تركيا تستهدف إدلب
نيزافيسيمايا غازيتاتركيا تستهدف إدلب
Reuters
Umit Bektas
تركيا تستهدف إدلب
يشير المعلق السياسي فلاديمير موخين في "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى إمكان إنشاء تركيا في محافظة إدلب السورية جيوبا انفصالية.
كتب موخين:
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إطلاق عملية عسكرية في محافظة إدلب السورية. وبحسب قوله، ستقوم القوة الجو-فضائية الروسية بتوفير غطاء جوي لهذه العملية.
من جانبها، تؤكد وسائل الإعلام أن التوصل إلى هذا الاتفاق تم خلال لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره التركي في أنقرة يوم 28 سبتمبر/أيلول المنصرم. بيد أن العلاقات بين البلدين ليست بهذه الدرجة من السلاسة. فقد اتهم وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو روسيا بأنها تقوم بـ "قصف عشوائي للمدنيين والمعارضة المعتدلة في إدلب".
والمثير في الأمر أن تركيا تخلت منذ فترة عن توجيه مثل هذه الاتهامات القاسية إلى روسيا. ومع ذلك واستنادا إلى تصريحات المسؤولين، ستستمر روسيا في جميع الأحوال بتنشيط عملية السلام في مناطق تخفيف التوتر، التي أنشئت بمشاركة تركيا وإيران في إدلب.
وتفيد وسائل الإعلام التركية بأن الاستخبارات التركية بالذات هي التي أبلغت قيادة المجموعة العسكرية الروسية في سوريا عن مكان مرابطة فصائل المقاومة المسلحة الإرهابية. وتؤكد أنه بفضل ذلك، تمكنت طائرات القوة الجو-فضائية الروسية من إلحاق أضرار كبيرة بـ "جبهة النصرة" والمجموعات الإرهابية الأخرى.
ووفق معطيات رئيس إدارة الاستخبارات في هيئة الأركان الروسية الفريق أول إيغور كوروبوف، يبلغ عدد مسلحي "جبهة النصرة" في إدلب زهاء 9 آلاف شخص، تقف في مواجهتهم مجموعات المعارضة المعتدلة الموالية لتركيا. وقد أعلن أردوغان عن تعزيز هذه المجموعات بفصائل من "الجيش السوري الحر"، التي تشترك في عملية "درع الفرات"، وأن هذه الفصائل قد غادرت الجزء الشمالي من حلب وتوجهت نحو إدلب عبر محافظة هاتاي التركية. وعلاوة على هذا، من المتوقع وصول وحدات عسكرية تركية وروسية وإيرانية إلى منطقة وقف التصعيد في إدلب.
tvzvezda.ru
الفريق أول إيغور كوروبوف
وبموجب تصريحات جاويش أوغلو، ستنتشر مجموعة مراقبين من إيران وروسيا على حدود إدلب، وفي داخلها مراقبون من تركيا. وأضاف أن "البعثة التركية ستنتشر فقط في الأماكن الآمنة لتجنب المخاطر". وأوضح أن موعد وصولها سيحدد استنادا إلى المعلومات الاستخبارية.
من جانبها، أفادت وكالة المنار نيوز بأن 800 مسلح يشكلون 15 فصيلا من "الجيش السوري الحر" وصلوا إلى الحدود التركية–السورية. وبحسب وكالة الأناضول التركية، يبلغ عدد سكان منطقة وقف التصعيد في إدلب 2.4 مليون شخص، إضافة إلى 1.3 مليون نازح معظمهم من الناطقين باللغة التركية. ويبدو أنهم سيكونون تحت حماية الشرطة العسكرية الروسية والإيرانية.
هذا، ومن الصعب التكهن بكيفية تطور الأوضاع في منطقة وقف التصعيد في إدلب بعد دخول فصائل "الجيش السوري الحر"، لأن ممثلي "الجيش السوري الحر" والقيادة التركية أعلنوا مرارا عن معارضتهم لنظام بشار الأسد. لذلك ليس مستبعدا إنشاء جيوب انفصالية في المناطق الموالية لتركيا بدعم من أنقرة.
وهنا نشير إلى أن جاويش أوغلو استند، في حديثه عن قصف الطائرات الروسية للمدنيين في إدلب، إلى معلومات استلمها من نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون.
إلى ذلك، يقول الخبير العسكري الفريق يوري نيتكاتشيف في هذا الصدد: "يبدو أن الهدف من هذه التصريحات هو التدخل في نشاط القوة الجو-فضائية الروسية وقوات الحكومة السورية، لأن تقارب واشنطن وأنقرة مع اقتراب نهاية الإرهابيين في سوريا أمر متوقع تماما في حين أن الجانبين يعارضان نظام الأسد. لذلك، فإن هدف تركيا في إدلب والولايات المتحدة في محافظتي دير الزور والحسكة الغنية بالنفط هو تحديد مصير هذه المناطق بعد انتهاء الحرب".
ترجمة وإعداد: كامل توما