قمة بوتين ترامب.. كي تنجح يجب أن تفشل

0

مع اقتراب موعد أول لقاء بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة المقرر اليوم في هامبورغ على هامش قمة مجموعة العشرين، بات مراقبون يقدرون تداعياته المحتملة.

ويرى مراقبون أن أي تلميح أو إعلان عن اتفاق أو تقدم فيما يخص لقاء الزعيمين في مسائل سوريا وأوكرانيا سيفتح نار الإعلام على الرئيس الأمريكي وستعود (نار الإعلام) لربط خيوط الاتصالات والتجسس وغيرها من المسلسلات المستمرة منذ وصول ترامب إلى سدة الحكم.

ويبدو كأن وسائل الإعلام المعادية للرئيس دونالد ترامب قررت مسبقا أنه سيكون طرفا خاسرا في مبارزته المرتقبة مع الرئيس الروسي.

وترى صحيفة نيويورك تايمز أنه بغض النظر عن نتائج الاجتماع فإن الكرملين سوف يفسرها بطريقة تظهره كطرف أقوى. فإذا لم تأت المباحثات بشيء، ستقول موسكو إن سبب ذلك ضعف ترامب الذي تطغى عليه اعتبارات السياسة الداخلية.

أما إذا وافق ترامب على التعاون مع بوتين بحسب الصحيفة "بغض النظر عن السجل الطويل للانتهاكات الروسية ابتداء من القرم وانتهاء بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية"، فسوف يظهر الرئيس الأمريكي وكأنه ضعيف أيضا، في حين سيتسنى لبوتين الادعاء بأنه استعاد العلاقة مع واشنطن، تضيف الصحيفة.

وتعتقد مجلة "نيوزويك" أن ترامب وبوتين سوف يتسابقان في إظهار القوة، حيث لا أحد منهما يريد أن يبدو طرفا ضعيفا، لكن فرص بوتين في هذه المسابقة تبدو أفضل، بحسب المجلة.

من هنا يعتقد أغلب المتابعين أن الرئيسين سيكونان تحت مجهر كبير وخاصة ترامب فصحيفة "فاينينشل تايمز"، اتهمته بخيانة حلفائه والتخلي عن القوة والسمعة اللتين اكتسبتهما أمريكا خلال 70 سنة، معتبرة أن بوتين "وبفضل البيت الأبيض"، بات قاب القوسين من تحقيق طموحاته في إطار "الاستراتيجية الكبرى".

وأوضحت قائلة: "لم يخطر بمخيلة بوتين أبدا أن يجد معاونا طوعيا في البيت الأبيض. ترامب يشاطر الكرملين نظرته إلى العالم. طبعا، سوف يتكلم ترامب بين حين وآخر، وللتمويه فقط، عن التزامات أمريكا العالمية، لكنه مثل بوتين، قومي وليس عولميا. وبات الحلفاء يدركون الآن أنه لا يمكنهم الاعتماد على الرئيس الأمريكي في لحظة الأزمة".

أما سي إن إن، الخصم اللدود لترامب، فتحاول الإيحاء بأن الرئيس الحالي، على عكس سلفه باراك أوباما، يكن مشاعر ودية لموسكو، وعليه فهو لن يتمكن من تقليع أنياب الكرملين دفاعا عن مصالح أمريكا.

وتلجأ سي إن إن إلى أدلة غريبة في إثبات "صداقة" ترامب لروسيا، مشيرة إلى أن لغة الجسم "تفضحه"، حيث ظهر في الصور التي التقطت خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك، وهو يضحك ويربت لافروف على كتفه!

وبحسب سي إن إن أن، التي يكتنفها هوس التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية، فإن النقطة المحورية في لقاء الرئيسين المرتقب هي إن كان ترامب سيثير قضية التدخل الروسي في الانتخابات أم لا.

وتبدو سي إن إن "متشائمة" من هذا الاحتمال، مرجحة أن يركز ترامب على سوريا وأوكرانيا بدلا من قضية الانتخابات.

وسط هذه الأجواء، فإن أي بوادر للتفاهم تظهر من لقاء ترامب وبوتين، سوف يتخذها الكثيرون ذريعة للانقضاض مجددا وبقوة مضاعفة على الرئيس الأمريكي، ما قد يدمر آخر ما تبقى من فرص لإعادة تشغيل العلاقات بين موسكو وواشنطن، علاقات تتأثر بحالتها نقاط وملفات حساسة عبر العالم.

فهل يتطلب البدء الحذر في إعادة بناء هذه العلاقات فشلا ولو ظاهريا للقاء بوتين – ترامب؟

المصدر: وكالات

متري سعيد

قد يعجبك ايضا

اترك رد