مهرجان مراكش : النجمة الذهبية من نصيب الفيلم الروسي “قسم إعادة الإدماج”
مابريس / مراكش / ع د نورالدين الشضمي
انتزع الفيلم الجائزة الكبرى للمهرجان في مسابقة عرفت مشاركة 15 فيلما، وترأست لجنة تحكيمها الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير.
ويلقي الفيلم رؤية اجتماعية تربوية ناقدة للأوضاع في مؤسسات تأهيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بروسيا.
ويستند الفيلم المقتبس من رواية للمحللة النفسانية، كاترينا موراشوفا، على بنية مظهرية وسلوكية تجمع بين النقيضين: شخصيات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، مشاغبة، تعيش طيش الشباب، محبة للحياة رغم الإعاقة الجسدية أو النفسية، وشخصيات الجهاز المسؤول المكون من نساء “رجعيات” ذوات أفكار “متحجرة” و”صارمة”.
هي قصة لينا، الفتاة التي كانت منقطعة عن الدراسة أربع سنوات بسبب إصابتها بالمرض الذي أقعدها، تحمل إلى القسم جرأتها وتمردها، التي تقابل بعدوانية من قبل هيئة التكوين، كما أن علاقتها مع أحد الطلاب ستثير غيرة قاتلة من باقي الزملاء والزميلات، فتواجه الفتاة تحديا مزدوجا، للصمود واستعادة الرغبة في الحياة.
وحصل على جائزة أحسن إخراج في الدورة الـ14 للمهرجان المخرج الهندي أديتيا فيكرام سينغوبتا عن فيلم “شغيل الحب”.
وكانت جائزة لجنة التحكيم من نصيب الفيلم السويسري “حرب” للمخرج سيمون جاكمي. وحصلت الفرنسية كلوتيلد هيسمي على جائزة أحسن دور نسائي عن فيلم “آخر ضربة بالمطرقة” للمخرجة أليكس دولابورت، بينما آلت جائزة أحسن دور رجالي لبينجامين لودزكي عن دوره في فيلم “حرب” للمخرج سيمون جاكمي.
وعرفت المسابقة الرسمية مشاركة 15 فيلما تمثل دولا مختلفة وتجارب ومدارس سينمائية متنوعة. ويتعلق الأمر بأفلام من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية والهند ومصر وفرنسا وروسيا ونيوزيلاندا وكوريا الجنوبية وصربيا وأذربيجان، وإنتاج مشترك فرنسي ألماني إيراني، وآخر هنغاري سلوفيني.
وحضرت السينما المغربية في المسابقة من خلال فيلم “جوق العميين” من إخراج محمد مفتكر.
وضمت لجنة التحكيم فضلا عن إيزابيل هوبير، المخرج المغربي مومن السميحي، آلان ريكمان (بريطانيا)، وبرتراند بونيلو (إيطاليا)، وكريستيان مونغيو (رومانيا)، وسوزان بير (الدنمارك)، وميلاني لوران (فرنسا)، وريتش بارتا (الهند)، وماريو مارتوني (إيطاليا).
وتعليقا على تجربة اللجنة مع أفلام الدورة 14، قالت إيزابيل هوبير إن هذه الباقة السينمائية المنتقاة بعناية شكلت رحلات استثنائية، قادتها أحيانا الى آفاق بعيدة، ومشوقة، تقاسمت متعتها مع جمهور مغربي حج بكثافة لمشاهدة أفلام المسابقة.
وأعربت إيزابيل في كلمتها خلال حفل الاختتام عن سعادتها بالاستقبال الحار الذي حظيت به من قبل الجمهور في ساحة جامع الفنا: “أي استقبال هذا، أي حماس، إنها لحظة لا أنساها”، تضيف الممثلة الفرنسية، التي كشفت أنها حاولت تعلم اللغة العربية منذ زيارتها الأولى لمراكش.
وأثنت النجمة العالمية، من جهة أخرى، على انخراط مهرجان مراكش في تشجيع المواهب الشابة من خلال مسابقة أفلام طلاب مدارس ومعاهد السينما بالمغرب
وعلى مدى تسعة أيام، عرفت الدورة 14 برنامجا فنيا غنيا، ما بين عروض المسابقة الرسمية ولقاءات مع مخرجين عالميين في جلسات ماستر كلاس وأمسيات تكريمية لتجارب وأسماء كبيرة ومسابقة لطلاب مدارس السينما وعروض خارج المسابقة وفعاليات موازية أخرى.
وكرمت التظاهرة السينما اليابانية تقديرا لريادتها في الإنتاج السينمائي، واحتفاء بعبقرية صناعها وعوالمهم الإبداعية.
واحتفت مراكش بمسارات تمثيلية متميزة في شخص النجم المصري عادل إمام والممثل البريطاني الشهير جيرمي آيرونز، والممثل والمخرج الأمريكي فيكو مورتنسن.
كما عرفت الدورة لحظة اعتراف بعطاءات المنتجين المغربيين خديجة العلمي وزكرياء العلوي، الرائدين في تنفيذ الانتاجات الأجنبية المصورة في المغرب.
والى قافلة الأسماء الكبيرة التي نشطت جلسات ماستر كلاس، انضم المخرج الدنماركي البارز بيل أوغست أبرز مخرجي العالم الاسكندنافي والمخرج الفرنسي بونوا جاكو، السينمائي وكاتب السيناريو والمخرج المسرحي الفرنسي الذي يتميز بمساره الفني الغني، وأليكس دولا إكليسيا، المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الإسباني الذي يعد واحدا من السينمائيين الأكثر موهبة من أبناء جيله.
وتشجيعا للمواهب السينمائية الصاعدة، واصلت الدورة تقليدا دشنه المهرجان عام 2010، بمنح جائزة الأفلام القصيرة لطلاب مدارس السينما بالمغرب، التي ترأس لجنة تحكيمها هذه السنة المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، إلى جانب الممثل المغربي إدريس الروخ، وجوي كاسافاتيس، وإليسا سدناوي، وغاسبار الييل.
ومن جهتها، وقعت السينما المغربية حضورا قويا في فقرة “خفقة قلب” من خلال عرض “كاريان بوليود” للمخرج ياسين فنان، و”رهان مثير” للمخرج محمد الكغاط، و”نصف سماء” للمخرج عبد القادر لقطع و”إطار الليل” لطالا حديد.