مفهوم الحرية…

0

الحرية كتب عنها الكثير من الكتاب،وغنوا عنها معظم الفنانين،و رسموها،مثلوها، و نداو بها،
لكن إذا تساءلنا ما هي الحرية؟؟؟بماذا يا ترى سنجيب؟؟؟الحرية إذن، هي إمكانية الفرد، دون أي جبر أو ضغط خارجي، على اتخاذ قرار، أو تحديد خيار.و الحرية بشكل عام هي التحرر من كل القيود التي تكبل طاقات الإنسان. سواء كانت قيودا معنوية أو مادية، فالحرية قبل مئات السنين، كانت هي التخلص من العبودية و بعدها تحول مفهوم الحرية إلى التحرر من الاستعمار،
والآن أصبح للحرية عدة مفاهيم و معاني.وأضحت الحرية هي التخلص و التحرر من الضغوطات الاجتماعية.
و بهذا المفهوم، نتساءل من جديد، هل كلنا أحرار؟ هل نحن تحررنا من هذه الضغوطات الاجتماعية التي قيدتنا وسلبت حريتنا ؟؟؟؟
و إذا تعمقنا قليلا في مفهوم الحرية الفلسفي سنجد انه الأكثر جمالية، ووجدانية، باعتباره قيمة إنسانية سامية.
إلا أن الحرية تعد من المفاهيم الفلسفية الأكثر جدلا، لأنها اتخذت دائماً شعار الحركات التحريرية، و المنظمات الحقوقية في العالم.
فمفهوم الحرية الفلسفي ملتبس بشكل كبير،لان نظرياته تعددت من فلسفة لأخرى ومن فيلسوف لأخر.
فكانط يرى في مفهوم الحرية أنها من المسلمات و البديهيات،وان التعامل من الإنسان باعتباره غاية لا باعتباره وسيلة .
و سبينوزا الذي قال إن الحرية،أو بالأحرى الشعور بالحرية،مجرد خطأ ناشئ، لان الناس يعتقدون أنهم أحرار، لأنهم يجهلون العلل التي تدفعهم إلى أفعالهم . .أما سارتر فيلسوف الحرية بامتياز ، والذي بدل قصارى جهده لسمو الإنسان إلى المستوى الإنساني والبيولوجي المحض،مناهضا بان الحرية هي نسيج الوجود الإنساني،وأن”الإنسان حر .و إذا كانت الحرية نابعة من قدرة الفرد على الاختيار، فان الفرابي ، بين الإرادة و الاختيار. فهو يقول أن الإرادة هي استعداد و أنها تتوفر على الإحساس والتخيل،و في الوقت ذاته يتميز الاختيار بالتريث و العقل.وبهذا التحليل المتواضع، وآراء الفلاسفة العظماء، ننزل إلى الأرض و إلى واقع الحرية الذي نعيشه.إذن ماذا نفهم نحن كعامة الشعب عن الحرية ؟ هل الغضب حرية؟/التكسير / التخريب/ الاعتداء/ الاغتصاب/؟؟؟و الظلم أحيانا ُيعتبر حرية؟؟؟ طبعا لا وألف لا،هذه الأشياء بعيدة كل البعد عن الحرية و مفهومها.الحرية تتجلى في اختيار العمل، والمسكن، والمأكل ، والملبس ، وتنتهي عند المس بحرية الأخر. ونحن أحرار أيضاً في اختيار نمط حياتنا ، و أحرار في التعبير عن أفكارنا ، وأحرار و أحرار،بشرط أن لا نؤدي بعضنا. نحن أحرار في ممارسة إنسانيتنا ، أحرار أيضاً في اختيار ميولاتنا الثقافية و السياسية،شريطة أن لا نكون عبيدا لحريتنا.

و هنا سنطرح إشكالية الحرية بمعنى أخر، سنجد أننا مازلنا أسرى،نعم نحن أسرى و مقيدين بحرية صنعناها بأيدينا..
اخترنا نوع الموضة، و اخترنا نوع السيارة،و اخترنا موسيقى معينة و أيضاً حزبا أو سياسة، كل هذا لأننا أحرار. لكن في الحقيقة نحن مجرد عبيد و أسرى للحرية التي جعلتنا نلحق مصالحنا دون أن نحول بيننا وبين حقنا المشروع في مفهوم الحرية.
إذن ثمة التباس واضح في مفهوم الحرية.و للأسف فهذه هي “الحريـــــــــة

فهل نحن أحرار؟؟؟؟

مابريس تي في/سنـــــــــــــــاء حاكمي.

اترك رد