هذا سر إبعاد اللاعبين للمشروبات الغازية والكحولية

0

تكررت مواقف إبعاد اللاعبين للمشروبات الكحولية والغازية الموضوعة أمامهم على طاولات المؤتمرات الصحفية، في حين وضعوا مكانها زجاجات المياه، ما قد يظهر دعوة صريحة لشرب المياه على حساب تلك المشروبات.
وبدأ النجم العالمي كريستيانو رونالدو هذا التصرف، وتحديدا قبل مباراة منتخب بلاده في مواجهة المجر في كأس الأمم الأوروبية “يورو 2020″، حيث قام رونالدو بإزالة زجاجتي المشروب الغازي “كوكا كولا” ثم أمسك زجاجة ماء، وقال: “اشربوا الماء” قبل أن يبدأ بالكلام.
وفي اليوم التالي لتلك الواقعة، أزاح نجم المنتخب الفرنسي، بول بوغبا، زجاجة “بيرة”، لإحدى الشركات الراعية لبطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو 2020″، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقِد عقب مباراة فرنسا ضد ألمانيا، ضمن منافسات الجولة الأولى لدور المجموعات.
وكرر نجم منتخب إيطاليا مانويل لوكاتيللي، موقف رونالدو حيث أبعد زجاجات المشروبات الغازية من أمامه في المؤتمر الصحفي المنعقد عقب مواجهة سويسرا، ووضع الماء بدلا منها أمامه.
وبعد أن شاهد العالم إبعاد رونالدو لمشروبات “كوكا كولا” ذات الشهرة الواسعة، تعرضت الشركة لخسائر كبيرة، حيث تراجعت قيمة أسهم الشركة الراعية لبطولة كرة القدم الأوروبية بـ1.6% في البورصة، وهبطت تحديدا من 242 مليار دولار إلى 238 مليار دولار، بخسارة بلغت 4 مليارات دولار.
ووجّهت جماهير انتقادات لكريستيانو رونالدو بعد موقفه، واتهمه بعضهم بالتناقض والنفاق، إذ أنه يدعو الآن لشرب الماء كمشروب صحي والتخلي عن تناول المشروبات الغازية، بعد أن حصل على أموال طائلة من تقديمه إعلانات ترويجية للوجبات السريعة والمشروب ذاته الذي يدعو الآن لمقاطعته، حسبما ذكرته صحيفة “ذا صن” البريطانية.
فيما رآى آخرون، بعيدا عن اتهام اللاعب بالتناقض، أن نادي يوفنتوس، الذي يلعب له رونالدو يوفر للاعب راتبه الفلكي عن طريق الشركات الراعية مثل “كوكا كولا” وغيرها، ما جعلهم يصفون إبعاد رونالدو لزجاجات المشروب الغازي “مجرد سخافة لإثبات وجهة نظره”.
من جانبه، يرى كونراد وياسيك، رئيس التحليل الرياضي في شركة “غلوبال داتا”، إنه من “المثير للاهتمام أن نرى كيف بدأ الرياضيون في محاربة تلك الشركات المعلنة”.
وأرجع خبير التحليل أن مثل هذه المواقف المثيرة للاهتمام تحدث في الوقت الحالي بعد زيادة وعي الرياضيين، فقد أصبحوا أكثر وعياً بشأن العلامت التجارية التي يروجون لها أكثر من أي شيء آخر، فشخص مثل رونالدو حيث يتصرف ضد مصلحة شركة “كوكا كولا”، التي تعتبر شريكة نجاحه، لحساب الترويج لشرب المياه، فإنه قادر على إحداث هذا النوع من التغيير بين الجمهور.
وأوضح قائلا: “إذا كنت قد سألتني قبل خمس سنوات ما إذا كان رونالدو سيفعل ما فعله في المؤتمر الصحفي، كنت سأقول لا، ولكن الآن رأينا العديد من تلك المواقف بين الرياضيين، إنهم قوى حقيقية للتغيير”.
وتابع: “أعتقد أن هناك رسالة ماكرة إلى حد ما، تكمن في جلوس شخص رياضي عالي الأداء مثل رونالدو يجلس أمام زجاجة كوكا كولا”.
وطالب الخبير وياسيك الشركات التجارية بأن تكون أكثر وعيا بالمتغيرات، ففي المسابقات الكبرى لم يعد نجوم الرياضة مستعدين للجلوس خلف منتجاتهم للترويج لها”، واختتم قائلا إن “الرياضيين أصبح لديهم الآن صوت ووسيلة للتحدث إلى الجماهير خارج أسوار أنديتهم ومنتخباتهم الوطنية”.

قد يعجبك ايضا

اترك رد