اوباما يدعو بوتين الى سحب قواته من الحدود الاوكرانية
مابريس تي في : فرانس بريس
حث الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة نظيره الروسي فلاديمير بوتين على سحب قواته المحتشدة على طول الحدود مع اوكرانيا التي تخشى اجتياحا لقسمها الشرقي بعد خسارة شبه جزيرة القرم.
وقال اوباما في مقابلة اجرتها معه شبكة سي بي اس الاميركية ان قرار الرئيس الروسي حشد قوات على الحدود بين البلدين “قد يكون مجرد محاولة لتخويف اوكرانيا، او قد يكون لديهم خطط اخرى”.
وتابع انه “من اجل التوصل الى نزع فتيل التصعيد وتسوية هذا الوضع، على روسيا ان تسحب قواتها وتبدأ بالتفاوض مباشرة مع الحكومة الاوكرانية ومع الاسرة الدولية”.
وقال اوباما ان بوتين “يكشف عن نقمة على ما يعتبره خسارة الاتحاد السوفياتي” مؤكدا ان على بوتين عدم “العودة الى الممارسات التي كانت سارية في حقبة الحرب الباردة”. واضاف “من المحتمل انه يسيء تفسير الغرب بشكل كامل. ومن المؤكد انه يسيء تفسير السياسة الخارجية الاميركية”.
وقال “لا مصلحة لدينا على الاطلاق في محاصرة روسيا ولا مصلحة لدينا في اوكرانيا عدا السماح للشعب الاوكراني بان يقرر بنفسه حياته”.
وكان رئيس مجلس الامن القومي الاوكراني اندريه باروبي قدر الخميس عديد القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود بمئة الف، ما يفوق بكثير التقديرات الاميركية التي تتحدث عن عشرين الف عسكري.
وتخشى كييف ان يتكرر السيناريو الذي اتاح لروسيا الحاق القرم بها خلال ثلاثة اسابيع فقط، في شرق البلاد.
ونددت روسيا الجمعة بالتاكيدات الغربية حول حشدها قوات، معتبرة ان المسؤولين الغربيين اما تلقوا معلومات خاطئة عن الموضوع واما تعاطوا معه بنية سيئة.
وفي موسكو تطرق مسؤول كبير في جهاز الامن الفدرالي الى “الرغبة المشروعة لشعوب القرم ومناطق شرق اوكرانيا في ان تكون مع روسيا” وهو ما يثير بحسب قوله “هستيريا الولايات المتحدة وحلفائها”.
ولم يبذل بوتين جهودا لتبديد هذا القلق الغربي بل اكد ان احداث القرم اثبتت “القدرات الجديدة” للجيش الروسي.
والحاق شبه جزيرة القرم بهذه السرعة بروسيا ادى الى مواجهة تشبه تلك التي كانت قائمة في حقبة الحرب الباردة بين موسكو والغرب وظهور انقسامات عميقة في صفوف المجموعة الدولية.
واعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس قرارا يدين استفتاء 16 اذار/مارس في القرم لكن الدول الناشئة الكبرى امتنعت عن التصويت.
ونددت الخارجية الروسية بهذه “المبادرة غير المجدية التي لا تؤدي الا الى تعقيد تسوية الازمة السياسية في اوكرانيا”. واضافت الوزارة في بيان ان “العدد الكبير للبلدان التي امتنعت عن التصويت وتلك التي تغيبت دليل ساطع على رفض تفسير جزئي للاحداث في اوكرانيا”.
واعلنت روسيا الجمعة انها تبنت اجراءات رادعة بحق “بعض الدول الغربية” اضافة الى الولايات المتحدة، في تحذير يبدو انه يستهدف دولا معينة في الاتحاد الاوروبي ولكن ليس الاتحاد برمته.
وما يزيد من المخاوف حول انفصال شرق اوكرانيا الناطق بالروسية، دعا الرئيس الاوكراني المقال فيكتور يانوكوفتيش من روسيا التي لجأ اليها الى تنظيم استفتاء في كل منطقة في الجمهورية السوفياتية السابقة.
وقال في نداء الى الشعب الاوكراني “بصفتي رئيسا (…) اناشد كل مواطن اوكراني منطقي: لا تدعوا المنافقين يستغلوكم! طالبوا بتنظيم استفتاء حول وضع كل منطقة في اوكرانيا”. واضاف “وحدها استفتاءات في جميع انحاء اوكرانيا وليس انتخابات مبكرة يمكن ان تعيد الاستقرار الى الوضع السياسي وتحفظ سيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها”.
وردت السلطات الاوكرانية على الفور بفتح تحقيق بتهمة الدعوة الى الاستيلاء بشكل غير شرعي على السلطة فيما قالت المانيا ان مثل هذه الاستفتاءات ليست واردة في الدستور الاوكراني.
وفي كييف، تتسارع التحضيرات للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 25 ايار/مايو بعد ترشح رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو.
وامام المرشحين مهلة حتى الاحد ليعلنوا ترشيحاتهم رسميا واعتبارا من السبت ستعين التنظيمات السياسية الكبرى مرشحيها.
وبترشح يوليا تيموشنكو (53 عاما) التي تبدو مصممة اليوم اكثر من اي وقت مضى على مواصلة مسيرتها، يتوقع ان تكون المنافسة حامية بين قادة الحركة الموالية لاوروبا التي تأتي في الطليعة في استطلاعات الرأي.
فبطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو المتقدم، قد يضطر للتراجع امام الوزير السابق ورجل الاعمال بيترو بوروشينكو الذي تمتد امبراطوريته المالية من صناعة الشوكولاته الى وسائل الاعلام، ويبدو الاوفر حظا في استطلاعات الرأي.
وهناك ايضا القومي اوليغ تيانيبوك وزعيم الحركة شبه العسكرية القومية المتشددة “برافي سيكتور” ديمتري ياروش.
وترشح عدد من ممثلي حزب المناطق الذي يتزعمه الرئيس المخلوع يانوكوفيتش، وبينهم خصوصا النائب السابق لرئيس الوزراء المكلف قضايا الغاز يوري بويكو ورجل الاعمال سيرغي تيغيبكو والحاكم السابق لمدينة خاركيف الناطقة بالروسية ميخايلو دوبكين.
اما تيموشنكو التي خرجت من السجن يوم اقالة يانوكوفيتش، فقد حددت عدوها الاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووعدت بانهاء “عدوان” روسيا التي سيطرت خلال ثلاثة اسابيع على شبه جزيرة القرم.
ويفترض ان يتحدث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امام مجلس الامن الدولي في نيويورك غداة تبني قرار الجمعية العامة.
وكان صندوق النقد الدولي اعلن الخميس عن مساعدة لاوكرانيا تراوح قيمتها بين 14 و18 مليار دولار على سنتين، هي من اضخم الخطط التي تنفذها المؤسسة حتى الان ولو انها تبقى دون القروض بقيمة 30 مليار دولار التي قدمت لايرلندا عام 2010 وال64 مليار دولار التي قدمت بالاجمال الى اليونان.
كما صوت الكونغرس الاميركي بمجلسيه الخميس على نصوص تتيح للادارة، عند اقرارها بصورة قوانين خلال ايام، منح اوكرانيا قروضا بقيمة مليار دولار وفرض عقوبات على عدد اكبر من المسؤولين الروس بسبب ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا.