“فتيحة” بائعة الحلويات تفارقت الحياة بعد إضرام النار في نفسها أمام المقاطعة السادسة احتجاجا على قائد المنطقة
مابريس – ه د
عاش حي أولاد امبارك احدى الأحياء الهامشية بمدينة القنيطرة يوما حزينا أول أمس الاثنين بعدما تناهى الى علمه مغادرة “مي فتيحة ” بائعة الحلويات للحياة بمستشفى بن رشد بالدار البيضاء حيث لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالحروق التي أصيبت بها نتيجة اضرام النار في نفسها أمام المقاطعة السادسة احتجاجا على قائد المنطقة بعدما تم منعها من عرض منتوجها للبيع بإحدى الأسواق الشعبية بمدينة القنيطرة.
وكشفت ابن أخت الهالكة في حديثها للأخبار أن خالتها “فتيحة” بائعة الحلويات فارقت الحياة ليلة الأحد بالجناح الخاص بالحروق بمستشفى بن ارشد بالدار البيضاء على الساعة العاشرة ليلا بعدما وصلت اليه في حالة حرجة بعدما تمكنت منها الحروق على مستوى الوجه و الصدر حيث لم يتمكن الاطباء من انقاذ حياتها نتيجة الحروق الخطيرة التي اصيبت بها ،وأضافت ابن أخت الضحية أن خالتها ضلت تعيل ابنتها الوحيدة المولودة في سنة 1992 بعدما وافت زوجها المنية وأصبحت أرملة، حيث نظرا لقلة الحاجة لجأت الى صنع الحلويات بمنزلها وعرضها للبيع لإعالة اسرتها الصغيرة ،إلا أنه يوم الأحد الماضي بينما كانت تعرض منتوجها بإحدى الأسواق الشعبية بمنطقة أولاد امبارك حيث تقطن الهالكة ،فوجئت بمنعها من قبل أفراد من القوات المساعدة، الأمر الذي دفعها الى عدم مغادرة المكان إلا بحضور قائد المنطقة،وزادت ابن أخت بائعة الحلويات أنه بعد حضور القائد توسلته من أجل الرأفة بحالها لكونها تعيل ابنتها الوحيدة بعد وفاة زوجها وأن بيعها للحلويات يعتبر مورد رزقها،وأضافت ابنت أخت الهالكة أن القائد عوض أن ينصفها قام بدفعها بالقوة حتى سقطت أرضا وعرضها لشتى أنواع السب والشتم كما أمر رجال القوات المساعدة باعتقالها وإحالتها على مقر المقاطعة السادسة حيث تم اطلاق سراحها،وهو ما احست به المرحومة فتيحة بائعة الحلويات “بالحكرة “مما دفعها وهي في حالة نفسية مضطربة اللجوء الى البحث عن مادة “الدوليو” والقدوم أمام باب المقاطعة السادسة وقامت بصب المادة الحارقة على جسدها وأشعلت في نفسها النيران،مما تدخل معه بعض المواطنين في اطفاء لهيب النيران المشتعل بجسدها وأخبروا رجال الوقاية المدنية التي نقلتها الى مستشفى الادريسي الذي أحالها على مستشفى بن رشد بالدار البيضاء حيث فارقت فيه الحياة دقائق معدودة بعد وصولها اٍليه وهي في حالة خطيرة.
وفيما انتشر خبر وفاة بائعة الحلويات كالهشيم بالقنيطرة والذي لقي استنكارا واسعا من قبل سكان عاصمة الغرب،علمت الأخبار أن فؤاد المحمدي عامل اقليم القنيطرة ضل يتتبع حالة الهالكة بنفسه،كما أمر بفتح تحقيق لمعرفة ملابساته وإعداد تقرير مفصل لتحديد المسؤوليات حول دوافع وأسباب احراق بائعة الحلويات لنفسها.