نهاية «النداء» كما نعرفه.. كيف يبدو مستقبل الحزب الحاكم في تونس؟
نهاية “النداء” كما نعرفه.. كيف يبدو مستقبل الحزب الحاكم في تونس؟ الأكثر قراءة مقابلة حادة بين مذيع أميركي وبوتين، شاهد كيف تصرف “الدبّ الروسي” عند مواجهته بلائحة اتهام تثبت تدخل موسكو بالانتخابات الأميركية بالصور.. سيارة بوتين التي تفاخر بها خلال قمته مع ترمب تتفوق على نظيرتها الأميركية، إنها تعمل كغواصة إذا لزم الأمر! “ترمب كان ضعيفاً وبوتين وضعه في جيبه”.. الرئيس الأميركي يواجه عاصفة سياسية، الجمهوريون غاضبون وآخرون يتهمونه بالخيانة ألبوم الصور المزيفة التي اكتُشفت لاحقاً يُوضِّح كيف أخفى النظام السوفييتي الحقيقة وُلدت في قرية، وتحمل شهادة الدكتوراه.. تعرَّف بالصور على الرئيسة الحسناء التي أبهرت العالم في المونديالكان يوم 29 من مايو/أيار الماضي، لحظةً فارقة في المشهد السياسي التونسي، وتحديداً داخل حزب نداء تونس، الحزب الحاكم الذي فاز في انتخابات عام 2014 ، حين خرج رئيس الحكومة الشاب، بلهجته القريبة من التونسيين، ليحدثهم عن استيلاء حافظ قائد السبسي على حزب نداء تونس، وتصدير أزمة الحزب إلى مؤسسات الدولة. وفي سابقة تُنذر بتطور هام، كان هذا الخطاب هو الأول من نوعه، الذي يتحدث فيه رئيس حكومة عن رئيس حزب حاكم، وخاصة أنهما يلتقيان في ذات الوعاء، وهو وعاء نداء تونس.
أطراف وثيقة قرطاج 2 التي أتت بالشاهد يريدون الإطاحة به
جاءت كلمة الشاهد إثر اجتماع ما يُعرف بأطراف «وثيقة قرطاج 2″، الذي يضم مجموعةً من الأحزاب والمنظمات، عندما اتَّفق الجميع على إقالته، بما فيهم الباجي قائد السبسي، رئيس الجمهورية، ما عدا حركة النهضة، التي تمسَّكت به واعتبرت المساس بالشاهد مساساً باستقرار البلاد، وبات هذا الموقف أحد الأوراق المدعمة لتحركات وخطابات رئيس الحكومة.
تعليق العمل بالوثيقة من طرف الأحزاب السياسية كان أحد أهم التحولات في المشهد السياسي، الوثيقة التي أتت بيوسف الشاهد قبل عامين، وهي المنظمة لسير التوافق السياسي، والتي يجتمع فيها الموقعون عليها في حالة أي خلاف، كان قرار الباجي قائد السبسي بمثابة الصدمة وقتها، أو بَانَ وكأنه بداية لفكِّ ارتباطه مع راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، إلا أنه تبيَّن بعدَها أن الأزمة ليست بين حزبه والنهضة؛ بل بين أطراف حزب نداء تونس.
أزمة سياسية عنوانها بقاء رئيس الحكومة
شكَّل تمسُّك حزب نداء تونس مُمثلاً في مديره التنفيذي، نجل الرئيس حافظ قائد السبسي، بإقالة يوسف الشاهد أزمةً سياسيةً بامتياز، كما سبَّب تشبث يوسف الشاهد بمواقفه ومواصلته لمهامه، بعد أن ضمن دعم حركة النهضة له في تصدير مشاكل الحزب الداخلية لمؤسسات الدولة، وهو ما ظهر جلياً عندما تمّت إقالة وزير الداخلية إثر حادثة غرق المهاجرين غير الشرعيين في سواحل جزيرة قرقنة، كان «لطفي براهم» وزيراً يذكِّر تونس بأيام ما قبل الثورة، بما عرفه الشارع التونسي من قمع على مستوى التحركات والمظاهرات في عهده، وهو الرجل الذي تدور حوله شوائب محاولة انقلابية لم تثبت حتى الآن، ليسيل قرار إقالته القطرة التي في الكأس، وهو ما استدعى استنفار «برهان بسيس»، أحد مهندسي سياسة السبسي الابن، ليعتبر هذا القرار مهدداً لأمن تونس، كما قال إن الإبقاء على الشاهد هو ما يُربك المشهد، لا رحيله.
مناورة بذخيرة حية أم نذور قطيعة حقيقية؟؟تعيش البلاد على وقع مرحلة فرز حقيقي يطل على ملامح زمن جديد بين خيارين إما اعادة…
Gepostet von Borhen Bssais am Mittwoch, 4. Juli 2018
موجة الانتقادات ليوسف الشاهد لم تتوقف عند هذا؛ بل وصلت إلى درجة تجييش الأذرع الإعلامية للحزب، حين تكفَّل «نبيل القروي»، الرجل الذي تدور حوله شبهات فساد كثيرة، وصاحب قناة نسمة المعروفة، بشنِّ المعركة، وذلك عبر برامجه الرئيسية، في محاولة منه لإخراج مشهد جديد لعملية غرق المركب الذي أقيل بسببه وزير الداخلية.
الحافظ قائد السبسي يطمح لدور أكبر في السياسة التونسية، لكن رئيس الحكومة يتحدث عن استيلائه على حزب النداء اللافت في الأمر أن «القروي» هو أحد مؤسسي نداء تونس، بل هو أحد المقربين لرئاسة الجمهورية، الرجل المعروف بتسريباته المخلة بالأخلاق، والمليئة بالتهديد والوعيد، خاصة في معركته الأخيرة مع منظمة «أنا يقظ»، وهو مَن قام بحملة الرئيس السبسي في انتخابات 2014، هو ذاته كان مستهدفاً في وقت ما مِن نجل الرئيس.
هل تسبَّبت خسارة الانتخابات البلدية في اندلاع الأزمة؟
كانت خسارة الانتخابات البلدية أمام حركة النهضة، يوم 7 مايو/أيار، عثرة كبرى لحافظ قائد السبسي في حزبه، تراكمت مع ما يسمَّى بنكسة ألمانيا، عندما كان سيترشح لمجلس النواب عن طريق الانتخابات الجزئية في ألمانيا، يوم 17 من ديسمبر/كانون الأول 2017، إلا أنه تراجع في آخر الخطوات ليرشح غيره من الحزب. ورغم أن النهضة لم يُرشح أحداً على المقعد وقتها، فإن المدون المعروف «ياسين العياري» وأحد خصوم الحزب، ظفر بالفوز، في ضربة قوية لحزب نداء تونس، فتشكَّل وعيٌ جديد داخل نخب الحزب، الذي خسر حتى الكتلة الأكبر في البرلمان، بعد جملة من الانشقاقات والمعارك، بأن نداء تونس يسير نحو الانهيار والخسارة في عهد السبسي الابن.
» حزب نداء تونس ليس هو ذات الحزب الذي انتميتُ له سنة 2013″
-يوسف الشاهد-
كانت هذه إحدى الأوراق التي لعبها يوسف الشاهد داخل حزبه، وبدأت أهم تجلياتها تظهر داخل الكتلة البرلمانية، وهي القوة الصلبة للحزب، حيث أعلن «سفيان طوبال» رئيس كتلة نداء تونس بمجلس الشعب، عن دعمه ليوسف الشاهد، عبر بيان طالب فيه حافظ قائد السبسي بمؤتمر استثنائي، تنتخب فيه قيادة جديدة، ليخرج بعدها برهان بسيس مرة أخرى ببيان مضاد، يصف فيه الكتلة بالأقلية الخارجة عن الحزب، وليس مهماً مَن كان خارجاً في هذه الحالة؛ بل من يقدر على إدارة المعركة. فخسارة البرلمان بالنسبة لحافظ قائد السبسي، تعني خسارة القوة التشريعية والممثلة للحزب داخل الدولة، وبما يعني ذلك فقدان الشرعية السياسية له.
اليوم 16 جوان 2018 الذكرى السادسة لتأسيس حركة نداء تونس ، أدعوا الندائيات والندائيين بهذه المناسبة إلى الانطلاق في…
Gepostet von سفيان طوبال – Soufien Toubal am Samstag, 16. Juni 2018
تونس في 11 جويلية 2018 بيانبعد إقدام أقلية من المنتمين للهيئة السياسية لحركة نداء تونس لا يتجاوز عددها العشرة أشخاص من…
Gepostet von نداء تونس Nidaa Tounes am Mittwoch, 11. Juli 2018
بيان كتلة البرلمان كان بمثابة التزكية ليوسف الشاهد بأن يمضي في حكومته وطريقه، وخاصة بعد عرض الباجي قائد السبسي عليه أن يذهب للبرلمان، ويطالب هناك بتزكية جديدة، وهو ما سيجده إن استمر الحال على ما هو عليه، بدعم كل من كتلة نداء تونس والنهضة له.
خطاب الرئيس: فارغ إلا من لوم الشاهد
خطاب الـ15 من يوليو/تموز المسجل، الذي ألقاه الرئيس التونسي في قناة نسمة، والتي اتُّهمت باجتزائه واقتطاع كلمات منه، مما دعا قناة الحوار التونسي، وإذاعة موزاييك إلى الامتناع عن بثه، كاحتجاج على ما حصل، والذي كان فارغاً من المحتوى، سوى اللوم على الشاهد، في توقيت إقالة وزير الداخلية لطفي براهم، ومطالبته بالاستقالة أو الذهاب للبرلمان.
كانت صورته تعبر عن حالة العجز التي تمر بها تونس، بالأخص حزب نداء تونس، حيث اختزل صورة الانشقاق والتباين في الآراء والمواقف بين ذات الحزب، والذي أثر على علاقة القصبة بقرطاج، ولكن يبدو أن الخوف الأكبر للسبسي الأب، ليس هذا فحسب، بل انتخابات 2019 القادمة، والخطر من ترشح يوسف الشاهد لرئاسة الجمهورية، وافتكاك رصيد الحزب الانتخابي منه، وهو ما يلوح حالياً بكثير من الضبابية، فكل المؤشرات تقول حالياً إن الشاهد ذاهب نحو الترشح للانتخابات، إما عبر تشكيل حزب جديد، أو عن طريق افتكاكه لشرعية نداء تونس.
المحاولات مستمرة من أجل التوصل لاتفاق يرضي الجميع، وخاصة حركة النهضة، من أجل إخراج البلاد من أزمة الحكم، لكن في صلبها أيضاً حماية يقوم بها الباجي لحزبه وتاريخه، ليضمن بقاء ابنه في موقع القوة. ومن ناحية أخرى هو تحدٍّ يرفعه يوسف الشاهد من أجل الإبقاء على اسمه، وافتكاك ما يقدر عليه من أجل معركة 2019، ولكن المستفيد، حالياً على الأقل، هي حركة النهضة، التي خرجت بالقسم الأكبر من رئاسة بلديات البلاد، وخاصة أنها انتصرت في معركة رئاسة بلدية العاصمة، التي تعتبر أحد المناصب السياسية التاريخية الرمزية، والتي هي منشغلة حالياً بالتحضير لسباق 2019، بعد أن اختارت شِق «يوسف الشاهد» على شِق «حافظ السبسي»، وربما قد يكون مرشحها في هذه الانتخابات وحليفها في السنوات القادمة، إن لم يحدث طارئ ما؛ لأنه لا معلومة صحيحة دائماً في السياسة.
اقتراح تصحيح