مابريس /
لا أحد يمكنه إنكار الأهمية الكبرى للاستعانة بالاختبارات الشخصية والنفسية لمعرفة بعض السمات التي قد تكون غائبة عن الفرد حتى عن ذاته، فقد يعيش المرء حياته بأكملها وهو لا يعلم عن نفسه إلا أشياء بسيطة خاصة بسلوكه وشخصيته.
وتستخدم الاختبارات باختلاف أنواعها في العديد من الدراسات سواء كانت البحثية أو النفسية أو حتى للترفيه، ولكن قبل أن نتعمق أكثر وأكثر في الموضوع يجب في البداية أن نوضح ما هو الاختبار حتى يسهل علينا فهم مهمته وفائدته لنا.
الاختبار عبارة عن وسيلة للحصول على عينة من سلوك الفرد في موقف معين، ويمكن اعتباره طريقة من طرق القياس النفسي وذلك للحصول على سمات الشخص من خلال تقديراته الشخصية ويكون بهدف تطوير الكفاءة أو المساعدة على التعلم، وقد تم تحديد مفهوم الاختبار من قبل العديد من العلماء إلا أن حصر واحتواء هذا المفهوم في إطار محدد يبقى أمرا صعبا.
ويمكننا أن نستعين بالاختبارات الشخصية لنحدد كيف ينظر كل شخص فينا إلى جسده، وهل يراه متناسقا… وينظر له بعين الرضا أم لا يرضى عنه على الإطلاق؟ وأما يرى بجسده بعض العيوب التي قد تشوه من جماله ويصبح في حاجة للتصحيح.
فيمكن بواسطة تلك الاختبارات أن نكتشف مدى رضا كل شخص منا عن نفسه وأجزاء جسده المختلفة، حيث تجدر الإشارة إلى أن الهدف من مثل تلك الاختبارات مساعدة الأفراد في التصالح والتكيف مع أنفسهم، ففي حالة الرضا عن الذات سيشعر هؤلاء الأفراد بحالة نفسية وصحية جيدة، تمكنهم من الاستمتاع بحياتهم لأقصى درجة دون الشعور بمنغصات إضافية نابعة من عدم رضاهم عن أجسادهم.
كيف ترى جسدك؟
يشعر العديد من الأشخاص بالرضاء والقبول الكبير لأجسادهم، على الرغم من أن تلك الأجساد قد يكون بها بعض العيوب ولكن شعورهم بالرضا والقبول قد يغطي على أي عيب في تلك الأجساد، وعلى النقيض تماما، نجد أن هناك آخرين لا يشعرون بهذا الرضا أبدا تجاه أجسادهم على الرغم من أنها تعد مثالية، فهناك من يرى أنه طويل أكثر من اللازم، وهناك من ترى أن أنفها بحاجة للتصحيح، وهناك من يرى أن حجمه أكبر من الطبيعي وهكذا.
وهنا يدخل استخدام الاختبارات الشخصية لتحدد للشخص ما إذا كان بالفعل يشعر بالرضا تجاه جسده ويراه مقبولا أم لا.. ويا تُرى كيف ترى أنت شكل جسدك؟
سلبيات عدم الرضاء عن الجسد:
عندما يشعر المرء بعدم الرضا عن نفسه أو جسده، ويشعر أنه مليء بالعيوب وبحاجة للعديد من التصحيحات، ولهذا الشعور العديد من السلبيات والتي يمكن أن نذكرها في:
1- عدم الثقة في النفس، فعندما يشعر الشخص بعدم الرضا عن نفسه وجسده يصاب بحالة من عدم الثقة في النفس والتي ستنعكس على جميع جوانب حياته، سواء كانت العملية أو العائلية أو حتى العاطفية، وهو الأمر الذي قد يصيبه بالعديد من الأمراض النفسية التي هو في غنى عنها.
2- الفشل في إقامة علاقات سوية، فعند شعور الشخص بعدم الرضا عن جسده فإن هذا سيؤثر عليه سلبيا عند محاولته إقامة علاقة من أي نوع، سواء كانت علاقة صداقة أو حتى علاقة حب أو ارتباط، لأنه لن يشعر أبدا برضا الطرف الآخر عنه.
3- الشعور بالكره والسخط، حيث سيكون الشخص الذي لا يشعر بالرضا تجاه جسده دائم السخط على نفسه وعلى المحيطين بل على العالم بأكمله، ولن يشعر أنه يمكنه أن يكون أجمل أو أفضل منه مما يدخله في العديد من المشاكل.