أبطال أم محظوظون؟! قصص لا تُصدَّق تمكَّن فيها هؤلاء من مواجهة الموت بقعر المحيط وفي قلب البركان

0

رغم الكوارث الطبيعية، فإن العديد من الناس ينجحون في مواجهة الموت بعزم، قد لا يملكون سبيلاً للنجاة، لكن إرادتهم للبقاء على قيد الحياة تسعفهم في هزيمة الموت والانتصار عليه.

منذ أيام قليلة نجحت فرق الإنقاذ الإندونيسية في إنقاذ رجل (38 عاماً) من تحت الأنقاض، التي سبَّبتها موجات تسونامي وصل ارتفاعها لمترين، لكن العجيب أن هذا الرجل قضى 4 أيام تحت الأنقاض بلا ماء أو طعام، وخرج من تحتها من دون أية إصابات أو حتى جروح.

وحتى هذه اللحظة تُواصل إدارة الكوارث الإندونيسية البحث عن ناجين، علماً أن عدد الضحايا حتى الآن وصل لـ1234.

ومثل هذا الرجل، توجد قصص بطولية عديدة تمكَّن فيها الإنسان من البقاء على قيد الحياة رغم كل شيء.

نستعرض فيما يلي بعضاً منها:

فيسنا فولوفيتش.. تنجو من انفجار الطائرة وتقفز من ارتفاع 10160 متراً

دخلت مضيفة الطيران الصربية السابقة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كصاحبة أعلى مسافة نجا منها شخص من السقوط عن علو 10160 متراً من دون مظلة.

في 26 يناير/كانون الثاني عام 1972، انفجرت قنبلة في الطائرة التي كانت تعمل فولوفيتش كمضيفة على متنها. كانت الطائرة تابعة للخطوط الجوية اليوغوسلافية، وكانت تقوم برحلة من ستوكهولم إلى زغرب عبر كوبنهاغن، وعلى متنها 23 راكباً و5 من أفراد الطاقم.

زرع متطرفون كروات القنبلة لتودي بحياة جميع الركاب، لكن بقيت فيسنا فولوفيتش، الناجية الوحيدة من الموت.

سقط حطام الطائرة بالقرب من قرية كامينيتشاصربكا في تشيكوسلوفاكيا، ليجد السكان المحليون الفتاة في غيبوبة، بعد إصابتها بكسور في الجمجمة وثلاث فقرات والساقين والحوض.

استمرَّ علاج المضيفة 16 شهراً، وبعد تعافيها اتَّجهت للعمل المكتبي.

هاريسون أوكيني.. 3 أيام من مواجهة الموت في عمق المحيط

في 28 مايو/أيار 2013، كانت فرق الإنقاذ من رجال الضفادع تبحث عن حطام السفينة جاكسون 4. كانت تحاول نقل حطامها، الذي يبعد 100 قدم عن ساحل نيجيريا.

لكن أثناء قيامهم بذلك عثروا على طباخ السفينة النيجيري هاريسون أوكيني، الذي قضى 72 ساعة في قاع المحيط على عمق 30 متراً.

كان هاريسون في المرحاض أثناء انقلاب السفينة، ولم يتمكن من الوصول لفتحة طوارئ، ليجد نفسَه محاصراً بفقاعة من الهواء مربعة الشكل، تسبَّب فيها انقلاب القارب، لم يصل إليها الماء.

وُضع في غرفة إزالة الضغط لمدة يومين متواصلين بسبب طول المدة التي قضاها أسفل المحيط البارد، ثم نُقل إلى السطح.

تم تصوير عملية الإنقاذ من خلال بث مباشر تمت إذاعته على القنوات الإعلامية، وهي تظهر هاريسون الذي كاد يموت جوعاً ورعباً.

ماورو بروسبيري.. شرب بوله ودماء الخفافيش لينتصر على الصحراء

ضابط شرطة إيطالي كان مشتركاً في ماراثون الصحراء الغربية عام 1994، لكنه ضلَّ الطريق ووجد نفسَه بلا طعام أو شراب، وكان السبب في ذلك عاصفة رملية شديدة دفعته للابتعاد عن مسار السباق.

لم يجد ماورو بديلاً عن شرب بوله وأكل الثعابين، كما كان يسترخي نهاراً ويسير ليلاً ليحافظ على طاقته.

وبعد 3 أيام اعترضته عاصفة رملية، ليجد نفسه أمام مسجد مهجور به بعض الخفافيش فاصطادها، وفصل رأسها عن جسدها ليشرب دمها ويأكل لحمها نيئاً.

ومن جديد قرَّر المحاولة مرة أخرى، حتى وجد نفسَه أمام إحدى الواحات، فعثرت عليه أسرة بدوية بعد 9 أيام من ضياعه في الصحراء. سلمته الأسرة لأقرب وحدة عسكرية تابعة للقوات الجزائرية لمعالجته، وتبيَّن لاحقاً أن ماورو قطع 300 كم بعيداً عن مسار السباق، وفقد 18 كغم من وزنه.

لكن العجيب أنه رغم التجربة المريرة التي خاضها فإن قوة إرادته جعلته يعود ليشارك في الماراثون الصحراوي في المغرب عام 1998.

بون ليم.. 131 يوماً في عرض البحر

هو بحار صيني حقَّق رقماً قياسياً لأطول فترة بقاء على قيد الحياة دون مقومات لمدة 131 يوماً.

خلال الحرب العالمية الثانية، في نوفمبر/تشرين الثاني 1942، كان بون ليم أو Poon lim على متن سفينة تجارية بريطانية متجهة من كيب تاون إلى نيويورك، لكن تم استهدافها بطوربيد من قبل سفينة حربية نازية، ما أدى لغرق السفينة على الفور.

لحسن الحظ استطاع بون ليم أن يقفز من السفينة قبل غرقها، واستمرَّ في السباحة حتى عَثر على قارب خشبي مساحته 8 أقدام، وجد فيه بعض البسكويت والماء، وبعد مرور شهر، ونفاد المؤن لديه، أدرك أن الطريقة الوحيدة للنجاة هي الوصول لليابسة والصيد.

بدأ بون يصطاد أسماك القرش ويشرب دماءها ويتغذَّى على لحمها، ثم تعرَّض لعاصفة أفقدته كلَّ ما كان يمتلكه من مؤن وإمدادات، فاضطر لاصطياد الطيور والتغذي على دمائها، حتى عثر عليه صيادون قرب سواحل البرازيل.

كان بون قد قطع المحيط الأطلسي ووصل لضفاف نهر الأمازون في أميركا الجنوبية، وعلى الرغم من طول المدة التي قضاها في عرض البحر فإنه خسر 9 كيلوغرامات من وزنه فقط، كما كان يتمتع بصحة جيدة، ويستطيع الوقوف والمشي.

جوليان كوبكة.. الناجية من تحطُّم الطائرة ومجاهل الأمازون

«لم تكن الأدغال بالنسبة لي جحيماً أخضر، بل المكان الذي أبقاني على قيد الحياة». هذا ما قالته عالمة الأحياء جوليان كوبكة، الناجية الوحيدة من حادث لطائرة تابعة لشركة لانسا.

كان والدا جوليان عالمَيْ أحياء، انتقلا للعيش في بيرو في الخمسينات للقيام بعدة أبحاث، وكانت جوليان تقضي فترة طويلة في الغابة أثناء طفولتها، حيث فتحا محطة بانغوانا لعلم الأحياء في منطقة بوكايبا، ولا تزال جوليان تعمل في هذه المحطة إلى اليوم.

في 24 ديسمبر/كانون الأول عام 1971، كان هناك 92 شخصاً على متن الرحلة رقم 508 من ليما إلى بوكايبا. من ضمن الركاب جوليان وأمها، التي كانت في طريقها لملاقاة والدها في بيكالبا. بعد 40 دقيقة من الإقلاع من العاصمة ليما، دخلت الطائرة في عاصفة رعدية تسبَّبت في إصابة خزان الوقود واشتعاله، كما انفصل الجناحان الأيسر والأيمن عن الطائرة.

توفيت الوالدة، وأصيبت جوليان بجرح قطعي في عينها، مع كسر عظم الترقوة والكاحل نتيجة سقوطها من ارتفاع 3 كم. وعلى الرغم من أنها كانت مفجوعة لفقدان والدتها، فإنها استمرت في السير لمدة 10 أيام. كانت تقتات من الحشائش والفواكه وتشرب من الأنهار، وكانت هناك النمور والعقارب والثعابين التي لم تستطع أن تراها لأنها فقدت نظارتها.

عثر حطاب أمازوني على جوليان وهي في قمة الإنهاك والتعب، فنقلها بزورقه إلى المدينة.

وبعد وصولها للمستشفى اكتشفت أن هناك ناجين آخرين، لكنهم ماتوا من الجوع أو إصاباتهم البالغة وهم في انتظار من ينقذهم.

هوارد أولريش وابنه سوني.. عند التسونامي توجه إلى ركوب الموج!

في 9 يوليو/تموز 1958 سُجّلت أعلى موجة تسونامي في التاريخ الحديث في خليج ليتويا في ألاسكا، كان السبب زلزال بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر. ارتفعت الأمواج الضخمة حوالي 1720 قدماً فوق مستوى البحر، أي أعلى من ناطحات السحاب العادية.

ووقع التسونامي نتيجة انهيارات جبلية تصل لـ40 مليون ياردة مكعبة، سببها الزلزال، وانزلاق التربة والصخور في مياه الخليج الضيق.

انتشرت الموجة الضخمة عبر التضاريس الجبلية، حتى إنها غطَّت رؤوس الأشجار الموجودة على التلال. إلا أن ما يبعث على الدهشة هو حقيقة أن الناجيين المحظوظين، هوارد أولريش وابنه سوني، كانا يُبحران في خليج ليتويا، تمكنا من البقاء على قيد الحياة على قمم الموجة بدلاً من أن يتم سحقهما.

مايكل بنسون.. وتحدي الموت من قلب البركان

نجا مايكل بنسون من تحطُّم طائرة هليكوبتر، وما تبع ذلك من البقاء لمدة ليلتين في فوهة بركان كيلوا النشط في جزر هاواي.

كان بينسون البالغ من العمر 42 عاماً وزميله المصور في مهمة تصويرية لصالح Paramount Pictures، إحدى شركات إنتاج الأفلام الرئيسية الست الكبرى في هوليوود.

في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 1992، فقد قائد الطائرة كريج هوسكينج السيطرة على الطائرة فجأة. لم يكن لديه وقت لاستعمال اللاسلكي طلباً للمساعدة، فتحطَّمت المروحية على فوهة البركان الساخنة. أخطأت بفارق ضئيل تجمع فقاعات الحمم البركانية، ونجح الثلاثة في مواجهة الموت بإصرار.

من المعروف أن البركان ينفث غازات ضارة، بما في ذلك كبريت الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت، لكن الرجال لم يختنقوا لأنهم كانوا في جزء من فوهة البركان، حيث يأتي بعض الهواء النقي من الحافة.

صعد الرجال إلى الحافة، لكن الجدار الداخلي للبركان كان ينهار بسهولة، بحيث تهدد كل خطوة بخلق انزلاق صخري.

قرَّر هوسكينج العودة إلى الطائرة ليتواصل مع عمال الإنقاذ، الذين تمكنوا من إنقاذه بواسطة طائرة هليكوبتر منخفضة، سمحت له بالدخول إليها، لكنَّ الرجلين الآخرين اللذين صَعِدا إلى مسافة 80 قدماً من الحافة غطَّتهما الغازات البركانية الكثيفة، فتأجَّلت جهود إنقاذ المصور مايكل بينسون من فوهة بركان كيلوا في حديقة هاواي فولكانوز الوطنية.

أما المصور الآخر، كريس ددي، فتمكن من الزحف إلى برّ الأمان، بينما اضطر بنسون لقضاء يوم آخر دون نوم أو طعام حتى صباح اليوم التالي.

قالت دونا كوتون، وهي حارسة في الحديقة، تم إلقاء سلة ملحقة بحبل طوله 150 قدماً لسحب بنسون ونقله إلى المستشفى. وتبيَّن أن بنسون كان عالقاً بنحو 60 قدماً تحت حافة فوهة البركان، التي يبلغ ارتفاعها 600 قدم.

وقال إن رجال الإنقاذ في البداية لم يتمكنوا من رؤية السيد بنسون بسبب الأبخرة الكثيفة، لكن بنسون نجح في مواجهة الموت رغم مرور 3 أيام في مكان أقرب ما يكون لجهنم!.

The post أبطال أم محظوظون؟! قصص لا تُصدَّق تمكَّن فيها هؤلاء من مواجهة الموت بقعر المحيط وفي قلب البركان appeared first on عربي بوست — ArabicPost.net.

قد يعجبك ايضا

اترك رد