المسؤولة عن برنامج منظومة الدرع الصاروخية في البنتاغون الفريق البحري جيم سايرين الاختبار بأنه إنجاز عظيم. وقال إن "هذه المنظومة ضرورية جدا لحماية وطننا، والاختبار يُظهر أن لدينا وسائل مضمونة للرد على الخطر الحقيقي".
sudianews.com الولايات المتحدة تختبر منظومة لاعتراض الصواريخ البالستية العابرة للقارات
لكن فضيحة كبيرة برزت بشأن حماية كوريا الجنوبية من الخطر نفسه، حيث أخفى العسكريون الأمريكيون عن رئيس الدولة مون جاي إن نشر أربع وحدات إضافية من صواريخ "ثاد"، ولا سيما أن سيئول تخاف من صواريخ كوريا الشمالية متوسطة المدى وقصيرته ومن مدفعيتها.
بيد أن البنتاغون يحاول إخافة بيونغ يانغ؛ وفي الوقت نفسه سيتمكن من التنصت الالكتروني على القوة الصاروخية النووية للصين. وقد اتضح أن الأمريكيين بغير علم من الرئيس الكوري الجنوبي الجديد نقلوا إلى كوريا ست منظومات من صواريخ "ثاد" وليس اثنتين كما جاء في الاتفاق. ولذا، أمر الرئيس الكوري بإجراء تحقيق في هذا الموضوع، ليس مع الأمريكيين، بل مع المسؤولين في وزارة الدفاع الكورية، الذين أعدوا تقريرا قدموه للرئيس بعد أن حذفوا منه فقرة تتعلق بنشر المنظومات الإضافية.
وفي هذ الصدد، لفت رئيس قسم كوريا ومنغوليا في معهد الاستشراق ألكسندر فورونتسوف الصحيفة إلى أن الإدارة الكورية السابقة بذلت كل ما في وسعها من أجل الإسراع في نشر هذه المنظومات الصاروخية. لكن المحكمة صَّدقت على عزل الرئيسة، وقد استغل المسؤولون فترة شهرين بين قرار المحكمة وانتخاب الرئيس الجديد، لنشر هذه المنظومات.
hanber.livejournal.com الكسندر فورونتسوف
ويضيف فورونتسوف أن المسؤولين "أرادوا وضع الرئيس الجديد أمام الأمر الواقع. وهذا يذكرني بسلوك إدارة باراك أوباما عندما أرادت وضع الرئيس الجديد دونالد ترامب أمام الأمر الواقع بشأن العلاقات الأمريكية–الروسية. أي أن الإدارة الكورية القديمة أرادت نشر هذه المنظومات الصاروخية كأمر واقع لا رجعة عنه. بيد أن الرئيس الجديد كان قد أكد سابقا ضرورة دراسة هذا الموضوع من جميع الجوانب ومدى حاجة الدفاعات الكورية الجنوبية إليها، والتأكد أيضا من أنها لحماية البلاد فقط من تهديدات كوريا الشمالية. وكان مون جاي إن قد أشار ولما يزل في المعارضة إلى ضرورة إجراء دراسات لا تعتمد فقط على المعلومات الاستخبارية الأمريكية، بل وعلى مصادر أخرى ايضا"، – كما أوضح الخبير ألكسندر فورونتسوف.
وبحسب رأي الخبير، فإن هذه الفضيحة تمنح الرئيس فرصة إضافية لدراسة الموضوع. "وعلى أي حال، يعتقدون في كوريا الجنوبية أن المنظومة الأمريكية غير قادرة على حماية سيئول".
تردمة واعداد كامل توما