اكتشاف ثقبين أسودين يدور أحدهما حول الآخر
تمكن علماء الفلك من رؤية آثار لحركة زوج من الثقوب السوداء العملاقة ، وذلك من خلال رصد وسط مجرة 4C +37.11 في كوكبة " فرساوس " باستخدام أقوى المراصد في العالم.
وقال عالم الفلك في جامعة نيومكسيكو الأمريكية غريغوري تايلور إن اكتشاف زوج مرئي أول من الثقوب السوداء يتيح لنا فرصة لدراسة كيفية التعامل بين جرمين فضائيين عملاقين" .
وتقع تلك المجرة الحلزونية على مسافة 750 مليون سنة ضوئية من المنظومة الشمسية . وقال تايلور إن هذه المجرة لفتت أنظار العلماء عامي 2005 و 2006 بعد اكتشاف ثقبين فائقي الكتلة وليس ثقب واحد في وسطها حيث تفصل بعضهما عن الأخرى مسافة تقدر بـ 24 سنة ضوئية فقط.
وحسب العالم الأمريكي فإن تلك المسافة تعد مسافة مثلى لرصد عملية دوران هذين الجرمين الفضائيين. وهي مسافة كافية للفصل بينهما، مع العلم أنهما يولدان موجات الجاذبية ويشوهان الفضاء المحيط بهما.
ومن أجل رؤية عملية الدوران لا بد من توفير مراصد لاسلكية قوية جدا أصبح من الممكن تجميعها بفضل الدراسات التي أجراها في ستينات القرن الماضي الأكاديمي السوفيتي كارديشيف وزملاؤه الذين اقترحوا بالجمع بين قدرات الأطباق اللاسلكية الافتراضية الضخمة في مختلف أنحاء البلاد.
ثقب أسود
واستطاع العلماء باستخدام تلك التكنولوجيا متابعة تراقص الجاذبية الناتجة عن هذين الثقبين الأسودين والتقاط صورهما الفوتوغرافية الأولى ، وذلك خلال رصد وسط مجرة 4C +37.11على مدى 12 عاما.
وقد أكدت تلك الأرصاد أن الثقبين الأسودين يدوران بالفعل بعضهما حول الأخر. وتستغرق دورة واحدة لدورانهما 30 ألف عام.
وعلاوة على ذلك فإن فريق تايلور استطاع قياس كتلة هذا الزوج من الثقوب السوداء والتي زادت عن كتلة شمسنا بمقدار 15 مليار مرة.
ويأمل العلماء أن تساعدهم الدراسة اللاحقة للثقبين الأسودين الواقعين في وسط مجرة 4C +37.11 في الإجابة على سؤال لماذا يعد وجود الثقبين الأسودين في مجرة واحدة ظاهرة نادرة في الكون.
المصدر: نوفوستي
يفغيني دياكونوف