صنعت طقوس “بوجلود” التراثية، مساء اليوم الثلاثاء بسلا، احتفالية متميزة، وسط حضور غفير لساكنة المدينة.
وارتدى مجموعة من الشباب المشارك في الدورة الثامنة لهذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية فضاء التضامن والتنمية فرع سلا تحت شعار “رقص بوجلود فن – ثقافة و تراث”، أزياء تنكرية قوامها جلود الأكباش والماعز والأبقار، ناشرين من خلال رقصاتهم ولوحاتهم الهزلية الفرحة والسرور بين ساكنة وزوار حي سيدي موسى. وشهدت هذه الدورة، التي أقيمت بتعاون مع الجماعة الحضرية لسلا ومقاطعة باب المريسة سلا، وبتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني ومشاركة جمعيات على صعيد جهة الرباط – سلا ، تجسيد شباب “زنقة 14” لوحة “هرما” التي يتصارع فيها الرجال لإسقاط بعضهم البعض مرتدين أزياء تقليدية.
وشاركت في هذه الاحتفالات مجموعة من الفرق التراثية للأهازيج الشعبية، منها حمادشة وكناوة، كما تخللت فقراتها فسحة شعرية، وألعاب بهلوانية، ولوحات راقصة بمشاركة فرقة “رقصة الأسد الصيني”.
وقال محمد وهيب، مدير المهرجان، ورئيس “فضاء التضامن والتنمية” فرع سلا حي سيدي موسى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، إن هذا المهرجان يروم أساسا المساهمة في المحافظة على هذا التراث اللامادي للمملكة، وفسح المجال أمام شباب حي سيدي موسى الهامشي لإبراز مواهبهم، إضافة إلى إهداء الفرجة لساكنة الحي المتعطشة للأنشطة الثقافية والاجتماعية.
وأكد السيد وهيب أنه بالرغم من ضعف الدعم المادي الذي يحظى به المهرجان، فإن الأخير تمكن من ضمان استمراريته ولم يفتأ يتطور ليتمكن في دورته الثامنة من جمع مختلف رقصات “بوجلود” على الصعيد الوطني بحي سيدي موسى.
وعلى غرار مجموعة من الجمعيات في عدد من المدن والقرى المغربية، دأبت “جمعية فضاء التضامن والتنمية” فرع سلا، منذ سنة 2007 ،على تنظيم مهرجان “بوجلود” أو “بولبطاين” خلال الأيام التي تلي عيد الأضحى، متيحة بذلك تواصلا مباشرا بين شخوص هذه الظاهرة، التي تتباين الروايات حول أصلها، وساكنة حي سيدي موسى بسلا.