ليس الانفجار الأول فقد تم تعويض عائلات الضحايا بمليون جنيه شرط التعتيم.. حقيقة ما حصل في المصنع قرب مطار القاهرة الأكثر قراءة ببيان من ألف كلمة.. الداعية المصري معز مسعود يردّ على منتقدي زواجه من شيري عادل بوتين استعرض عضلاته على ترمب، تأخر ساعة عن الموعد وركب سيارة أفخم من التي حملت الرئيس الأميركي.. هذه مواصفات المركبة الأهم في روسيا آيفون غرق في المحيط 48 ساعة، لكنّه عاد يعمل طبيعياً وبطاريته 80 %.. أما الأغرب من كل هذا، فهو كيف عثرت الغطاسة عليه! لأول مرة في تاريخ إسبانيا.. كأس السوبر بين برشلونة وإشبيلية خارج المملكة، وتقام في بلد عربي حسناً – فرنسا فازت بكأس العالم، نعم… لكن مظلّة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سرقت الأضواء!
باختصار، السيناريو الذي حصل ليلة الخميس 12 يوليو/ تموز بدأ بانفجار قوي وسحابة دخان تؤكد ما تردد على مسامع أهالي القاهرة، وأخيراً تصريحات رسمية متضاربة تطرح معها سؤالاً حول حقيقة ما حصل هناك في ذلك المصنع القريب من مطار القاهرة.
الخبر شبه الرسمي الأول الذي أُذيع عبر التلفزيون المصري أفاد فى نبأ عاجل بأن الانفجار ناجم عن حريق بخزان الوقود خارج مطار القاهرة، مضيفاً أن الدفاع المدني سيطر على الحريق.
لكن هذا الخبر لم يصمد طويلاً؛ ليخرج المتحدث العسكري يصدر بياناً يقول فيه: نظراً لارتفاع درجة حرارة الجو حدث انفجار فى أحد مخازن البتروكيماويات التابعة لشركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية.
بيان المتحدث العسكري أثار مزيداً من الدهشة، فمن ناحية كان السؤال الأبرز هو ما علاقة الجيش المصري بهذه الشركة ومن ناحية أخرى طُرح السؤال الأهم: كيف حصل انفجار بهذا الحجم نتيجة»لارتفاع درجة حرارة الجو»؟
نظراً لإرتفاع درجة حرارة الجو حدث إنفجار فى إحدى مخازن البتروكيماويات التابعة لشركة هليوبلس للصناعات الكيماوية ، وتم دفع عربات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق ومحاصرته .
Gepostet von الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة am Donnerstag, 12. Juli 2018
«عربي بوست» التقت أحد المهندسين العاملين في مصنع هليوبوليس للصناعات الكيماوية ، الذي سرد لنا الرواية كاملة شريطة إخفاء اسمه.
المهندس أكد أن الانفجار القوي بالفعل ناجم عن الحرارة، لكن ما ذكره المتحدث العسكري لم يكن الحقيقة كاملة، يقول المهندس لـ «عربي بوست»: لقد «اجتمعنا في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017 مع اللواء ممدوح بدوي، رئيس مجلس الإدارة، تحدثنا خلال حفل تكريم للموظفين عن حتمية تغيير نظام التبريد بالمصنع الذي انتهى عمره الافتراضي»، مضيفاً إلى ذلك «سوء تخزين المواد الكيماوية».
ولم يكُن إصرار المهندسين نابعاً من فراغ، فقد نشب في المصنع نفسه حريقان؛ أحدهما لقي فيه عدد من العاملين مصرعهم، ولكن تم التعتيم على تلك الحادثة، وصرفت تعويضات لأسر العاملين، مليون جنيه لكل أسرة، وحينها طلب منهم الصمت مقابل التعويض المادي.
أما الحريق الآخر الذي وقع عام 2015 فاحترقت فيه المخازن، وحينها جاء في تقرير اللجنة الفنية أن هناك مشاكل في تخزين المواد الكيميائية في المصنع.
ليلة الحادث الأخير
المهندس مثل كثيرين غيره، كان في منزله حين وصلته أخبار الحريق في ليلة الخميس 12 يوليو/تموز، حينها، لم تكن سوى وحدة الإطفاء في المصنع والمكونة من 12 عاملاً.
اشتعلت النيران في المخزن، سارعوا للسيطرة على الموقف لكنهم فشلوا، وأصيبوا جميعهم بحروق متفاوتة، إصاباتهم خطيرة؛ لذلك نقلوا جميعاً إلى مستشفى الحلمية العسكري حيث زارهم هناك اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي، في اليوم التالي.
والتقى الوزير في زيارته التي تمت وسط إجراءات أمنية مشددة، المصابين وعائلاتهم، وشدد عليهم «بعدم التعامل مع الإعلام بتاتاً ووعدهم بتعويضات مجزية»، بحسب أقوال المهندس.
مصنع 81 الحربى
حريق المصنع كان واضحا للعيان وصوته هز القاهرة
وقد أنشئ هذا المصنع في أواخر الأربعينات، حينها كانت تلك المنطقة (الهايكستب – قرب المطار) منطقة نائية وبعيدة عن الكتله السكانيه، وعليه كانت ملائمة جداً لإقامة مثل هذا المصنع شديد الحساسية والخطورة، بحسب كلام المهندس العامل بالمصنع منذ سنوات.
بالطبع تغير الموقف مع الزحف العمراني وأصبح المصنع محاطاً بكثافات سكانية تستلزم نقله بعيداً لأمن وسلامة المواطنين، يقول المهندس: «لكن للأسف هذا لم يحدث».
يتابع «لسنوات طويلة كان مصنع 81 الحربى مسؤولاً عن إنتاج قذائف المدفعية بمختلف أعيرتها وقذائف الهاون، لكن مؤخراً خف هذا النشاط، وأصبح الدور الأبرز للمصنع هو إنتاج المواد الكيماوية اللازمة لتصنيع المتفجرات المستخدمة في الجبال وخلافه، «إضافة إلى عملنا في مجال البلاستيك».
وقد تم تعديل اسم المصنع – لأسباب أمنية – من مصنع 81 الحربى الى مصنع هليوبوليس للكيماويات، «لكننا ظللنا كما نحن تابعين للجيش (لوزارة الإنتاج الحربي تحديداً) وظل مصنعاً عسكرياً يديره عسكريون، ويعمل به بعض المدنيين»، وهذا يفسر لماذا أصدر المتحدث العسكري بيانه عن الحادث.
اقتراح تصحيح