للحليب فوائد.. لكن له أضرار أيضا
مابريس – د ف
لا يختلف اثنان على أن للحليب الكثير من المنافع خصوصا على العظام. لكن درسات حديثة أثبتت أن الاستهلاك الكثير للحليب قد يضر بالصحة، بل وقد يكون أيضا سببا لأمراض خطيرة مثل السرطان.
يوصي الأطباء بضرورة تناول ألف ميليغرام من الكالسيوم يوميا. وبالرغم من أن الكالسيوم يوجد أيضا في الخضار والسمك فإن الحليب ومشتقاته يبقى أفضل مصدر للكالسيوم. فلتر واحد من الحليب يحتوي على ألف ومائتي ميليغرام من الكالسيوم المهم لبناء العظام، خاصة لدى الأطفال واليافعين. لكن هل يقي الحليب فعلا من ترقق العظام، الذي قد يحصل مع تقدم العمر ويسبب هشاشة العظام وتعرضها للكسر، مثلما يعتقد الكثيرون؟
يؤكد أخصائيو الصحة أن ترقق العظام لا ينشأ بسبب تدني مستوى الكالسيوم، بل عندما يختل التوازن بين عمليات بناء العظام وعمليات ضمورها. والحليب لا يساعد في هذه الحالة بل على العكس، إذ قد تؤدي زيادة استهلاك الحليب إلى المزيد من كسور العظام لأنه يعيق عملية امتصاص الجسم لفيتامين “د” المهم للعظام، وهذا ما أثبتته أبحاث جديدة.
هل يسبب الحليب حب الشباب؟
البثور الجلدية هي ظاهرة مزعجة تترافق مع فترة النمو. ويعاني منها البعض حتى على مدى عقود. وقد يكون استهلاك الحليب هو السبب في ظهور حب الشباب لدى البعض، خاصة لدى الأشخاص اليافعين. فعندما يشربون حليب البقر يزداد إنتاج هرمونات النمو لديهم. وذلك عبر المواد شبه الكيميائية الموجودة في الحليب والمحفّزة للنمو. وهكذا تتداخل عمليتا النمو الحيوانية والبشرية وبالتالي تنتج الغدد الدهنية مقداراً أكبر من الدهون. وفي هذه الحالة يوصي خبراء التغذية بالتخلي عن الحليب باعتباره يعزز ظهور البثور الجلدية فعلاً.
ا هو تأثير الحليب على الإصابة بالسرطان؟
تناولت العديد من الدراسات العلاقة بين الحليب والسرطان. كما قام باحثون بتحليل عينات دم للكثير من المتطوعين من أجل فحص المواد والمؤشرات الحيوية التي تؤدي دوراً في تكون السرطان. وكانت النتيجة أن الرجال الذين يستهلكون يومياً أكثر من نصف ليتر من الحليب ونحو 50 غراماً من الجبن معرضون لخطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 22% أكثر من غيرهم.
وإذا كانت النسبة أقل في دراسات أخرى فإن العامل المشترك فيما بينها هو وجود ارتباط ما بين سرطان البروستات واستهلاك الحليب. بيد أن ذلك لا يعني التوقف عن استهلاك الحليب كما توضح أخصائية التغذية كاتارينا نيمبتش. وتضيف “كون معظم الدراسات وليس جميعها دلت على وجود هذا الارتباط، نفترض ارتفاعاً طفيفاُ في خطر الإصابة بالسرطان، لكن لا شيء يمنع شرب كميات معتدلة من الحليب”.
وإذا كانت هناك علاقة بين سرطان البروستات واستهلاك كمية كبيرة من الحليب فإن هذا الأخير ليس له تأثير على الإصابة بالأورام الأخرى.
هل يزيد الحليب من خطر الإصابة بداء السكري؟
لطالما يتم الربط بين ارتفاع معدل الكولسترول في الجسم واستهلاك الحليب والجبن الغني بالدسم. وإذا كانت الدراسات العلمية تثبت توفر الحليب على حوامض دهنية مشبعة إلا أنها تفند أن يكون سببا في ارتفاع نسبة الكولستورل، وهو ما تؤكده أيضا خبيرة التغذية نيمبتش بقولها: “الحليب ومشتقاته تحتوي على الكثير من المغذيات الأخرى والفيتامينات أيضاً، التي لها نتائج مختلفة كتحسين مستوى ما يسمى بالكولسترول الجيد وبالتالي فهي توازن الأثر السلبي للحليب”.
وتضيف نيمبتش أن تناول كميات كبيرة من الحليب يقلل خطر الإصابة بسكري النمط الثاني، ويمكن ملاحظة أن عملية استقلاب الغلوكوز تتحسن أيضاً. هذا يعني أن الخلايا تمتص السكر بشكل أفضل وأسرع وبالتالي لن يصاب المرء بسهولة بالسكري”. على حد تعبير خبيرة التغذية الألمانية.