الهدف الغامض من الهجوم على الأهواز .. صحيفة أميركية تحذر: المنشآت النفطية السعودية قد تكون الهدف القادم!
تم النشر: AST 25/09/2018 17:59 تم التحديث: AST 25/09/2018 18:39 الهدف الغامض من الهجوم على الأهواز .. صحيفة أميركية تحذر: المنشآت النفطية السعودية قد تكون الهدف القادم! لحظة الهجوم على العرض العسكري الإيراني في الأهواز/ رويترز الأكثر قراءة ليس مجرد تهديد.. تركي آل الشيخ يقرر الانسحاب نهائياً من مصر وإغلاق نادي وقناة بيراميدز فيديو: صلاح يحصد جائزة بوشكاش لأفضل هدف في العالم لعام 2018 طرد 150 راكباً من طائرة بسبب رئيس دولة عربية!.. الرئاسة لم تعتذر، وتبرر: يحدث ذلك دائماً تركي آل الشيخ يهدد بسحب استثماراته من الرياضة المصرية.. ومرتضى منصور يستجديه للبقاء مودريتش أفضل لاعب في العالم لعام 2018
حذر الكاتب الأميركي الشهير سايمون هندرسون، من وقوع استهداف مماثل لما حدث في هجوم الأهواز الإيرانية الأسبوع الماضي، ولكن هذه المرة في العمق السعودي مستهدفاً المنشآت النفطية الهامة في البلد الخليجي.
وقال هندرسون في مقال بصحيفة The Hill الأميركية إن هناك حلقةً مهمة مفقودة في التقارير الإخبارية حول الهجوم الذي استهدف موكباً عسكرياً في مدينة الأهواز عاصمة ولاية خوزستان يوم السبت الماضي، 22 سبتمبر/أيلول، تتمثَّل في النفط، حيث توجد أكبر حقول البترول هناك.
وبحسب هندرسون يمكن أنَّ تعتبر طهران أنَّ هذا الهجوم الذي خلَّفَ 29 قتيلاً، من بينهم أطفال ومدنيون من الجماهير التي حضرت العرض، كان يستهدف بالأساس البنية التحتية للنفط. ومن ثم يمكنها اعتبار المنشآت النفطية في بلدانٍ أخرى هدفاً مستباحاً للرد على هذا الهجوم.
إيران تهدد السعودية والإمارات
ومن جانبهم، تعهَّدَ الحرس الثوري الإيراني بالانتقام من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، وكذلك إسرائيل والولايات المتحدة. واليوم الثلاثاء، 25 سبتمبر/أيلول، اتهم القائد الأعلى آية الله علي خامنئي الرياض وأبو ظبي بتمويل «الجناة» وهدَّد بـ»عقابٍ قاس».
وتُعتَبَر السعودية والإمارات خصمي إيران في المنطقة. وتدعم طهران وكلاءها في اليمن والعراق وسوريا والبحرين. ويعد الخصوم الثلاثة من كبار منتجي ومصدري النفط -لكن الولايات المتحدة تُخطِّط لوقف صادرات إيران من النفط، بالكامل إذا أمكن، بدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وتستأثر الدول الثلاث بالنسبة الأكبر من صادرات النفط من الخليج العربي التي تمر عبر مضيق هرمز الاستراتيجي.
وتابع الكاتب الأميركي، في لقاءٍ تلفزيوني جرى العام الماضي، تحدَّث وليّ عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، القائد النشط للمملكة، بإبهامٍ عن المنافسة مع إيران، وقال: «سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية». لكن، بحسب ما كتبته (ربما بشيء من التنبؤ) في صحيفة The Hill في شهر مارس/آذار: «إذا حاولت السعودية زعزعة استقرار إيران بتعزيز التمرد، وفق ما صرح به محمد بن سلمان سراً لمحاورين زائرين، فسرعان ما سينكشف ضعفها».
النفط يرتفع لأول مرة من 4 سنوات
وأمس الإثنين، 24 سبتمبر/أيلول، ارتفع سعر النفط 2% ليتجاوز سعر خام برنت المرجعي 80 دولاراً للبرميل الواحد، محققاً أعلى سعر له خلال أربع سنوات تُعزى إلى عزوف السعودية عن إقناع أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بالموافقة على زيادة إنتاج النفط خلال قمة منتجي النفط التي عُقِدت نهاية الأسبوع في عاصمة الجزائر.
فيما أدلى وزير النفط السعودي خالد الفالح يوم السبت، 22 سبتمبر/أيلول، بتصريح مُراوِغ قال فيه إنَّ أوبك تهتم بالإنتاج أكثر من السعر: «هناك وفرة في المعروض من النفط تكفي احتياجات أي عميل». من منظور اقتصادي بحت، يعد هذا جدلاً مستمراً، لكن إذا كان هناك شقاق سياسي كبير في الخليج، فالأمر مختلف. أضف إلى ذلك انخفاض الإنتاج في فنزويلا والمكسيك وإيران. ومن ثم، فإن أي عرقلة من جانب إيران لإنتاج السعودية من النفط يمكن أنَّ تشكل كارثة، وسيصعب مواجهتها إذا لم تحمل بصمات واضحة تشير بأصابع الاتهام لطهران.
وإلى الآن لا يزال يلف الغموض هوية المسؤول الحقيقي عن هجوم الأهواز. إذ كان هناك أربعة معتدين؛ ذُكِر أنَّ اثنين منهما قُتِلا والآخران قد يكونا اعتُقِلا. وأعلن الانفصاليون من خوزستان -وسكان المحافظة من العرب وليس الفرس- مسؤوليتهم عن الهجوم، وأنكروه أيضاً. فيما نشر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مقطع فيديو يؤكد فيه دوره في الهجوم، وفي هذه الحالة سنكون أمام توترات طائفية بين الشيعة والسنة. وبالتالي في هذه المرحلة، سيكون من الأسلم عدم الحكم على إعلان المسؤولية أو إنكارها بأنها صحيحة أو خاطئة. وبالنظر أيضاً إلى تعليقات القائد الأعلى الإيراني، فربما تكون التوترات الطائفية كذلك غير ذات صلة.
حادث مماثل وقع قبل 40 عاماً
واستكمل هندرسون، تعيد حادثة الأهواز إلى ذهني بعض الذكريات. ففي ديسمبر/كانون الأول 1978، قبل أسابيع من اندلاع الثورة التي أطاحت بشاه إيران، سافرت إلى هناك في عمل لصحيفة Financial Times وأجريت حواراً مع مسؤول النفط الأميركي الذي كان يدير مجمع النفط الغربي، الذي كان مقره هناك والمسؤول عن إنتاج النفط في إيران. ولم أذكر اسمه في مقالي بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول، لأنَّ قبلها بعدة أيام ترك أحدهم ورقة على مكتبه يحذره فيها: «تذكر أنك يجب أنَّ تغادر البلد قبل العام الجديد». لكنني نقلت عنه قوله: «اللعنة، أعمل بهذا المجال منذ وقتٍ طويل. هذه الأمور لا تخيفني». وفي 27 ديسمبر/كانون الأول، كتبت مقالاً آخر أقول فيه إنَّ بول غريم، الرجل الذي أجريت معه حواراً، «تعرض لهجوم من ثلاثة مسلحين يحملون أسلحة آلية بينما كان عائداً من عمله».
وفي يناير/كانون الثاني 1979، غادر الشاه إيران، وعاد الشهر التالي آية الله خامنئي إلى البلاد من منفاه في فرنسا.
وختم الكاتب الأميركي قائلاً أتمنى أنَّ ما حدث في الأهواز منذ أيام قليلة مضت مجرد ومضة، ستتلاشى ذكرياتها وسط دورات الأخبار على مدار الأيام والأسابيع القليلة القادمة. لكن ما أخشاه هو أنَّ الأمور ربما تخرج عن السيطرة. إذ من المقرر أنَّ يرأس الرئيس الأميركي دونالد ترمب، غداً الأربعاء 26 سبتمبر/أيلول، اجتماع مجلس الأمن في نيويورك، وتفيد تقارير أنه يعتزم التحدث عن إيران. ويوم السبت الماضي، أدان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية هجوم الأهواز ووصفه بالإرهابي. ما الذي سيقوله الرئيس ترمب؟
اقتراح تصحيح