(و ذلك بفوزه عليه بالضربات الترجيحية (4-1) في المباراة النهائية التي جمعت بينهما، اليوم الأربعاء على أرضية الملعب الكبير بمدينة طنجة، محققا بذلك لقبه الثاني في المسابقة، وتجاوز سوء الحظ الذي لازمه في النهايات الأربع التي خاضها.
وقد انتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة بدون أهداف.
وكان الفريق الخريبكي قد خسر أمام فريق اتحاد الفتح الرياضي بالذات في المباراة النهائية لكأس العرش التي جمعتهما سنة 1995 بالرباط بحصة 2-0.
ويعد هذا اللقب، الثاني للفريق الخريبكي في مشواره الرياضي بعد اللقب الوحيد الذي حققه تحت إشراف المدرب مصطفى مديح سنة 2006 بالرباط على حساب فريق حسنية أكادير (1-0)، فيما فشل الفريق الرباطي في إحراز لقبه الثاني على التوالي والسابع في مشواره الرياضي بعد ألقاب (1967 و1973 و1976 و1995 و2010 و2014).
وبهذا التتويج يكون فريق أولمبيك خريبكة قد فك سوء الطالع الذي لازمه في المباريات النهائية بعدما خاض اليوم سادس نهاية له في مشواره الرياضي وخسر اللقب أربع مرات أمام أندية الوداد البيضاوي 1989 و1994 (0-2 و0-1) واتحاد الفتح الرياضي 1995 (0-2) والرجاء البيضاوي 2005 (بالضربات الترجيحية).
كما أن هذا التتويج جاء ليؤكد أن النهج خاصة التكتيكي، الذي ينهجه الإطار التونسي أحمد العجلاني منذ تعاقده مع فريق أولمبيك خريبكة قبل موسمين، بدأ يعطي أكله حيث كان قريبا من إحراز لقب البطولة الاحترافية خلال الموسم الماضي ليكتفي في الأمتار الأخيرة بمركز الوصافة ما أهله لتمثيل كرة القدم المغربية في دوري أبطال إفريقيا.
أما فريق اتحاد الفتح الرياضي، المتوج السنة الماضية على حساب فريق النهضة البركانية بفوزه عليه 2-0 في المباراة النهائية التي أقيمت على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، فكان يمني النفس بإحراز لقبه الثاني على التوالي والسابع في مشواره الرياضي بعد ألقاب (1967 و1973 و1976 و1995 و2010 و2014)، غير أنه فشل في ذلك وتجمد رصيده عند ستة ألقاب بفارق لقب واحد خلف فريق الرجاء البيضاوي صاحب المركز الثالث من حيث عدد الألقاب المحققة (7 ألقاب)، علما بأن فريق الجيش الملكي يبقى مهيمنا على هذه المسابقة ب11 لقبا، متبوعا بفرق الوداد البيضاوي (9 ألقاب).
وتعد هذه ثالث خسارة للفريق الرباطي في نهاية كأس العرش بعد نهايتي 1960 أمام المولودية الوجدية 0-1 و2009 أمام الجار فريق الجيش الملكي بالضربات الترجيحية، علما بأنه خاض اليوم تاسع نهاية في مشواره الرياضي.
يذكر أن فريق اتحاد الفتح الرياضي كان قد توج بمدينة طنجة قبل حوالي 40 سنة خلت بطلا لمسابقة كأس العرش عندما فاز في المباراة النهائية التي أقيمت على أرضية ملعب مرشان (1976) على فريق النادي القنيطري بهدف دون رد وقعه الدولي خالد الأبيض.
كما أن الإطار الوطني وليد الركراكي، الحديث العهد بمجال التدريب والذي خاض اليوم ثاني نهاية كأس العرش في مشواره الرياضي على رأس الإدارة التقنية لفريق اتحاد الفتح الرياضي، كان يتوق لإحراز لقبه الثاني على التوالي.
وعرفت نهاية هذه السنة، التي أقيمت في غمرة احتفالات الشعب المغربي بذكرى عيد الاستقلال، حضورا جماهيريا كبيرا حج إلى مدرجات الملعب الكبير لمدينة البوغاز، الذي يحتضن هذا الحدث الهام والبارز في تاريخ كرة القدم المغربية لأول مرة منذ افتتاحه يوم 26 أبريل 2011، ما أعطى هذا الحدث الكروي الوطني الهام ما يستحقه من إثارة وتشويق.
ومن جانبه أدار الحكم الدولي بوشعيب الأحرش، بمساعدة كل من تحيى النوالي وعصام بن بابا، ثاني مباراة نهائية في مشواره التحيكيمي بعد الأولى التي جمعت سنة 2009 بالرباط بين فريقي الجيش الملكي واتحاد الفتح الرياضي وكان الفوز فيها من نصيب الفريق العسكري بالضربات الترجيحية 5-4 بعد انتهاء الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1). وكان فريق اتحاد الفتح الرياضي قد استهل حملة الدفاع عن لقبه بفوز في دور سدس عشر النهاية على فريق مولودية الداخلة (قسم الهواة) ذهابا بالداخلة 5-0 فيما لم تجر مباراة الإياب، وتجاوز في دور ثمن النهاية فريق الدفاع الحسني الجديدي بتعادله معه ذهابا بالجديدة 1-1 وإيابا بالرباط 0-0، قبل أن يتفوق بصعوبة في دور الربع على فريق النادي القنيطري بعدما فاز عليه ذهابا 0-1 وخسارته أمامه إيابا بالرباط بنفس النتيجة قبل أن يحسم تأهله بالضربات الترجيحية (8 مقابل 7) ليتأهل إلى المربع الذهبي حيث خسر أمام فريق الرجاء بالدار البيضاء ذهابا 1-3 قبل أن يقلب تأخره إيابا بفوز ثمين 2-0.
أما فريق أولمبيك خريبكة، فأزاح في طريقه إلى اللقاء النهائي فريق آيت ملول (القسم الثاني) بتعادله معه ذهابا في دور سدس عشر النهاية 1-1 وإيابا بخريبكة 0-0، وفوزه على فريق الرشاد البرنوصي (القسم الثاني) ذهابا 0-3 وإيابا 2-0، وفريق اتحاد طنجة بتعادله معه ذهابا بخريبكة (1-1) وفوزه عليه إيابا بطنجة 2-1، قبل أن يخرج فريق شباب أطلس خنيفرة (القسم الثاني) بخسارته ذهابا بخنيفرة 1-0 وفوزه إيابا بمراكش 3-1.
وكما هي طبيعة اللقاءات النهائية، لم تخرج هذه المواجهة عن طابع الحيطة والحذر واستقرار الكرة في وسط الميدان في جل أطوارها، مع امتياز طفيف لأصدقاء العميد مراد باتنة الذين قاموا ببعض المحاولات القليلة والمحتشمة لم تكن لتقلق راحة الحارس الدولي محمد أمين البورقادي.
ونسج كل من الفريقين على نفس المنوال في الشوط الثاني، حيث سعى كل من الركراكي والعجلاني إلى تعزيز وسط الميدان والتكتل في الدفاع مع الاحتفاظ بالكرة وفرض الحراسة اللصيقة على أبرز مفاتيح لعب الفريق المنافس، ما جعل الوصول إلى أحد المرميين صعبا للغاية لينتهي الوقت الأصلي بلا غالب ولا مغلوب وليدخل الفريقان شوطين إضافيين حاول خلالهما الفريق الرباطي نقل الضغط إلى معترك الفريق الخريبكي دون النجاح في بلوغ مرماه، ليلجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت لاصدقاء العميد إبراهيم البزغودي. ويبقى فريق الجيش الملكي مهيمنا على هذه المسابقة ب11 لقبا، متبوعا بفرق الوداد البيضاوي (9 ألقاب) والرجاء البيضاوي (7 ألقاب)، ثم اتحاد الفتح الرياضي والكوكب المراكشي (6 ألقاب لكل منهما)، فالمولودية الوجدية (4 ألقاب) والمغرب الفاسي والأولمبيك البيضاوي (3 ألقاب)، في حين نالتها فرق أولمبيك خريبكة ومجد المدينة وشباب المحمدية والنهضة السطاتية والراسينغ البيضاوي والنادي المكناسي والنادي القنيطري مرة واحدة. ويبقى الرقم القياسي في قيادة المباريات النهائية لكأس العرش في كرة القدم من نصيب الحكم عبد الكريم الزياني، الذي أدار خمس مباريات نهائية (59 – 62 – 69 – 71 و1974)، متبوعا بمحمد البوكيلي وسليمان البرهمي والمرحوم سعيد بلقولة بثلاثة لقاءات نهائية لكل واحد منهم، ومحمد باحو ويحيى حدقة وعبد الله العاشيري ورشيد بولحواجب وبوشعيب الأحرش بنهايتين لكل واحد منهم.
وما يزال مهاجم فريق الوداد البيضاوي عبد الخالق يملك الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف المسجلة في نهائيات كأس العرش في كرة القدم برصيد أربعة أهداف منها ثلاثية في المباراة النهائية لعام 1978 بملعب سانية الرمل بتطوان ضد النهضة القنيطرية. ويأتي في المركز الثاني اللاعبان كريمو (الكوكب المراكشي) وهيدامو (الجيش الملكي) بثلاثة أهداف لكل منهما.
وكان فريق الجيش الملكي للإناث قد توج بطلا لمسابقة كأس العرش لكرة القدم النسوية للمرة الثالثة على التوالي في مشواره الرياضي عقب فوزه على فريق النادي البلدي للعيون 4-0 في المباراة النهائية، التي جمعتهما أمس الثلاثاء، على أرضية ملعب سانية الرمل بمدينة تطوان.
وسجلت اللاعبات غزلان شباك في مناسبتين (د 17 و52) وفاطمة الزهرة تغناوت (د 32 ض ج) ونجاة بدري (د 83)، الأهداف الأربعة لفريق الجيش الملكي في هذه المباراة التي عرفت إهدار فريق النادي البلدي للعيون لضربة جزاء قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة عن طريق اللاعبة رونالد توكبليدو.
وهو اللقب الثالث على التوالي لفريق الجيش الملكي في هذه المسابقة بعد لقبي 2013 و2014، ليتقدم في سجل الأندية الفائزة بالكأس الفضية، التي رأت النور في موسم 2008-2009، على إناث فريق شباب أطلس خنيفرة صاحبي لقبن متتاليين ايضا (2011 و2012) وفريقي يوسفية برشيد (2009) والرجاء البيضاوي (2010). يذكر أن هذه المباراة أدارها طاقم تحكيم مشكل من الحكمة لمياء لوراغاي بمساعدة كل من صباح سادير وخديجة الوردي.
وفي أعقاب هذه المباراة، التي انتهت في أجواء احتفالية، سلم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد كأس العرش لكرة القدم النسوية للاعبة فتيحة لعسيري، عميدة فريق الجيش الملكي، كما سلم سموه كأس العرش لإبراهيم البزغودي عميد فريق أولمبيك خريبكة.