ذاكرة طفولتك الأولى قد تكون خيالية تماماً.. هل تكذب أدمغتنا علينا؟

ذاكرة طفولتك الأولى قد تكون خيالية تماماً.. هل تكذب أدمغتنا علينا؟ الأكثر قراءة روائح كريهة تجبر الأثريين على مغادرة موقع “تابوت الإسكندرية” الغامض.. ملامحه تقول إنه لكاهن وليس لإمبراطور لماذا يتعاطف الأتراك مع سينام رغم انتشار مقاطع “مثليّة” تدينها؟ ما لا تعرفه عن نزاع جيجلي مع طليقته! ليس للإسكندر الأكبر ولا وجود للزئبق الأحمر، بل مياه صرف صحي.. أخيراً التابوت الأثري بالإسكندرية لـ”دفنة عائلية” للأسف لم يعد نفيساً.. اكتشاف كوادريليون طن من الألماس في باطن الأرض ينسف قيمته الـ “نادرة” زوج أسيل عمران السابق خالد الشاعر يعلن زواجه من إعلامية بحرينيةاكتشف العلماء أن ما يقارب 40% من الأشخاص يملكون ذاكرة طفولة أولى خيالية تماماً، وهذا لا يعني أن ذكرياتهم مشوشة وغير متسلسلة، بل إن الأمور التي يتذكرونها لم تحدث على الإطلاق، حسب دراسة كبيرة نشرها موقع sciencealert الأميركي.

ويعتقد العلماء حالياً أنه للمرور إلى مرحلة البلوغ، فإن الدماغ يجب أن يتخلى عن الكثير من ذكريات الطفولة؛ لأننا ننضج وننمو بفقدان الكثير من ذكريات الطفولة، واستبدالها بذكريات أخرى وقصص أيضاً.

لا توجد ذكريات حقيقية قبل 3 سنوات

أجرى الباحثون استطلاعاً لـ 6.641 شخصاً حول ذكرياتهم الأولى وفي أي سن عاشوها، ووجدوا أن 2.487 شخصاً (أي ما يعادل 38،6%) قالوا إن ذاكرتهم الأولى هي تلك التي عاشوها قبل سن الثانية أو السنة الأولى من عمرهم. وهنا تكمن المشكلة؛ لأن الإنسان لا يملك أي ذكريات يمكن تذكرها شفهياً قبل سن الثالثة أو الثالثة والنصف من العمر، وهذا يعني أن أدمغتنا غير قادرة، ببساطة، على الاحتفاظ بتلك المعلومات.

كلنا نعلم أنه لا يمكن الاعتماد كلياً على الذاكرة؛ لهذا السبب تنطوي شهادة الشهود العيان على جريمة ما على المجازفة. لكن، أراد الباحثون أن يعرفوا لماذا كان الكثير من الناس يدعون أن لديهم ذكريات طويلة الأمد حتى قبل أن تتشكل. وقد شمل جزء من الاستطلاع وصف المشاركين لبعض ذكرياتهم. وعلى أثر ذلك، حلل الفريق اللغة المستخدمة من قبَل المشاركين، ومحتوى الذكريات، فضلاً عن طبيعة الذكريات الموصوفة، وعمر الشخص الذي أبلغ عنها.

كلما كنتَ أكبر عمراً كانت ذكرياتك الأولى خيالية

وجد الباحثون أنه كلما كان الشخص أكبر سناً، زاد احتمال تحدثه عن ذكريات طفولة أولى وهمية، وقد كانت هذه الذكريات مناسبة لأعمارهم، ما ينفي احتمال أن تكون هذه الذكريات قد أضحت مشوشة بمرور الوقت. كما يشير هؤلاء الأشخاص في حديثهم إلى الأسرة، والحفاضات، وعربات الأطفال، أو المشي لأول مرة، أو الرغبة في التواصل قبل معرفة كيفية التحدث.

والصور الفوتوغرافية هي المصدر الحقيقي للذكريات

ويعتقد الباحثون أن هذه الذكريات الوهمية لم تأتِ بالضرورة من العدم، بل تم تجميعها معاً من الصور الفوتوغرافية، وكل ما يعرفه المرء عن الطفولة الطبيعية، والقصص التي رواها أفراد العائلة الآخرون.

ولا يستطيع أغلبنا استدعاء ذكريات طفولته قبل عمر الخمس سنوات، أو حتى أكثر من ذلك، فنحن لا نملك ذكريات واضحة عن السنوات الأولى من حياتنا، وتعرف هذه الظاهرة باسم «فقدان ذاكرة الطفولة«.

أوضحت عالمة النفس شازيا أختار، من جامعة برادفورد في المملكة المتحدة: «نقترح أن ما يدور في ذهن الشخص عند استحضار الذكريات الخيالية المبكرة بشكل غير متوقع، هو ذاكرة عرضية تشبه التمثيل العقلي، تتألف من أجزاء متذكرة من التجربة المبكرة وبعض الحقائق أو المعرفة حول طفولتهم. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك تفاصيل أخرى غير واعية مستنتجة أو مضافة، على غرار تلك الذكريات التي كان فيها يقف في المهد وهو يرتدي حفاظاً. وتتولد مثل هذه التمثيلات الذهنية الشبيهة بالذاكرة مع مرور الوقت، ويستحضرها الشخص بشكل متكرر عندما تتبادر إلى الذهن. وعادة ما تشير هذه «الذكريات» بشكل خاص إلى مرحلة الطفولة».

أنت تحاول أن تملأ بقية قصة حياتك!

يعتقد الباحثون أن هذه الظاهرة لها علاقة بالحاجة إلى إكمال سرد قصة حياة المرء في ذهنه، على الرغم من أن سبب ذلك غير معروف إلى الآن. كما يشير الباحثون إلى أنه يمكن للرواية الذاتية الإيجابية والمتسقة أن يكون لها علاقة بصورة الإيجابية التي يكوّنها المرء عن نفسه ونوعية حياته. ويمكن أن يساعد ذلك في ملء فجوة الذكريات من سنواتنا الأولى، حسب الدراسة.

لكنها ذكريات وهمية وملفقة

لكن إمكانية حدوث ذلك تجعلنا نتساءل عن حجم الذكريات الأخرى التي من المحتمل أن يكون الدماغ قد لفّقها. وقد أشار عالم النفس مارتن كونواي من جامعة لندن إلى أن «الشخص الذي يسترجع ذكريات وهمية، لا يعرف أنها محض خيال. وفي الواقع، عندما يُقال للأشخاص إن ذكرياتهم خاطئة، لا يصدقون ذلك في الغالب. ويرجع ذلك جزئياً إلى حقيقة أن الأنظمة التي تسمح لنا بالتذكر معقدة للغاية. ومنذ بداية سن الخامسة أو السادسة، نبدأ بتشكيل ذكريات شبيهة بالبالغين بسبب الطريقة التي يتطور بها الدماغ وفهمنا الناضج للعالم. وهذا تحليل معقول للغاية».

واقرأ أيضاً..

أين ذهبت ذكريات سنوات طفولتك الأولى؟ تفسيرات علمية تشرح لماذا يصعب عليك تذكرها

اقتراح تصحيح