خافيير سولانا يدعو لعدم التسرع في إصدار الأحكام بشأن بلدان الربيع العربي
دعا خافيير سولانا، الأمين العام السابق لمنظمة حلف شمال الأطلسي والممثل السامي للسياسة والأمن الأوروبي ( 1999 – 2009)، إلى عدم التسرع في إصدار الأحكام المسبقة بشأن الدول التي عاشت وتعيش ثورات اجتماعية في إطار ما اصطلح عليه بالربيع العربي والادعاء بأنها ستتوصل إلى حلول في أقرب وقت ممكن لإرساء الديموقراطية المنشودة.
وقال سولانا في مداخلة قدمها مساء أمس الثلاثاء بإشبيلية في إطار ندوة “الربيع العربي، لحظات التغيير” التي تنظمها مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وكرسي رافائيل إيسكوريدو (11 و12 فبراير الجاري)، “إن بلدان أوربا الشرقية لا تزال تبحث منذ سقوط جدار برلين عام 1989 عن الطريق الصحيح نحو الديموقراطية، لكنها لم تهتد إليه بعد”.
وفي معرض تشخيصه للحالات العربية، أشاد سولانا بالتجربة التونسية، وهنأ الشعب التونسي على المصادقة على دستور متطور “يوافق بين الإسلام السياسي والإسلام اللا سياسي”، “فكل طرف، سياسي أو ديني كان، حصل على مكانته في هذا الدستور، وعلينا ألا ننسى أن المجتمع التونسي هو في الأصل مجتمع متجانس”.
أما في الحالة السورية فيرى سولانا أن هناك “ستة هويات متضاربة، إنها حالة جد معقدة”، وحاول تقديم تخمينات بشأن الوصول إلى حل بين طرفين رئيسيين يتجاذبان الوضع الإقليمي هما السنة والشيعة، كما أشار الى انه إذا ما حصل تقدم في مسلسل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ستصل إلى مخرج أفضل للقضايا المطروحة والنزاعات القائمة.
وعند استحضاره للحالة المصرية، عبر سولانا عن تفاؤله لكن مع بعض التحفظات، فبالنسبة له “لم يستطع النظام الإسلامي كما النظام العسكري في مصر البرهنة على قدرتيهما على توزيع ذكي للسلطة، فكل وفق منظوره الخاص يمتلك الحقيقة ولا يريد التراجع، على عكس النموذج التونسي. لقد عرفوا في تونس كيف يطوعون بذكاء كبير جميع آليات التوافق، وهو ما يجعلني أحييهم مجددا على مبادرتهم المثالية”. وأضاف قائلا ” لست ساذجا وإنما أنا جد متفائل، إن عمليات الديمقراطية تتطلب وقتها الكافي وعلينا ألا نتسرع في تقديم أحكام مسبقة وخاطئة “. واستشهد بالنموذج الإسباني في مقارنته مع بلدان العالم العربي قائلا “عندما كنا في إسبانيا نبحث عن الانتقال، فقد حددنا مسبقا وقت الإقلاع وكنا نعرف أين سننزل، في حين أنه في البلدان العربية التي عاشت الربيع العربي، خرجت الشعوب والمجتمعات المدنية إلى الشوارع بعد نفاذ صبرها وعدم قدرتها على المزيد من التحمل لمظاهر القمع والتهميش والحرمان، لكنها لم تكن تعرف مسبقا أين ستحط الرحال بعد الإقلاع”. تجدر الإشارة إلى أن ندوة الربيع العربي التي تنظم أيضا بتعاون مع الجامعة الدولية للأندلس والمعهد الملكي “إلكانو”، افتتحها كل من السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة ورئيس مؤسسة الثقافات الثلاث (الجانب المغربي) ورفائيل إيسكوريدو، رئيس الحكومة المحلية لإقليم الأندلس سابقا، ومانويل خيمينيز باريوس الوزير الجهوي لرئاسة إدارة الحكومة الأندلسية.
ويشارك فيها نخبة من المسئولين السياسيين بعدد من المنتظمات والهيئات الدولية، نذكر من بينهم على الخصوص برناردينو ليون، المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي بدول جنوب المتوسط وعفيف السايح، السفير الفلسطيني للمهام الخاصة ومفكرون وجامعيون.
مابريس تي في : و م ع