صلاح الدين مزوار: المغرب لم يأتِ لياخذ مكان احد بشراكته مع افريقيا
و أضاف مزوار في منتدى التنمية بافريقيا، الذي نظمه » التجاري وفا بنك « أمس الخميس بالدار البيضاء، ان افريقيا قادرة على تغيير الحقائق المحيطة بها و رفع التحدي من قبل دولها وشعوبها، و ذلك يفرض خطابا وممارسة تنحو اكثر نحو التفاؤل و الواقعية والإيمان بالقدرة على التغيير.
و أكد وزير الشؤون الخارجية و التعاون ان المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، مؤمن بقدرة القارة الافريقية على تجاوز كل التحديات التي تواجه مسارها التنموي وتغيير واقع دولها وشعوبها نحو الأفضل و ان تملك مصيرها بيدها.
و أوضح مزوار ان الشراكات التي أبرمها المغرب مع أصدقائه الافارقة بدأت تعطي مفعولها و ثمارها، مضيفا انه و عكس ما يعتقده البعض ، فان المغرب لم ينخرط في هذه الشراكات من اجل أخذ مكان اي كان
، بل انه يمد يده الى اشقائه الافارقة من اجل بناء المستقبل المشترك، و تقاسم التجارب، مردفا ان المغرب يتعلم من اخوانه الافارقة ،من خلال تجاربهم وافكارهم ، و يجعل من تبادل التجارب هدفا أسمى لتحقيق نتائج ملموسة في ما يخص الشراكة جنوب -جنوب.
في السياق ذاته، شدد المتحدث على ان التنمية البشرية لشعوب افريقيا تعد محورا و هدفا أساسيا من وراء هذه الشراكة ، باعتبارها رافدا أساسيا من روافد تحسين حياة المواطن الأفريقي ، كما ان تحدي الأمن العذائي بفعل التحولات الديمغرافية التي تشهدها افريقيا، يجعل من هذا الهدف ايضا ، احد اهم تحديات هذه الشراكة الشاملة و المتعددة الأبعاد.
و لم يفت وزير الشؤون الخارجية التطرق، في معرض مداخلته، الى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في مجال النهوض بالمشاريع المدرة للدخل ، و البنيات التحتية و الطاقة والبيئة. و بهذه المناسبة ذكر السيد الوزير بان المغرب سيحتضن الدورة 22 لمؤتمر التغييرات المناخية الذي ترعاه الامم المتحدة ، بمراكش في نونبر 2016،
معتبرا ان التحديات البيئية و التنموية التي تواجهها افريقيا ستكون حاضرة بقوة في هذه الدورة، من خلال تأكيده على ان “كوب 22 ” سيكون افريقيا بامتياز، مشيرا في هذا الصدد الى ان هذا الأخير سيخصص لمنح طابعملموس لنتائج اتفاقية باريس الاخيرة ، من خلال بحث سبل تعبئة الموارد المالية لمواجهة افة التغيرات المناخية .
و قال مزوار ” إننا نطمح الى كوكب ينعم سكانه بمناخ يحترم حق البشرية في الوجود و في التنمية المستدامة“. من جهة اخرى، شدد مزوار على ان اشغال هذا المنتدى الهام تصب في اتجاه جعل شراكة جنوب جنوب الناجحة و المربحة لجميع الأطراف ، ضرورية للتوازنات العالمية في المستقبل ، و بالتالي ، يقول وزير الشؤون الخارجية ، فهي ليست ترفا فكريا، بل يرتبط بها مصير بناء شراكة جديدة عادلة و متوازنة مع دول الشمال لعودة الأمل لدى شعوب الجنوب من اجل غد افضل في مواجهة الفقر و التهميش ، وختم مزوار بالقول “لا نريد ان تكون قارتنا مشكلة للعالم بل حلا لمعضلاته” .