إنه فقط مغربي
إنه فقط المغربي، يقدسن و ندله، يعشقن و نمقته.
نحن أوربا العجوزة، قدنا العالم و كنا مركزه لقرون. اليوم نعترف لكم يا دول العالم الثالث. لولاكم لما رفعن الرأس بعد الحربين. أنتم مصدر قوتنا و قيمتنا.
من منكم لا يريد العيش عندنا. ومن منكم لا يتخبط داخل هاته الإرادة الفارغ و المفيد لنا. نترككم تتخبطون داخل حلم تافه، حلم الهجرة. ما دمتم غير مستقرين في وطنكم لن تنتجوا شيء لهذا العالم سوى كرهكم الشديد لبلادكم و حبكم الوفي لنا. وإن حصل أن أنتجم شيء، سنشتره منكم و يكتبه التاريخ لصالحنا. أجل يا قوم، نغتصبكم مند فتح عيونكم إلى إقفالها. نتحكم فيكم. نمتلك بنوككم، أغديتكم، ثقافاتكم و علمكم. الراقي من يحصل على لقبنا، أوربي في فكره. و دنيء لدرجة الإنحطاط من يحصل على لقب أبناء جلدته. نستغرب لحد الجنون إتباعكم لشروطنا القاسية لكي تزورونا. صرحتا تقال، شكرا جزيل الشكر لحكومتكم، تسمح لنا أن نتصرف فيكم كما يحلو لنا. ننشف حناجركم لتحصلوا على موعد بشركة تابعة لسفارتنا، و نجبركم أن تدفعوا لهم، لمكاتب التأمين و لنا. نجردكم من أموالكم و نترككم تنتظرون رضنا لأسابيع، وبعدها نقول للأغلبية الساحقة ببرودة قاسية منا، لا، غير مرحب بكم يا … . نعترف أننا من يدلكم في بلادكم و تحت أنظار حكومتكم. فلما لا. إنكم فقط مغاربة. ليس لكم من يتكلم عن كرامتكم. شعب فقط يستهلاك ما ننتج. و يصمت.
نحرم عليكم أرضنا و تقدسون رعيانا. أوربية جميلة، أوربي متقف، إنه الأوربي الواعي. هيا خاطروا بأرواحكم، هاجروا سرا إلينا، تعلموا ثقافاتنا و لغاتنا. أو بالأحرى نكروا دواتكم وتزوجوا ب إحدا عجوزتنا لتنضموا إلينا. و طبعا مهما فعلتم، الأسواء يأتي من جهتكم، حتى و أنتم بيننا. نقول عنكم ما لم يسمح لنا عبر التاريخ أن نقول عنكم. ننتهك حرمتكم، دينكم و رسولكم. أنتم أنتم، قوم القرن الواحد والعشرين، مختلين عقلانيا، ودلك بسببنا. ليس لكم أحد يتكلم عن كرامتكم، شعب فقط يستهلاك ما ننتج. و يصمت.