مابريس
كشفت دراسات حديثة أن وزن الأطفال تضاعف خلال العقود الثلاثة الماضية، وتشير دراسة جديدة بأصابع الاتهام إلى المضادات الحيوية، حيث تبين أن الأطفال الذين يتعاطونها بانتظام يتعرضون لزيادة الوزن بشكل أسرع مقارنة بأقرانهم الذين لا يتناولون المضادات إلا نادراً.
ونشرت الدراسة “جورنال أوف أوبسيتي”، وقد أجرى أبحاثها باحثون من جامعة جون هوبكنز في بالتيمور، وبحسب جمعية القلب الأمريكية تضاعف معدل انتشار السمنة بين الأطفال 3 مرات بين عامي 1971 و2011، ونتيجة لذلك يواجه أطفال اليوم مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية لم يواجهها الأطفال في السابق قبل سن البلوغ.
من هذه المشاكل ارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع2، وارتفاع مستويات الكولسترول. إضافة لذلك يتعرض هؤلاء الأطفال لتراجع مستوى احترام الذات، ويتزايد بينهم الشعور بالاكتئاب، كما يعاني من يشكون من السمنة المفرطة من الصورة السلبية لأجسامهم.
كان العلماء في الماضي قد أشاروا إلى قدرة البنسلين على زيادة وزن الحيوانات، ما مهد لاستخدام المضادات الحيوية في أعلاف الحيوانات لتسمينها في فترة قصيرة.
للتأكد من انطباق فرضية دور المضادات الحيوية في زيادة وزن الأطفال قام البروفيسور برايان شوارتز المشرف على الدراسة مع فريق من الباحثين بمراجعة البيانات الطبية لأكثر من 163 ألف طفل تراوحت أعمارهم بين 3 و18 عاماً خلال الفترة من 2001 و2012.
أظهرت البيانات أن الأطفال الذين تناولوا المضادات الحيوية 7 مرات أو أكثر خلال مرحلة الطفولة زاد وزنهم عند بلوغهم 15 عاماً بواقع 1.5 كغم مقارنة بزملائهم الذين لم يتناولوا مضادات حيوية.
لاحظ الباحثون أن زيادة الوزن تنتشر أكثر بين الأطفال الذين تلقوا مضادات حيوية بكثرة، وأنها تقل كلما قل استخدام المضادات الحيوية، ويرجع العلماء سبب تأثير المضادات الحيوية على الوزن نتيجة قتلها للبكتريا الصديقة التي توجد في الأمعاء وتساعد على تفكيك وزيادة امتصاص المغذيات.
وعلّق البروفيسور شوارتز على النتائج قائلاً: “على الرغم من أن حجم زيادة الوزن الذي يُعزى لتناول المضادات الحيوية متواضع، إلا أن الآثار التراكمية تشير إلى تفاقم هذا التأثير في مراحل لاحقة”.