لماذا أرسلت واشنطن مدمرتها إلى بحر الصين الجنوبي

0

أجرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" مقابلة مع الخبير في شؤون الشرق الأقصى فاسيلي كاشين حول النزاع الأمريكي–الصيني بسبب دخول المدمرة الأمريكية مياه الجزر المتنازع عليها.

جاء في المقابلة:

دخلت المدمرة الأمريكية USS Stethem بغير إذن من الصين إلى مياه جزر "سيشا" الصينية المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وعلى الفور، اتهمت بكين واشنطن بانتهاك سيادتها. لكن البيت الأبيض رد على الاتهام بالقول إن ما تقوم به الولايات المتحدة هو ضمن إطار القانون الدولي الذي يضمن حرية الملاحة في هذه المنطقة.

فهل يمكن أن يتطور هذا النزاع إلى أكثر من الحرب الكلامية؟ بهذا السؤال توجهت الصحيفة إلى كبير الباحثين العلميين في معهد الشرق الأقصى التابع للأكاديمية الروسية للعلوم فاسيلي كاشين لاستيضاح الأمر منه.

فاسيلي كاشين

يقول كاشين: تفيد اتفاقية الأمم المتحدة للقانون البحري بأن المناطق الاقتصادية وحدود المياه الإقليمية تحدد فقط حول الجزر الطبيعية. أي تلك التي لا تغمرها المياه في أثناء المد. استنادا إلى هذا، وسَّعت الصين مساحة الجزر الطبيعية العائدة إليها، والتي يجب مراعاة نظام منطقة المياه الإقليمية بـ 12 ميلا حولها. وإضافة إلى ذلك، تنشئ الصين حول هذه الجزر منطقة اقتصادية بعرض 200 ميل، وترى أي نشاط عسكري في هذه المنطقة من دون موافقتها هو انتهاك لسيادتها. أما الولايات المتحدة وعدد من البلدان الأخرى، فترى أن الجزر الصينية غير طبيعية. إذ إن الصين، من وجهة نظرهم، سيطرت على جزر كانت تغمرها المياه في أثناء المد، أو كانت عبارة عن صخور ناتئة على سطح الماء، ووسعتها. وهذا لا يمنحها أي حقوق قانونية. أي أن الولايات المتحدة بهذا تريد منع الصين من فرض نظام المياه الإقليمية حول هذه الجزر، لذلك ترسل بشكل دوري سفنها الحربية إلى المنطقة. وهذا مؤشر إلى أنها لا تعترف بموقف الصين إزاء قانونية هذه الجزر ولن تعترف لاحقا.

ولكن ما مدى فاعلية الإجراءات الاستعراضية التي تقوم بها واشنطن؟

هذا من جانب هو خطوة قانونية، تبين أن الولايات المتحدة لا تعترف ولن تعترف بمطالبة الصين بالمياه المحيطة بالجزر. وتهدف واشنطن من هذه الإجراءات إلى التأثير في ما فعلته الصين في هذه الجزر، واستعراض موقف حازم من هذه المسألة بعد أن اظهرت نوعا من الضعف في البداية. ويذكر أن معظم عمليات البناء والتوسيع جرت على هذه الجزر بين عامي 2013-2015 من دون أن تتخذ واشنطن أي إجراءات بشأنها، والآن بدأت الصين تستغل هذه الجزر في المجال العسكري. لذلك تريد واشنطن استعراض عدم موافقتها.

استنادا إلى هذا، هل يمكن أن تتخذ بكين خطوات حاسمة في مقابل سلوك واشنطن؟

اعتقد أن كل شيء سيبقى في المستقبل القريب على حاله، لأنه لكي ترد الصين على هذا السلوك يجب أن يتغير ميزان القوى والطابع العام للعلاقات بين البلدين. أي أن الصين لن تتجه نحو نزاع حاد، لأنها في غنى عنه. لذلك، فإنها سوف تؤكد موقفها الرافض لتصرفات واشنطن، وحقها في الرد عليها. أي ستعمل على استجماع قواها تدريجيا، وبعد مضي بضع سنوات قد يتغير رد فعل الصين على تصرفات واشنطن، وقد تحاول منع مرور السفن الأمريكية.

ترجمة وإعداد كامل توما

قد يعجبك ايضا

اترك رد