مابريس | نورالدين الشضمي
لا يخفى على أحد ان مهرجان موازين يعد من أكبر المهرجانات في العالم، لما يستقطبه من كبار الفنانين العالميين من جميع بقاع العالم، إضافة إلى الإهتمام الإعلامي الكبير الذي يصاحب هذا المهرجان،ولكن ميزانيته أقل ما يقال عنها بأنها ضخمة إذ تصرف مليارات السنتيمات سنويا.
الغريب في الأمر أننا دولة نعد من دول العالم الثالث أي بمعنى آخر دولة فقيرة، وكل عام نقترض من البنوك و الدول مليارات الدراهم، ونحن نعيش على وقع أزمة خطيرة على حد قول رئيس حكومتنا المحترم السيد بنكيران، علما أن اقتصادنا ضعيف وبنيتنا التحتية أخجل ان أصفها.
بعض مدارسنا لا تليق بأن تكون إسطبل للخيول وما بالك إن كانت مدرسة للتعليم، ومستشفياتنا من العار أن تكون مستشفيات للمرضى فالبعض منها لا تتوفر على أقل المرافق الصحية بساطة والبعض اللآخر غير صالح، ومع ذلك يا عزيزي القارئ ننظم مهراجانا ننفق عليه المليارات سنويا، بعض العائلات يقل مدخولها عن 10 دراهم يوميا و البعض الآخر لا تتوفر على مدخول أصلا، وكلنا نعلم ان ثمن قنينة الزيت 5 لترات يتجاوز ثمنها 80 درهم وبعض الجضراوات تتعدى 10 دراهم أي أن على رب الأسرة العمل يوم كامل من أجل شراء كيلوغرام واحد من الخضر،و مع ذلك عزيزي القارئ ننظم هذا المهرجان
ومنح التعليم لا تتجاوز 600 درهم علما أن ثمن كراء شقة صغيرة للطلبة يتجاوز ثمنها 800 درهم،لذا لما لا نرفع من قيمة المنحة أليس طلاب اليوم هم أساس التقدم؟
كيف لمغني في ساعتين يتقاضى ثمنا نعجز عن عده، فمثلا الذي يغني اغاني لا نفهم لغتها اتفقوا معه على مليار و 500 مليون سنتيم والآخرين نفس الثمن أو أكثر، وصندوق التقاعد يقولون بأنه فارغ،نرى تناقضا كبيرا في تعليقات الحكومة، فعند سؤال الوزراء عن بعض الصناديق المهمة يقولون بأنها تعاني عجزا،وعند سؤالهم عن تنظيم المهرجانات يقولون بأنهم يدعمون الفن ماديا ومعنويا، ولكن المشكلة أن هذا الدعم يكون من جيوبنا ومع ذلك يا عزيزي القارئ ننظم مهرجان موازين.