فضيحة إيرانية … صور لرجال دين إيرانيين بأحضان فتاة من المخابرات
جعفر شجوني مع عميلة مخابرات الشاه
مابريس – وكالات
بعث المرشد الأعلى للنظام في إيران قبل أسبوع برقية ناعياً فيها وفاة رجل الدين الشيعي البارز الشيخ جعفر شجوني، ممجداً إياه، حسب وكالة أنباء إيرنا، قائلاً: "كان حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ جعفر من قدماء المجاهدين ضد نظام الطاغوت، وكان من الأوفياء للإمام الراحل والثورة ونظام الجمهورية الإسلامية المقدس، طيلة حياته التبليغية".
جعفر شجوني رجل الدين الإيراني المحافظ
إلى هنا كان حديث آية الله علي خامنئي، أعلى شخصية في النظام الديني الإيراني، إلا أن وسائل إعلام ناطقة بالفارسية كشفت وجهاً آخر للشيخ شجوني الذي كان من أعضاء الشورى المركزية لرابطة علماء الدين المناضلين، وهي أهم مؤسسة سياسية ودينية تجمع رجال دين موالين للنظام وجمعية المؤتلفة الإسلامية، وهو حزب ديني أصولي محافظ، إضافة إلى كونه واعظاً معروفاً في إيران.
ولكن ما الذي كشفته وسائل إعلام فارسية لا تخضع لإشراف السلطات الإيرانية، بما فيها القناة الفارسية لصوت أميركا التي تبث برامجها من العاصمة الأميركية واشنطن؟ إنها صور لعاهرة كانت تعمل لصالح مخابرات الشاه في سبعينيات القرن الماضي وهي ترتمي في أحضان اثنين من أشهر رجال الدين الموالين لنظام ولاية الفقيه، وهما "حجة الإسلام فلسفي" و"حجة الإسلام شجوني".
وزعم شجوني في مقابلة مصورة له مع قناة "آبارات" قبل وفاته بأشهر أن الصور كان التقطها السافاك (جهاز الأمن والاستخبارات الإيراني قبل ثورة 1979)، وإنها مزورة، ولكن عاد وأكد أن صور "حجة الإسلام فلسفي" لم تكن مزورة، بل اجتمعت الفتاة بفلسفي كمحلل، وأن الصور حقيقية، ولكن عندما رد عليه المذيع متسائلاً :" أنا لا أتحدث عن صور فلسفي لأنه متوفى، ولكن هل صورتك مع نفس الفتاة كانت مزيفة؟"، رد شجوني عليه مبتسماً: "إن شاء الله مزيفة".
ويبدو أن التلفزيون الأميركي حصل على الصور من مصدر كان يعمل لجهاز الأمن والمخابرات الإيرانية في عهد محمد رضا شاه، آخر ملوك إيران عندما كان شجوني وفلسفي ورجال دين آخرين يعارضون الشاه بقيادة آية الله خميني، ويعدون الشعوب في إيران بمستقبل ذهبي وحياة رغيدة بعيداً عن الفساد المالي والأخلاقي والاجتماعي والسياسي، طبقاً لحكم ديني يترأسه فقيه هو الأعدل والأشجع والأعلم بين أقرانه، طبقاً للمذهب الشيعي الذي يؤكد ضرورة حمل هذه الصفاة من قبل "مجتهد جامع الشرائط"، والذي عبر عنه الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية" باسم الولي الفقيه.
وانتشرت صور شجوني وفلسفي مع نفس الفتاة التي جندتها مخابرات الشاه للإيقاع برجال دين معارضين له، وكما يبدو من حديث شجوني مع قناة "آبارات" فإن الفتاة ارتمت في أحضان عدد آخر من رجال الدين المعارضين للشاه الذين يحكمون إيران اليوم، ويعاقبون المواطنين على أي تصرف يعتبرونه معارضاً لأخلاقيات المذهب وفقاً لقراءتهم لهذه الأخلاقيات.